مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
لتكن نظرتنا للحياة إيجابية
يُحكى أن رجلاً تكالبت عليه المشاكل من كل جانب وأصبح مهموماً مغموماً ، ولم يجد حلاً لما هو فيه ،
فقرر أن يذهب إلى أحد (الحكماء) ، لعله يدله على سبيلٍ للخروج من الهم الذي هو فيه.
شكى حاله للحكيم قائلاً: أيها الحكيم لقد أتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم فأرشدني؟
فقال الحكيم بعد أن نظر في وجه ذلك الرجل: أيها الرجل سأسألك سؤالين وأُريد منك إجابتهما.
فأجاب الرجل: اسأل؟
قال الحكيم: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟
قال الرجل: اللهم لا!!
فقال الحكيم: هل ستترك هذه الدنيا وتأخذ معك تلك المشاكل؟
قال الرجل: اللهم لا!!!
فقال الحكيم: أمرِ لم تأتِ به ، ولن يذهب معك .. الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم ، فكن صبوراً على أمر الدنيا ، وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض ، يكن لك ما أردت.
فخرج الرجل منشرح الصدر مسرور الخاطر مردداً: أمر لم تأت به ولن يذهب معك لا يستحق أن يأخذ منك كل هذا الهم.
قال الشافعي:
دع الأيام تفعـل ما تشــاء ... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـزع لحادثة الليالي ... فما لحـوادث الدنيا بقـاء
هذا الرجل البسيط اقتنع بحل الحكيم .. لأنه وجد العلاج الناجح ، فلا توجد في هذه الحياة أية منغصات (لا صغيرة ، ولا كبيرة) إلا ولها حل ، حتى وإن لم يكن في أيدينا الحل حالياً ،
لكن هو بيد من يدبر الأمور ويقدر المقادير إنه الله ربي .....
إذا لسنا مجبورين بتضييع أوقاتنا بالتفكير في مشاكلنا وهمومنا مادام أنها ستذهب عنا لا محالة.
ومثلما أتينا إلى هذه الدنيا بإرادة ليست لنا ، فإن الهموم قد أتت بإرادة ليست لنا ، وسنرحل عن الدنيا بدون مشاكلنا وهمومنا
فلا نجعل سعادتنا مشروطة بزوال جميع مشاكلنا ، فهكذا هي الدنيا.
ولابد أن نوقن فعلا أننا لسنا مخلدين ولا شيء يستحق منا التفكير وطول الأمل في الحياة ، التي فيها الكثير من المشكلات والعقبات ، وحتى نعيش حياتنا بسعادة وهناء ، لا يجب أن تكون المشاكل هي اهتماماتنا الكبرى ، والحياة تستمر بخيرها وشرها وإن لم تتوافق مع رغباتنا وحاجاتنا ، بل علينا أن نتعايش معها بالصبر والرضا بالقدر خيره وشره ، والشكر والحمد لله على كل نعمة تصل إلينا.
لتكن نظرتنا إلى الحياة بنظرة إيجابية وهي من تحول الآلام إلى آمال والأنات إلى ألحان ونغمات.