السيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني برهان الدين العبوشي
[frame="1 95"]
السيرة الذاتية للشاعر المرحوم برهان الدين العبوشي1
• ولد الشاعر برهان الدين العبوشي في مدينة جنين بفلسطين عام ألف وتسعمائة وأحد عشر 1911م.
• أنهى دراسته الابتدائية في مدارس جنين، أما دراسته الثانوية فقد تلقاها في كلية النجاح الوطنية بنابلس, ثم انتقل بعدها في عام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين 1931م ليكمل دراسته في الكلية الوطنية في الشويفات بلبنان.
• التحق بالجامعة الأميركية ببيروت في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين 1933م، وبسبب مواقفه الوطنية والقومية فإنه لم يتمكن من إكمال ومتابعة دراسته الجامعية فيها إثر قرار بفصله منها أصدرته إدارة الجامعة مطلع العام الثاني.
• عين موظفا في البنك العربي في طبرية, ثم نقل بعدها إلى القدس.
• شارك في ثورة عام ألف وتسعمائة وستة وثلاثين 1936م في فلسطين, واعتقل في القدس ونفي إلى (عوجـا الحـفير) في صحراء سيناء ثم إلى معتقل (صرفند الخراب).
• اعتقل وأودع في معتقل (المزرعة) لمدة عشرة أشهر بعد مصرع الحاكم البريطاني (أندروس).
• انتدب للتعليم في العراق عام ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين 1939م (بُعَيد اغتيال الملك غازي في بغداد ) .
• شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني بالعراق عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين 1941م وجرح فيها, وبعد فشلها وصدور أمر إلقاء القبض عليه توجه إلى الموصل (شمالي العراق) ومن هناك هربته العشائر البدوية العربية إلى دمشق حيث مكث فيها أياماً ليعود بعدها إلى مسقط رأسه جنين متخفياً.
• شارك في معركة جنين عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين 1948م مع المجاهدين الفلسطينيين جنباً إلى جنب مع الجيش العراقي.
• انتقل إلى العراق نهائيا ًعام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين 1949م وعمل مُدَرِسّـاً للغة العربية في مدارسها, وتنقل خلال هذه الفترة في مدن العراق المختلفة كالعمارة وسامراء والحلة والديوانية والنجف الأشرف, واستقر به المقام أخيراً في بغداد حيث أحيل إلى التقاعد من الثانوية المركزية عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين 1972م بعد أن مكث فيها قرابة ثلاثة عشر عاماً متواصلة.
• منحته السلطة الفلسطينية وسام القدس للآداب والفنون في عام 1991 حيث قلَّده الوسام الرئيس الراحل ياسر عرفات بحضور عدد من رجالات الثقافة والأدب العراقيين والفلسطينين, من أمثال الأستاذ عبد الأمير المعلّه وكيل وزير الثقافة العراقي (أحد طلابه), والشاعر حميد سعيد وكيل وزارة الثقافة العراقي, والأستاذ الدكتور محسن الموسوي مدير عام دار الشؤون الثقافية, والأستاذ صباح ياسين رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون العراقي, والشاعر المرحوم جبرا إبراهيم جبرا, وسفير دولة فلسطين السيد عزام الأحمد.
• شارك في العديد من مؤتمرات الأدباء والكتاب العرب في بغداد والقاهرة وغزة, وألقى خلالها قصائد شعرية خاصة بتلك المؤتمرات.
• بعد جهود بذلها كل من الأستاذ الوجيه خليل كنّـه والأستاذ الوجيه برهان الدين باش أعيان, وهما من رجالات السياسة الوطنيين المرموقين في العهد الملكي في العراق فقد تجنس بالجنسية العراقية عام ألف وتسعمائة وواحد وخمسين 1951م.
• في عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين 1952م تزوج من فتاة عراقية من عائلة آل الحافظ المعروفة في مدينة الموصل ورزق منها بسماك وحسن .
• لـبّى نداء ربه في الثامن من شباط /فبراير عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين 8/2/1995 ودفن في مقبرة الشيخ معروف في الكرخ – بغـداد.
• بدأ الشاعر رحلته الشعرية منذ نعومة أظفاره وهو في المدرسة الابتدائية, فمن مذكراته قوله: "وأعتقد أن أول بيت بدأته في حياتي في المدرسة الابتدائية هو:
أحمامة الوادي إلي تعالي
وتلطفي فوق الغصون ورجِّعي
وترنحي نشوى هوى بدلال
وترنحي بعذوبة ودلال
وكان ينكر على الإنجليز طلبهم من عرب فلسطين أن يحالفوهم ويشردونهم ويذبحونهم ويظاهرون عليهم اليهود, فهو يقول في قصيدته التي تحمل عنوان(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) التي نشرها في ديوانه (جبل النار):
أرهقتمونا وقربتم منايانا
لم تتركوا فوقها أنثى ولا ذكراً
ولم تراعوا لأهل الدين حرمتهم
واليوم تبغوننا ننسى ضحايانا
إلا قتلتم له أهلاً وأخدانا
بل انتبذتم وراء الجور صِبيانا
إلى أن يقول:
أبعدما جرتم واشتط حاكمكم
أبعدما بعتم صهيون حرمتنا
لا كانت العرب إن مدت لكم يدها
جئتم تريدوننا أهلاً وخلانا
وعرضنا تبتغون العرب إخوانا
بغير سيف تجلت فيه أخرانا
وقد كان شاعرنا مناضلا بسيفه وقلمه معا فكان يشارك في المعارك بسلاحه في المعارك التي تجر ضد المستعمرين الإنكليز والغزاة الصهاينة في فلسطين ويصفها بقلمه, يقول في وصف معركة جنين التي جرت عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين 1948م واشتراك الجيش العراقي مع إخوانهم الفلسطينيين في المعركة:
بينما الناس في أسىً واكتئابِ
وسلاح العدا حديد ونار
بينما الطفل قد تلاشى أبوه
فتساءلت مدنفا رب من ذا
جيش سعد وخالد وصلاح
والمنايا تطوف بين الروابي
وجناح يطير فوق الروابي
وذوات الحجاب دون حجاب
قال جيش العراق زين الشباب
جيش رب السماء رب الكتاب
وقد قصر شعره على أمته وأوطانه ولم يشتغل بشعر الغزل والنسيب, وهو يرد على الذين لاموه في ذلك فيقول في مقدمة ديوانه (النيازك):
"لقد لحاني بعضهم أن شعري لم يتعد الوطنية والثورة, وأني لم أف حق النسيب والتشبيب والغزل فيا عجباً من هزل هؤلاء في نكبتهم وجدّي في مصيبة وطني, وهل الشعر إلا شعور؟ وهل ثمة حب فوق حب وطن يعيش في الحبيان؟ أأضع (الوهن) بدل (الوطن) و(العورة) بدل (الثورة) ليرضى عني اللاحون؟ أنا لم تنطقني الشهوة بل أنطقتني الكرامة أو الروح أو بنته, والروح أسمى من شهوة الجسد.."
وقال ردّاً على من لاموه لمدحه بعض الملوك:
" لقد مدحت بعض ملوك العرب وأنا طالب وبعد التخرج لأستدر عاطفة الخير والحَمِيـَّة فيهم عسى أن ينقذوا فلسطين وأخواتها، والملوك آنذاك كانوا عرباً يمثلون الرأس العربي صالحاً كان أم طالحاً، ولم تكن أشعاري فيهم مدحاً خالصاً، بقصد المدح وإنما كان مدح توجيه يذكِّرهم بأجدادهم الفاتحين ليسيروا على نهجهم ولا يكونوا تابعين. ولم أكن لأدنس روحي بصلات أحد منهم أو من غيرهم فإنني من أهل غنيت نفوسهم وبيوتهم.. "
• شهادة ولده سماك:
"لقد أولى والدنا - رحمه الله - تربيتنا وبناء شخصيتنا وتحصيلنا العلمي عناية كبيرة، فعمل جاهداً على ترسيخ مبادئ العروبة والإسلام جنباً لجنب مع حب العلم والثقافة في ذاتنا منذ نعومة أظفارنا، فكان دائم التذكير لنا بمآثر العروبة وبطولات رجالاتها على مر العصور، وغالباً ما كان يحدثنا عن الفتوحات العربية الإسلامية والغزوات التي قام بها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) من أجل نشر الإسلام، وكان كثيراً ما يتغنى بحكمة الإمام علي بن أبي طالب وشجاعته، ويستشهد بعدالة الفاروق عمر بن الخطاب وذكاء سيف الله المسلول خالد بن الوليد ودهائه وبسالة سعد بن أبي وقاص (رضوان الله عنهم أجمعين)، ولا أزال أذكر جيداً في ستينيات القرن الماضي أنه كان حريصاً على شراء مجلة " العربي " التي كانت تصدر آنذاك في الكويت وتوزع بانتظام في مكتبات بغداد، وكان (رحمه الله) حريصاً جداً على أن يدفع إلينا بكل عدد يشتريه من هذه المجلة بعد أن يفرغ منها لنقلب صفحاتها ونطلع بشكل مبسط على ما ينشر فيها وكان بذلك يرمي عصفورين بحجر واحد، أولهما تقوية لغتنا العربية، وثانيهما توسيع مداركنا العقلية واكتسابنا للمعرفة منذ نعومة أظافرنا, وكثيراً ما كان يشجعنا على محاورته والاستفسار منه عن أي موضوع يسترعي انتباهنا في هذه المجلة, ولا سيما تلك المقالات التي تـُعنى بالإرث الحضاري العربي الإسلامي تحديداً..
كان (رحمه الله) شديد الورع والتقوى مؤمناً شديد الإيمان بكتاب الله وسنة نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وكان يترجم إيمانه هذا بمواظبته على الصلاة والصيام وقيام الليل خلال شهر رمضان، وقد أخبرتنا والدتنا (رحمها الله) أنه قد قضى ليلة وفاته في الثامن من شهر رمضان الكريم من عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين 1995م (كعادته) بالصلاة تارة وبقراءة سور من القرآن الكريم عن ظهر قلب تارة أخرى، كما لاحظت والدتي أنه كان يردد عبارات مع نفسه بصيغة تنبئ أنه كان يحاور شخصاً كان معه في الغرفة حتى فجر يوم وفاته ففارق الحياة وهو صائم محتسب لله تعالى"
• مؤلفاته:1
- الدواوين:
- جبل النار: صدر في بغداد عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين.
- النيازك: صدر في بغداد عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين.
- إلى متى: صدر في بغداد عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين.
- جنود السماء: صدر في الكويت عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين.2-
المسرحيات الشعرية:-
وطن الشهيد: صدرت في بيروت عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين.
- شبح الأندلس: صدرت في بيروت عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين.
- عرب القادسية: طبعت بمطبعة المعارف العراقية عام ألف وتسعمائة وواحد وخمسين.
- الفداء: صدرت في بغداد عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين.
وقد أصدر سيرته الذاتية في كتاب بعنوان بعنوان (من السفح إلى الوادي.. ألبّي صوت أجدادي) ، وأعادت دار مؤسسة فلسطين للثقافة والشعر طباعة مسرحيته (شبح الأندلس) عام ألفين وستة.
كما أصدرت المؤسسة ذاتها أعماله الكاملة بعنوان (فارس السيف والقلم) في عام ألفين وتسعة. ولقد كان رحمه الله فارس السيف والقلم بحق, فقد قضى حياته مجتهداً مجاهداً بسيفه وقلمه.
*********
• المصادر والمراجع :
- موقع الشاعر برهان الدين العبوشي: www.al-abbushi.com
- الأعمال الكاملة للشاعر برهان الدين العبوشي – إصدار دار مؤسسة فلسطين للثقافة
. [/
16.
لـبّى نداء ربه وانتقل إلى جواره الكريم بتاريخ 8/2/1995 ودفن في مقبرة الشيخ معروف في الكرخ – بغـداد .[/frame]