التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,846
عدد  مرات الظهور : 162,308,115

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > بلاد الشام والعراق
بلاد الشام والعراق يختص بقضايا العراق وبلاد الشام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 04 / 2011, 04 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

اللهم اكفنا شّر عبود وزوجته.!!

كان الموسم الزراعي في شمال العراق في أواخر عام 1917 رديئاً جداً،وقد كتب محمد أمين العُمًري الذي كان يومذاك ضابط إعاشة في الجيش السادس التركي تقريراً إلى القائد التركي خليل باشا أشار فيه إلى الخطر الذي سينشأ في ولاية الموصل من جراء قلة الحبوب وضرورة الاستعداد لجلب المؤن اللازمة من استانبول قبل فوات الأوان.
أتعلمون بماذا أجاب ذلك القائد الغير مكترث بما يحدث؟
لقد مزق التقرير وقال: (إن ولاية الموصل هي مستودع تموين العراق وليست هي بحاجة إلى تموين يجلب إليها من الخارج،إنما نحن بحاجة إلى تموين لمنطقة الأناضول،فأهلها بأشد الحاجة للطعام من أهل الموصل).
لقد بدأت المجاعة تستفحل في الموصل في أوائل عام 1918، وشملت أيضاً المنطقة التي تقع إلى الشمال منها حتى بحيرة(وان)، وأخذت جموع الجياع تهجر ديارها في الأناضول وتتجه نحو الموصل، فكان بعضهم يموت في الطريق، والبعض الآخر يموت في مدينة الموصل نفسها.
يحدثنا عبد العزيز القصاب في مذكراته عما شاهده في الطريق بين حلب والموصل عند قرية(دمير قبو) حينذاك فيقول: "لقد رأيت جثث البشر ملقاة على جانبي الطريق بكثرة لا يمكن وصفها"، وقد وجدت الجياع منتشرين فيها وهم لا يتمكنون من الحركة لشدة الجوع بصورة تفتت الأكباد،وشاهدت جثة حيوان ميت قد أجتمع حولها زهاء خمسين جائعاً من الأتراك،وكل واحد منهم يقص شيئاً من لحم الجثة بواسطة القحوف ثم ينسحب ليحل محله جائع آخر".
ويصف القصاب الحال في الموصل فيقول : "وصلت إلى الموصل فوجدت المجاعة فيها لا تقل عما هي في (دمير قبو) فقد كان المهاجرون إليها من(وان) بالإضافة إلى جياع الموصل نفسها منتشرين في الشوارع والأسواق بكثرة وكان البعض منهم يختفون تحت دكاكين الخبازين والبقالين فإذا جاء أحد لشراء شيء من الطعام خرجوا إليه فجأة واختطفوا الطعام من يده وأكلوه حالاً،وقد يختطف أحدهم اللقمة من فم صاحبه ليضعها في فمه بأسرع من لمح البصر.
وشاهدت مأموري البلدية يتجولون في كل صباح ومساء ومعهم الحمالون ليجمعوا جثث الأموات، كأنهم يجمعون الحطب والنفايات، فلقد كانت الجثث يابسة خفيفة بحيث أن الحمال كان يرفع الجثث في سلة ويحملها على ظهره وكأنه يلتقط أعواد الخشب الصغيرة".
أما إبراهيم الواعظ وهو من أهالي الموصل فيحدثنا عن نفسه قائلاً:
"كنت في تلك الأيام.. أيام المجاعة آكل أكثر مما آكله في الأيام الاعتيادية، وهذا كما أعتقد يعود إلى ما أحدثته المجاعة في من تأثير نفسي، فقد دخلت مع صديقين لي إلى أحد المطاعم الشعبية في باب الجسر وتناولنا فطورنا من القيمر والعسل والخبز حتى بلغ ما أكلناه ثلاث ليرات ذهب ولكننا لم نشبع".
وليس هنا بصدد الحديث عن مذكرات كل واحد عاش تلك المحنة بقدر ما نريد به التحدث عما حدث أثناء المجاعة من حادثة عجيبة شاع خبرها في كل مكان وظل الناس يتحدثون عنها زمناً طويلاً، وتتلخص تلك الحادثة العجيبة بما يلي:
أن رجلاً من أهل الموصل اسمه عبود كان يصطاد الأطفال بالتعاون مع زوجته، أو يشتريهم فيذبحهم ويصنع من لحومهم طعاماً يسمى(قلية) ويبيعه للناس في مطعم له.
وقد أستمر هذا العبود على ذلك عدة أشهر إلى أن أنكشف أمره عن طريق الصدفة، ولما ذهب رجال الشرطة إلى بيته وجدوا حفرة فيها مائة جمجمة وعظاماً كثيرة.
وقد سيق عبود وزوجته إلى المحكمة وهناك انهارت الزوجة واعترفت أمام الحاكم بما اقترفت هي وزوجها من الفضائع.
وفيما يلي ننقل المحاورة التي جرت بينها وبين الحاكم حسبما ذكرته مجلة (علمدار) التركية في حينه:
الحاكم: كيف أقدمتما على هذا العمل؟
المرأة: جعنا و احتملنا الجوع إلى حد لا يطاق، فاتفقنا أخيراً على أكل الهررة، وهكذا كان الوضع .. بقينا نصطادها ونأكلها ونبيعها دون أن يعلم رواد المطعم نوع اللحم الذي يتناولونه، إلى أن نفذت القطط من محلتنا، فبدأنا بأكل وبيع لحوم الكلاب إلى أن نفذت أيضاَ.
الحاكم: وكيف كنتم تستسيغون أكل هذه اللحوم وأنتم أعرف بمصدرها؟
المرأة:كان لحم الكلاب أطيب وأشهى من لحم الهررة سيدي الحاكم، لذا قررنا تجربة أكل لحوم البشر.
الحاكم : بمن بدأتم أولاً؟
المرأة: بامرأة عجوز خنقناها وطبخناها في حلة كبيرة إلا أننا قضينا تلك الليلة نتقيأ لأن لحمها كان دسماً، ثم ذبحنا ولداً صغيراً وكان لحمه في غاية اللذة والجودة.
الحاكم: وكيف كنتم تصطادون الأطفال؟
المرأة: بواسطة ولدنا، كان يأتي كل يوم بحيلة اللعب معه، فنخنقه ونأكله وندفن عظامه في هوة عميقة حفرناها داخل البيت.
الحاكم: وكم ولداً أكلتما؟
المرأة: لا أذكر ذلك سيدي الحاكم، ولكن بإمكانكم إحصائهم من عدد جماجمهم.
الحاكم: وأين ولدك الذي كان يغرر بالأولاد؟
المرأة: لقد أكلناه سيدي، أنه الجوع .. أنه الجوع سيدي.
وقد حكمت المحكمة على عبود وزوجته بالإعدام شنقاً حتى الموت.
وفي صباح يوم الإعدام أُركبا على حمارين وسيقا إلى منطقة باب الطوب في الموصل حيث نصبت لهما مشنقتان، وكان الناس المارين في الطريق والواقفين في الطرفين يبصقون عليهما ويشتمونهما ويضربونهما، وكان عبود وزوجته يردون على الناس بالمثل ويضيف إلى ذلك شتم الحكومة لأنه كان يعتبرها المسؤولة عما حدث.
ويتحدث شهود عيان: أن بعض النسوة من اللواتي فقدن أطفالهن ينهشن أقدام عبود وزوجته من شدة الحنق والأسى.
ويذكر إن إحداهن كانت تصرخ وهي تلطم وجهها: لقد أكلا ثلاثة من أولادي.
فليسترنا الله الآن من أولئك الذين (سيأكلون) أبناء الشعب العراقي الواحد بعد الآخر، بحجة أن أصوات الحق التي ينادون بها لا تعجبهم لأنها (نشاز) ولا تتلائم مع أذنهم الموسيقية التي دربوها في الغرب على سماع موسيقى الجاز والروك آند رول والتتششا والراب ورقصات التويست.
ويطربون ويرقصون فرحين على أزيز الرصاص الذي يخترق صدور العراقيين .. ودوي المدافع الذي يدك منشئات العراق… ويبتسمون فرحين وهم يشاهدون على الطبيعة، العراقي يداس على رأسه بأحذية المرتزقة بعد أن توسد الإسفلت الحار وربطت يداه للخلف وأدخل كيس أسود في رأسه بعد ذلك وليقاد إلى إحدى دبابات أو مصفحات أو سيارات العدو الغاشم لينقل إلى جهة مجهولة، في السجون السرية وما أكثرها في يومنا هذا.
وليكن الله في عوننا لئلا نعيش في يوم كيوم الموصل ذاك، فلا نجد لقمة العيش .. هذه اللقمة التي نهبت وسلبت من قبل الجشعين و النصابين والمحتالين والمختلسين وجواسيس الليل وحرامية النهار، وليكفنا الله تعالى شر أولئك الذين تلعب الدولارات لعبتها بهم ليتآمروا على أبناء وطنهم بوشوشة في أذن المحتل الغازي من أجل الحصول عليها بـ (الساهل)، ما عدا ما يتحفهم به المخبر السري.
وليسترنا الله عز وجل من المنافقين والدجالين وأصحاب النفوذ الذين لا ذمة ولا ضمير لهم... وأبعدنا الله عن عبود وزوجته، وأمثالهم ألف ألف عبود ممن يأكلون ولا يشبعون، ولا تكفيهم (الكلاب والقطط) والذين ما جاءوا إلا من أجل ثروات وآثار وخيرات العراق، وتدميره، والقضاء على شعبه.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمن, اكفنا, عبود, وزوجته.!!


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جوجل يحتفي بالمصورة الفلسطينية كريمة عبود محمد الصالح الجزائري جمهورية يوم.الجمعة والعطل الرسمية والأعياد 8 21 / 11 / 2016 36 : 03 AM
رحبوا معي بالاخ حمزة عبود فيصل بن الشريف الاحمداني الترحيب بالأعضاء الجدد 4 04 / 12 / 2009 25 : 02 AM
لقاء - محمد عبود قاسم فرحات إبداعات الشعراء الشباب 1 22 / 04 / 2009 03 : 05 PM
الحكاية الثانية من الهند: الثعلب وزوجته نصيرة تختوخ على بساط نور الأدب سنطير إلى عـالـم الحكايـا 0 28 / 02 / 2009 37 : 12 PM
الموعد - محمد عبود قاسم فرحات إبداعات الشعراء الشباب 0 28 / 02 / 2008 46 : 01 AM


الساعة الآن 42 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|