رحلة إلى الموت..؟!
رحلة إلى الموت...؟!
الكثيرون ينتظرون بفارغ الصبر حلول العطلة الصيفية لقضائها في مناطق سياحية لغرض الاستجمام والراحة ,قد تكون داخل البلاد أو خارجه.
أنا لم أفكر يوما ً بالخروج عن المألوف فلا أجد الراحة سوى في بلدي الجريح ,حتى لو كنت في دولة أخرى لا يريحني أن أقضي عطلتي إلا ببغداد ,يريحني تواجدي مع الناس الفقراء البسطاء.
زرت مناطق ملؤها الحزن والفقر تعيش تحت خط الفقر رغم خيرات العراق التي كان خيرها لغير أبنائها.
مناطق مختلفة البيئة و الأجناس عارية من ملامح الأمل أو الفرح ,تجولت عيوني وأحزاني مكبوتة الدمع بين عيون صغار يرتدون بأقدامهم الشوك ويلبسون بقايا من قماش مهترء الخيوط لا يستر سوى جزء من أجسادهم التي لفحتها السنة الشمس المحرقة.
تشتت بناظري بين الكثيرين ...؟أمهات يلملمن بقايا من الكارتون والقماش وبعض من الحطب ليوقدنّ التنور (الفرن )عسى أن يصمد رغيف الخبز به , فالدقيق الذي يستعملنّه للخبز لا ينفع سوى لتغذية الماشية؟
لم يكن غذائهم سوى ذاك الرغيف وإن توفر الأرز سيكون بهذا المنزل وذاك وليمة تجمع عائلة أعتصر الجوع أمعائها..وأحيان أخرى يكون الغذاء كسرة خبز ناشفة وقدح شاي .
رجال سيماهم في وجوههم من أثر القهر والألم, لم يذلهم العيش يتصارعون مع الأحداث والحوادث التي لم تسلم منها طوائف متعددة بالعراق.
أجهل مدى قوة وصبر هؤلاء الناس ..؟تجدهم يضحكون في بعض الأوقات ويطلبون من الله الفرج القريب...دققت في معرفة أذا كان هناك من أقدم على الانتحار بسبب تلك الظروف المأساوية ..؟لكني لم أجد شخص واحد أعطى لشيطان فرصة التغلب عليه...
فالموت لايستبق الأحداث وإنما ترى الناس ينتظرونه بأن يطرق أبوابهم في أي لحظة...؟!
سألت بعضهم أن بإمكانهم أن يتركوا البلد ويهجروها لبلاد قد يكون لكم فيها حظ وافر بالمعيشة؟
فكان جوابهم أشرف لهم أن يسعوا إلى الموت بأقدامهم أو حتى زاحفين على أن يأكلوا لقمة ذل أو يرتدوا لباس لا يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء. .!
عجبت لهم؟! فهم ركبوا أرواحهم لملاقاة حتفهم ...
لم يتركوا لنفسي مجال لشك بأن شعبي مثال للأيمان والصبر والوحدة التي لا تتجزأ أبداً.
وإذا أردتم أن تقضوا عطلة صيفية هادئة فلا تترددوا بزيارة العراق.
بقلم:هدير الجميلي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|