عندما تتشرد الذكرى ....
( دروس في الحب )
قد قلتها يوما و لا أبالي
شعري نزيف منك أو من العدم
رجلا تشردت ذكراه يوم أن
أصبحت أنشودة حبه أشياء من قِدم
غدوت كالشريد تغازل شوارع الأسى
يوم تجّردت من المثل و القيم
فيا رجلا تحدّته أنوثة امرأة
تَلّوَت القوافي لحسنها من الألم
عزيزة ذكراك تلك التي آويتها
بين جوارحي يوما و في مجرى دمي
فيا شاعرا تشرّدت حروفه يوم جافته
سطور الهوى بين جليدي و حممي
مُنْيتي ألقاك تجول بين عواصم الحب
تتسول الشوق من كل حبيب و مغرم
قد تبرأت من طفل أنجبته ثقافة حبٍ
تشبّه فيها عيد الحب بالمأتم
قد صَدَحَ الحق بعشق مفندٍ
انجلى بين طياته النور من العتم
عزيزة ذكراك تلك التي آويتها
بين جوارحي يوما و في مجرى دمي
فالعشق سيدي روح ترقد أسيرة
تغدق من دفء المشاعر في نهم
فالعشق جنون حادق
به تتطهر الروح من كل وصم
فالعشق معزوفة سماوية
تتراقص لها الأرواح في تناغم
الحب قصيدة أنا شيّدت حروفها
انحنت لها العصور من العظم
عزيزة ذكراك تلك التي آويتها
بين جوارحي يوما و في مجرى دمي
فيا حبيب الأمس تفصلني عنك ليلة
تقدّست بها طقوسٌ من الذل و الألم
جميلة تلك الذكرى التي شٌرِّحت
كجثة على طاولة الكذب و الوهم
أهديك سيدي ذاكرتي التي تحطم
زجاجها في تفننٍ عظيمَ التحطّم
عزيزة ذكراك تلك التي آويتها
بين جوارحي يوما و في مجرى دمي
فالذكرى طفلة تشرّدت
بين أزقة الهوى المحرم
هاك الذكرى و دع لي قلبا
يقتات من دفء الحروف و عبير الكَلِم
هاك الذكرى و دع لي الحب
فإني أراه عظيما فوق كل ....... عظيم