دَعْوَةٌ
[poem=font="simplified arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="solid,1,black" type=0 line=1 align=center use=ex num="1,black""]
دَعْوَةٌ هلَّتْ ثَنَاءً ، و سَنَاءً = هَرْوَلَ الْفَجْرُ إِلَيْهَا وَاسْتَجَابَا
رَحْمَةٌ عَمَّتْ نُهُوجًا وَشِعَابًا = وَسَرَتْ تُحيِي المُنى ، تَمحُو الْعَذَابَا
يَا حَبِيبًا ، يَا رَسُولاً ، وَ بَشِيرًا = جِئْتَ مِنْ نُوْرٍ سَمَا حَازَ انْتِسَابَا
ثًمَّ هَبَّتْ لَكَ أَقْمَارُ اللَّيَالِي = واسْتَضَاءَتْ إِنْ غَدَتْ مِنْكَ اقْتِرَابَا
وَاسْتَعَادَ الصُّبْحُ شَمْسًا مٍِنْ رُقٌودٍ = واغْتَدَى دَرْبُ الْوَرَى صَحْوًا وَطابَا
أَيْقَظَ الْمَولَى بِكَ الْأكْوَانَ تَشْدُو = فَاعْتَلَى الْبَدرُ السَّمَا يَزْهُو إِيَابَا
جِئْتَ وَالدُّنْيَا تَسَاقَتْ بالدَّاوَاهِي= كُلُّ نَفْسٍ قَدْ هَوَتْ تَشْكُو اغْتِرَابَا
كَمْ دُهُورٍ مِنْ عِدَا ظَلَّتْ تُعَانِي = ظُلُمَاتٍ ، والرَّدَى أَبكَى السَّحَابَا
يَصْطَلِي أَحْوَالَ قَومٍ فِي تَلَاهٍ =مِنْ جُحُودٍ أَبْدَلَ النَّاسَ ذِئَابا
حِيْنَ صَارَ الْمُعْتَدِي يَلْهُو ظَلُومًا = وَنِكَالاً ، وافْتِرَاءً ، وَاغْتِصَابَا
كُلُّ رُوْحٍ قَدْ هَوتْ تَحْسُو وَجِيْعًا= وارْتَوَى زَهْرُ الرُّبَا دَمْعًا وَشَابَا
وَامْتَطَى الْعَالَمُ غَدْرًا ، وَعَدَاءً = بَيْنَ فِكْرٍ قَدْ غَشَى النَّفْسَ سَرَابَا
دَعْوَةٌ يَا هَادِيًا فَاحَتْ مَفَازًا = وَاحْتَمَلْتَ الظُّلْمَ ، فِيْهَا والصِّعَابَا
فَارْتَضَى الْقَومُ الدُّنا ، شِرْكًا جَهَارًا = وَلَدَيْكَ الْحَقُّ قَدْ سَمَا خِطَابَا
خَفََّفَّ الْمَولَى عَنَاءَ مَا تُعَانِي = مِنْ صُدُودٍ حِيْنَ أَرْضَاكَ ، وَحَابَى
فَاجْتَبَاكَ الرَّبُ لِلْأَقْصى فَأَسْرَى = بِكَ لَيلًا لِلنَّبِيِِّينَ شِهَابَا
فَوَطَاْتَ الْأرْضَ نُوْرًا وَ إِمَامًا = خَاتِمًا دِيَنَ الْوَرَى تَزْهُو كِتَابَا
رِحْلَةٌ لِلْمَلأِ الْأَعلَى تَسَامَتْ = وَاعْتَلَيْتَ الْكَونَ واجْتَزْتَ السَّحَابَا
وَاصْطَفَاكَ الْحَقُّ قُرْبًا وَعَطََاءً = وَارْتَأَيْتَ (الْعَرْشَ) والبَعْثَ صَوَابَا
بَعْدَمَا عُدْتَ بِفَضْْلٍ وَصَلَاةٍ = شِرْعَةٍ مِنْ رَحْمَةٍ تُجْزِي ثَوَابَا
لَمْ يَزَلْ لَيْلُ الْعِدَا يَعْثُو فَسَادًا = يَلْعقُ الْكُفْرَ ، وَيُنْكِرُ الْحِسَابَا
فَإذا شُقَّتْ جِبَالٌ مِنْ حَدِيْدٍ = إِرْتَأيتَ الْلُّبَ فِيْهِا مُسْتَتَابَا
وإِذَا ذَابَتْ صُخُورٌ مِنْ بَيَانٍ = مَا اهْتَدَى قَلْبٌ غَفَا والْبِشْرَ عَابَا
يَعْلَمُونَ الْحقَّ مِنْكَ قَدْ أَتَاهُمْ = إِنَّمَا ضَلُّوا عَلَى فِكْرٍ تَغَابَى
أَوْمَأَ الْفَجْرُ لِشَمْسٍ بِطُلُوعٍ = قَدْ كَفَانَا الْغَيْمُ سٍتْرًا وَ حِجَابَا
هِجْرَةٌ فِيْهَا الْمُنَى تَصْبُو سَلَامًا = والتُّقَى أَحْيَا قُلُوبًا وَشِِعَابَا
(يَثْرِبُ) الْمَأوَى لِقَاءً قَدْ أَجَابَتْ = بِالْوَفَا (لِلْمُصْطَفَى) تَرْجُو انْتِسَابَا
حِيْنَ هَبَّتْ يَا (مُحَمَّدٌ) نُفُوسٌ = تَفْتَدِيْكَ الْأَهْلَ حُبًّا ، والصَّحَابَا
خُضْتَ أَرْجَاءَ الدُّنَا تَدْعُو يَقِيْنًا = قَدْ أَقَمْتَ الدِّينَ صَرْحًا وَ قِبَابَا
بَيْنَ سِلْمٍ والْوَغَى حِيْنَ ابتِلَاءٍ = ضِدَّ شِرْكٍ والْهُدَى تعْلُو الهضابا
سِرْتَ فِي دَرْبِكَ والْحَقُّ ظِلَالٌ = مَا انْزَوَى عنْكَ الْهُدَى حِيْنًَا وَغَابَا
وَ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْكَ الْأرْضُ قَسْرًا = فَسَمَاءُ الْعَرْشِ كَانَتْ لَكَ بَابَا
مَا اجْتَبَيْتَ السَّيْفَ حُبًّا واقْتِنَاءً= إنَّمَا حِيْنَ ابْتِلَاءٍ كَانَ قَابَا
نِلْتَ أَسْبَابَ الْعُلَا صَبْرًا مُجِيبًا = قَد مَحَا إثْمًا عَظِيمًا وَعِطَابَا
وَلُواءُ الْمُسْلِمِيْنَ بِارْتِقَاءٍ = طَافَ أَنْحَاءَ الْبَرَى يَرْوِي الرِّغَابَا
قَدْ سَقَى حَبًّا وَقَفْرًا بِاحْتِضَارٍ = وَاعْتَلَى الْأرْضَ جِبَالاً وَ قِصَابَا
وانْجَلَى لَيْلُ الرَّدَى أَمْسَى سَرَابًا = وازْدَهَى ظَهْرُ الْفَلَا يَدْعُو الرِّكَابَا
أَعْتَقَ الْفَتْحُ نُفُوسًا وَرِقَابًا = وَاغْتَدَى الْحَجُ طَهُورًا وَثَوَابَا
شِرْعَةُ الْمَولَى القَدِيرِ قَدْ أَقَامَتْ = دَوْلَةَ الْإِسلْامِِ صَرْحًا وَشِهَابَا
سُنَّةٌ لِلْمُصْطَفِى تُؤْتِي مَفََازًا = وَجَرَتْ في الْكَونِ نَهْجًا وَمَنَابَا
بَعْدَمَا أَتْمَمْتَ أَمْرًا مِنْ قَدِيِرٍ = وَغَدَا الْإسلَامُ دِينًا وَ كِتَابَا
كُّلُّ نَجْمٍ سَبَّحَ الْمَولَى طُلُوعًا = كُلُّ فَجْرٍ أَرْشَدَ النَّاسَ الْمَتَابَا
كُلُّ طَيْرٍ رَاحَ يَشْدُو بِصَلَاةٍ = وَارْتَدَى الْأَمْسُ نَعِيْمًا واسْتَتَابَا
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا حَبِيْبًا = حِيْنَ جَاءَ الْوَعْدُ حَقًّا وَاحْتِسَابَا
فَالْمَنُونُ احْتَدَّ دَنْوُهَا يَقِينًا= وارْتَضَيتَ الْأَمْرَ شَوقًا وَجَوَابَا
والْأَسَى أَدْمَى الْوَرَى يَحْسُو صَبِيْبًا = مِنْ بُكَاءٍ لَو سَقَى صَخْرًا أذَابَا
وَاغْتَدَى النَّهْرُ سَدِيْمًا منْ فِرَاقٍ = قَدْ غَشَى الدَّمْعُ سَمَاءً وَ شِعَابَا
إِِنَّمَا يَشْفَعُ عَنْ حُزْنٍ لِقَاءٌ = عِنْدَ رَبٍّ مُنْذَ أَصْفَاكَ ارْتِبَابَا
يَا (حَبِيْبَ الْعَرْشِ) يَا سَعْدَ الْبَرَايَا = يَا (بَشِيْرَ) الْحَقِّ حِيْنَ الْعَدْل غَابَا
كَيْفَ دَهْرٌ تِلْوَ دَهْرٍ إِبْتُلِينَا = غَفْوَةً طَالَتْ بِنَا ، صَارَتْ عُجَابَا
وارْتَضَيْنَا فُرْقَةً نَمْضِي فُرَادَى = ثُمَّ صِرْنَا لِلْعِدَا سَهْلاً وَغابَا
واشْتَكَا زَهْرُ الرُّبَا غَيْمًا نَدِيْمًا = وارْتَوَى طِفْلٌ حَبَا دَمعًا وَ شَابَا
أيْنَ مِنَّا مَجْدُنَا فَخْرُ الْخَوَالِي = أَيْنَ دَرْبُ الْعِزِّ نُسْقِيهِ شَبَابَا
بَعْدَ أَنْ كُنَّا لُيُوثًا ، وَ نُسُورًا = فُجْأَةٌ ، نَخْشَى غُرَابًا وَ كِلَابَا ؟
فَمَتَى قَطْرُ النَّدَى يُحْيِي رُبَانَا = وَمَتَى بَدْرٌ سَمَا يَزْهُو إِيَابَا[/poem]
شعر : مراد الساعي