[عبد الحافظ بخيت متولى]

حوارى مع السفير

هذا حوار تم بينى وبين معالى السفير محمد حسين كامل سفير مصر الأسبق فى باريس
والكاتب ووالمفكر بباريس
رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
أول من أستخدم حساب المثلثات والنسبة الذهبية في تفسير القرآن في العالم
سفير في فيدرالية السلام العالمي بالأمم المتحدة
مدقق ومحرر في الموسوعة العالمية (( ويكيبيديا ))

وكان الحوار بمناسبة المؤتمر الذى أقيم فى ذكرى ميلاد شيخ الشعراء الشاعر المصرى عبد المجيد فرغلى
وبعد الترحيب والتهانى وشكره لى على بحثى المقدم فى المؤتمر كان هذا الحوار
قال :
السفير مشكلتنا ليس لدينا مدراس نقدية حديثة للشعر

قلت:
ياسيدى كل نقادنا بعد مندور رحمه الله صاروا مترجمين فقط
وللأسف يلوون عنق النصوص لصالح المذاهب الغربية المترجمة

قال :
نقاد اليوم فقدوا آلية النقد وصدقه

قلت :
نحن نفتقر الى منهج فى التناول الثقافى الغربى
كان فردريك الثانى الباعث الاول على ترجمة التراث العربى
يقول للمترجمين اضيفوا ولا تمحوا

قال :
لقد درست النقد الأدبي ومدارسه في سربون باريس

قلت :
ونحن نمحوا ولا نضيف
الجرجانى لديه البنيويه والتفكيكة والتحليلة
فى اسرار البلاغة
ولكننا مصابون بعقدة الخاوجة

قال :
الجرجاني كنز البلاغة

قلت :
ماذا لو مزجنا بين الجرجانى وجاك دريدا


قال :
الجرجاني باحث في الأصول وجاك دريدا من أنصار التجديد والزيجة بينهما تؤدي إلى إبداع منقطع النظير

قلت :
نعم
لابد من بحوث تقوم على هذه المزج حتى نحفظ هويتنا ونحافظ تراثنا ونطعمه لابجديد او ثقافة الاخر فى منهجية علمية
لابد من بحوث تقوم على هذه المزج حتى نحفظ هويتنا ونحافظ تراثنا ونطعمه لابجديد او ثقافة الاخر فى منهجية علمية

قال :
هذا يحتاج صفاء ذهني ومن ثم لابد من تهيئة الباحث للإقدام على هذا المنهج

قلت :
لابد ان يكون الباحث ذا رؤية ثاقبة قادرة على فهم الثقافتين ولا اخفيك ان كثيرا من الباحثين لا يفهمون الجرجانى مثلا

قال :
لقد درست الأدب المقارن في باريس وقرأت مخطوطات محمد عبده وأعمال طه حسين بالفرنسية وروايات نجيب محفوظ وغيرهم من حملة مشاعل التنوير

قلت :
نعم هذا رائع سيدى

قاتل :
تكلم حتى أراك قالها سقراط الحكيم فكيف من لايفهم منهجية الجرجاني يصبح ناقداً لاسيما النقد الادبي علم وحكم

قلت :
نعم وقال على ابن ابى طالب تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه
ونحن الان فى عصر أصبح الفكر فيه أشد من السلاح
وقال شوقى مخاطبا مصر
وهبتك غير هيَّاب يراعا
أشد على العدو من الحسام

قال :
العودة إلى مائدة الفكر الاكاديمي هي الفيصل لأي تقدم....!!!

قلت :
نعم لكن اسمح لى فكر بعيد عن اطر التعليم الجامعى الذى صار خربا

قال :
التعليم الجامعي هل قادر على تغذيه متطلبات العصر

قلت :
لا لأنه يتخلف عن العصر بمراحل كثيرة

قال :
هناك قضية بين التعليم والتلقين

قال :
التعليم الان يقوم على البحث والاستكشاف
ولكن على التلقين
والحفظ
وهذا فشل ذريع ولك ان تتامل معى كم رسالة ماجستير ودكنوراه تقدم فى العام الواحد فى الجامعات المصرية؟

قال :
والذي نحاول تقديمه في اتحاد الكتاب والمثقفين العرب كيف نفكر...؟

قلت :
كم كبير من البحوث لكنه لم يضف للمجتمع اى تقدم

قال :
كيف تسخم كل المعطيات باستخدام النسبة الذهبية للوصول إلة افضل النتائج
فضلا عن الشجاعة والقدرة على النقاش والحوار

قلت :
هو الفكر يا سيدى
الفكر الحر
الفكر الذى يعى ماضيه ويستفيد م نحاضره

قال :
الفكر يحتاج ارض طيبة للنمو
مازلنا نخاف من الحوار والحديث والنقاش

قلت :
ياسيدى نحن لا نملك حتى ثقافة الحوار
تامل معى برامج التوك شو
تجد الواحد منا يخرج رافضا الاخر منذ اول وهلة

قال :
لقد عشت في اوربا اكثر من ثلاثين عاما
اول شئ تعلمته فن الإستماع للأخر......!!!

قلت :
نعم هذا هو الواجب
سئل ابو العتاهية لم انت صامت؟

قال :
وهو المنطق والآخلاق

قلت :
قال أبو العتهاية حتى اعى ما تقولون فاعرف كيف اردكم الى صوابكم

قال :
إن أبا العتاهية يعتبر من حكماء الثقافة العربية

قلت :
نعم ولكننا لم نفهمه بعد طه حسين حتى الان

قال :
لاننا لم يتهيأ لنا الجو المناسب لذلك

قلت :
اختلاط مناهج التناول النقدى وفوضى العروض النقدية باعدت بيننا وبين التراث واتسع الخرق على الحائك

قال :
اكرر لابد من العودة إلى مدراس البحث العلمي من جديد

قلت :
هى الحل الأمثل
واعرف ان اتحاد المفكرين العرب يسعى الى ذلك

قال :
ولذلك أختم حواري الثري معك ببداية كلمات القرآن
(( اقرأ )) وأين نحن من كلمة اقرأ....؟

قلت :
صدق الله العظيم
لم تعد القراءة الان داخلة فى مشروعاتنا العربية

قال :
أشكرك سيدي الكريم على ان سمحت لي بهذا الحوار الثري

قلت :
لقد اسعدنى جدا حواركم الثَّر ,فللحديث معكم شجون مبهجة
كل محبتى لشخصكم الكريم واشكر لكم تفضلك على بهذا الوقت الذى أثمنه كثيرا

قال :
اشكرك سيدي الكريم , يمكنكم نشر هذا الحوار في أي مكان

قلت :
دعوت الله ان يحفظكم ويحميكم ويمتعكم بالصحو العافية
بالصحو العافية ويحفظكم من كل سوء

قال:
بارك الله فيكم

[حسن ابراهيم سمعون]

الأخ عبد الحافظ ,, جميل هذا الحوار , بالرغم من بساطة الأسئلة
وعدم تعقيدها ,, فلقد بين الحوار , واقع الحالة النقدية ,, المتردية
وثمة إقرار منكما ,, بأننا بحاجة , إلى مدرسة جديدة ,, تبتكر , وتبدع ,, لا تتلقن , وتلقن ,, والأجمل بالحوار ,, الإشارة إلى ضرورة القبول بالحوار , واستماع الآخر,,
شكرًا لك , ولمحاورك الأستاذ كامل
أخوك حسن