•لم يكن هناك!!حكاية
قيلولة كان الوقت ، و قلبه مُثقل بإنفساح شاسع وافق صغير!! ، وغيم رنا هطوله بصبر اليائس.. وانتظار الموجوع ، وتلك محطة غريبة توقفت له في زمن مُضني!! .
• تلك محطة ابتغاها طول العمر ، لكنه لم يصلها إلا بعد لأي ، تلك هي مقاديرنا فيما يظن ، وهذه هي مساحاتنا .
• تحْمله خطاه نحو تلك المساحة الوردية و العطر النادر ، وأريكتها وبعض من كراسيها المُنضدة بنظام ساحر !!تعرف مواعيده وما به!! لكنه لايُنكر انه في زمن مضى اشتهى مجرد أن تحادثه ، شعور غريب ينتابه وهو يتخيل المقادير كيف ترسم الأشياء ؟؟ وتنقله من الاشتهاء إلى ارتباط خال من أي رغبة قد تنتابه الآن !!.
• كان يظن أن بعض ما به قد بدأ يتعافى على البعد ، رغم أن سنوات طويلة لايمكن أن تغادر الذاكرة ، فما أن سمع صوتها حتى اكتشف أن كل الحصون واهية !! وان كل الجبال التي صنعها في البعد كانت من جليد رخو ذاب عند أول تباشير اشراقتها!!.
• لم يكن ينتظر ملامح هذا الحزن وحوله كل من أحبهم ، أو ربما كل من عمل على حبهم ، كان يظن بهم أن المُحصلة عشق لاينتهي ، لكنها هي وحدها كانت تفهم غربته ، هي بحضورها المُبهر .
• قيلولة!!وبيتها في ركن هادي من مدينة تحبل بالمتناقضات والوافدين على حضنها وهي صابرة بهذا الثقل وبهذا الزعم بامتلاكها بصكوك كالأسفار البالية !!لا احد يسألهم كيف تركوا هذا الحق المزعوم ولم!!؟؟ ولا احد أيضا سمع منهم كيف زعموا مازعموا؟؟ ، مدينة أسرارها غريبة مثل غربتها ذاتها ، لم يسألها احد حتى اذا كان مايزال في ضرعها ما يطفئ ظمأ المتوافدين فوق صدرها!! .
• لكن كل هذه الأسئلة التي تشغل الناس في مرابيعهم لاتهمه !!هو يبحث الحضن الوضيء الدافئ، الصدر المُختلف الذي كثيرا ما أنصت الي تدافع الأنفاس من خلاله . وتلك الروائح التي تنبث من كل جزء فيها..!!.
• من أشار عليها أن تحنو عليه؟؟..كثيرا ماطرح هذا السؤال!! وهي تعرف المُحيط الذي يسعى بينهم..لكنها تدفعه إلى زيارتها بالرغم من الرُعب الذي تسببه لها هذه العلاقة الغريبة!!..
• طرقاته علي الباب أشبه بهمس المُريب!! ، لكنها كانت تخبرها جيدا ، فتحت الباب وهي تضع اصبعها البللوري على شفتيها طالبة منه الدخول بهدوء حتى لا يفيق أطفالها من قيلولتهم ، لن يفهموا أيضا براءة تسلله إلى بيتهم!! انسل بذات الارتياب وراء خطواتها الغجرية القاتلة!! إلى الداخل.
• ارتمت على أريكتها بجسد طالما قتل الحالمون!!وبصوت حالم وشجي منفلت من عُقالات عدة !!مدت ساقيها بأريحية مُطمئنة ، وهدأت رأسها أعلى الأريكة ، ثم رمقته بنظرة ناعسة .
• كيف أنت؟؟
• كما عهدتني ، كل شيء في مكانه !!.
• لاشيء جديد تحت الشمس ولا فوقها؟؟!!
• اقتربت منه جارة معها أريكتها إلى جانب كرسيه ، مررت أناملها بحنو على شعيراته الجعداء :
• لااحد يعرف حقيقة من أنت ، أنا اعرف ، كل من حولك لم يعرفوك ، وتلك التي تركتك لم تحاول التعرف عليك!!انها لم ترغب أصلا في التفكير في ذلك ، ليتها فكرت جيدا!!.
• ارتاحت أكثر في جلستها وتمطت وأطلقت لخصلات شعرها الفاحم الجميل العنان ليتدلى خلف الأريكة ثم شبكت يداها تحت رأسها وحدقت صوب سقف غرفة الجلوس ..وأرادت أن تسترسل ، فجأة طرق الباب انتفضت بسرعة من إتكاءتها..احمر وجهها ..بدا الارتباك واضحا عليها تلك المُغامرة الغريبة طلبت منه الاختباء في الحمام المُقابل وبسرعة ، حتى تراءت له ككائن مُجازف أكثر منه !!
• أقفلت عليه باب الحمام ..تصنت خطواتها تبتعد جهة الباب الرئيسي ثم صوت الباب يُفتح ، و تناهت إليه نبرة صوت ناعم ليس غريبا عنه ، بدأ الحديث بينهما سريعا ثم اقفل الباب و الصمت وعودة الخطوات صوب الحمام ، كان العرق يتصبب منها وبدت بفستانها الوردي وكأنها قد خرجت به الآن من حمام سباحة!! .. متوترة للغاية :
• هي ذاتها؟؟
• أتساءل عن سبب زيارتها المفاجئة؟؟منذ أشهر لم تزرني!! لئيمة هي واعرف أفكارها الشيطانية ، أخشى أن؟؟
• لاتخشي شيئا ربما كان مرورها مصادفة!! .
• ربما ..لكنها توجست من اعتذاري عن استقبالها اليوم ، تذرعت بأني على وشك الخروج ، لكن الماكرة تعرف أني لست من النوع الذي يعتذر عن الاستقبال حتى ولو كنت خارجة فعلا..لقد بدوت وكأني ارتكب جريمة أردت إخفاء معالمها!!..
• انسي الموضوع واقلبي صفحته ماذا يمكن أن تظن فيك؟؟
• صدقت ..ما رأيك في القهوة العربية.
• لابأس.
• عليك أن تذهب بعد القهوة حالا.. بعد نصف ساعة قد يفيق الأطفال ويحضر المُدرس الخصوصي .
• ثم ابتسمت وقالت:
• من يصدق.. علاقة بريئة ؟؟.
• أنا وأنت نعرف ونصدق وهذا يكفي..كل منا له همومه التي يشكوها للآخر .
• إذا رآك احد هل يصد ق أن الشيطان لم يكن معنا؟؟
• ثم ابتسمت بهدوء غريب!!
**********
• خرج الى احزانه وفي مُخيلته من هم حوله دائما يبحث عن الحب الجميل بعيدا عنهم ، انتبه للماكرة وهي جالسة خلف مقود سيارتها المتوقفة في الشارع ، لم يكن مرورها صدفة ، ترسل نظراتها نحوه بينما ترتسم على وجهها ابتسامة ساخرة.
• لن تصدق هي والذين ستقول لهم أن الملعون لم يكن ثالثهما..لكنه بالفعل لم يكن هناكً!!.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|