هذه الرائعة من روائع الدكتور والناقد والشاعر الأستاذ سعد الدين كليب من ديوانه (باب اليمام )
قصيدة الريح
بي مثل ما بكـِ
يا حمامهْ
شجرٌ تقرّح ’ يتّمته الريح
في عزّ الندى
لا أخضرٌ يزقو عليه ..
ولا تراوده غمامهْ
لا قبّة تحنو عليّ
بأزرق ٍ
لا وردة ٌ
ينداح سكّرها على قلبي
ولا خمرٌ
بثدي الأمّ
قد سقط النصيف عن المدينه
عورة هبّت على الأشياء
فاصفرّت قبابُ الله
واشتعلت
بأعضائي القتامهْ
بي مثل ما بكـِ ...
لا يدي
عادت برائحة القرنفل
حين عانقتِ الأيادي
لم يعد صوتي يرفرف
حين يشتمُّ الصبايا
صارت الأسماء أبردَ
من دم الموتى
ومن خشب الصليب ِ
هو الرُهاب
يسحُّ في الأبدان
تنطفئ الوسامهْ
هي صخرة
نعلو بكلكلها
ونسقط
في مهاوي الخوف
نفتح
مجدَنا للذلّ
محرابا
ونرفع عاليا
نخب النعامهْ
*
بي مثل ما بكـِ
يا حمامهْ
قد غرّبتنا الريح
عن ياقوتنا
عن ظلّنا الباهي’
حرير الوجدِ
عائلة الندى
عن شمعة
كنّا نداري ضوءها بالقلبِ
نُطعم نارها
من نور بهجتنا
ونتلوها قصائد
مستهامهْ
قد غربتنا الريح ..
ها إنّا على سفرٍ
حقائب ُ نحن ’
هرّأها المدى عبثا
أضعنا نرجس الأحبابِ
لا نجداً أصبنا ...
لا تهامهْ
بي مثل ما بكـِ...
شهوةٌ للطلّ
أغفو تحت أخضره
أساقيه الرضا
وأشدّ أزر حليبه
بالحلمة الأولى .. وبالحلم الأخيرِ
بقبلةٍ تلد الحفيفَ
تسيل بهجُتها
على شجر تقرّح ’
يتّمته الريح
في عصر الدمامهْ
بي مثل ما بكـِ
يا حمامهْ
مع تحياتي وباقات حبي وشكري لأخي وصديقي الراقي الدكتور سعد