هاءُ الهيولى
أنتِ الهيولى و من نورٍ تشكُّلُها
أنتِ الحقيقةُ .. أنتِ الماءُ مذ غَدَقا
أنتِ الوجودُ قُبيل الانشطارِ كما
منكِ المكارمُ شوقاً تشتهي العبِقا
أنتِ ال تعتِّق في أكوابها لغتي
شعراً حصيناً .. كنورِ الله منبثقا
تعتّقَ الخمرُ في كفيكِ فاحترقا
شعراً شفيفاً يضاهي بالشذى الحبقا
تعتّق الخمرُ فاستجدى الشفاهَ جوىً
أن تلثميه .. ففارَ الفجرُ وأتلقا
تعتَّقَ الخمرُ لا كرمٌ ولا عنبٌ
فاهدي إليَّ كرومَ الريفِ و الأفقا
هي العواصفُ إن شاءتْ .. وإن سكنتْ
تضيءُ فيَّ بهيمَ الليلِ والشفقا
سألتُها الماءَ قالت : قد تمازجُني
صرفُ الشرابِ يجيزُ العومَ و الغرقا
فاغرقْ ببحري فهذا النوُّ من شبقي
كلُّ الشواطئِ فاضتْ مثلَنا شبقا
تعتّقَ الدنُّ فا نطقْ بالوصالِ كما
حالُ الشهودِ بعيدَ الكشفِ .. ما نطقا
تعتَّقَ الدنُّ ..و انظر حالتي معه
رتِّلْ صلاتكَ تهجرْ مقلتي الأرقا
من للمساءِ غداةَ البينِ يقرأني
من للفؤادِ إذا ما غبتَ .. إن خفقا
ما إن أشدُّ تُجاه الراحِ قافيتي
كلَّ البحورِ .. شغافُ القلبِ قد سبقا
وقفتُ معتنقاً في بابها صوري
مَنْ للجواهرِ .. مَنْ أسماءها اُعتنقا
إني أقطِّرُ من أشواقكم عرقي
أرضُ الجنانِ تهادى نهرُها عرقا
هي الجنانُ تجُنُّ من تأنّقها
و كلُّ طيبٍ لنا .. من وحيها خُلقا
ألم يعدنا بأكوابٍ و فاكهةٍ
بحور عينٍ و بالأطياب قد صدقا
لأنكِ الجنةُ الفردوسُ.. كوثرُها
فعالمُ الأمسِ ها أحرقتُه ورقا
هذي النهودُ حباها اللهُ معجزة
عندَ الوصالِ تنيرُ الروحَ و الألقا
إني رزقتُ بهذا الدنِّ من ولهي
إني رزقتُ فحيّا الله .. من رزقا