.................
نجمة تترقرق بسماء الكتابة،
رحلة في أغوار النفس البشرية ،
و إبحار في صخب المشاعر ،
شفافية البوح،
الدمع الممتطي صهوة الكلمات،
الشعر المتحرر من كل القيود،
نيل الحروف المعطاء،
الينبوع الذي تنهل منه الروح و تتغذى منه النفس المتعبة .
......
قصيدة النثر الأسئلة المطروحة والتي تلح بقوة لإيجاد الأجوبة الشافية
قصيدة النثر تجربة متنوعة و متحررة نتجت عن رغبة الشاعر في استخراج الشعر من سياق النثر
تذهب سوزان برنار إلى أنها :
- «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية».
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.
وكما يقول أنسي الحاج:
(أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم):
عن شروط قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية»
و الأسئلة :
- لو لم تحمل قصيدة النثر شعرية خاصة و إيقاع خاص يسحر الأذن المتلقية لما استمرت ؟
فيما معناه ان قصيدة النثر فعلا شعر متحرر من الأوزان و من كل القيود و من كل القوانين .
أليست الحرية بحد ذاتها قانوناً؟
الظهور الحقيقي لقصيدة النثر كان لدى الغرب بقوانينها و قواعدها و شروطها :
و من تم :
إلى متى سيبقى الغرب السباق لوضع القوانين و القواعد ... ؟
لماذا لا نحاول البحث و التقصي؟
كل زمان له ميزاته الخاصة و عباقرته و أساتذته و كل ما يضعه البشر قابل للحذف أو التعديل أو الإلغاء أو التجديد أو التطوير
ألا نملك نحن العرب ما يؤهلنا لخوض تجربتنا الخاصة في مجال قصيدة النثر ...؟
من خلال سن قواعدنا الخاصة التي تقدس حرية النفس البشرية خاصة ان اللغة العربية فيها ما يميزها عن كل اللغات
لغة ثرية بألفاظها و جمالية معانيها و مفرداتها الساحرة
لغة القرآن الكريم الذي لا تضاهيه لغة و لا تسابق ألفاظه ألفاظ
نملك نحن العرب من المقومات ما يجعلنا مدرسة قائمة بذاتها و أكبر دليل ذخيرتنا من الشعراء
و الدواوين الشعرية
ألم تكن الأوزارن الخليلية مدرسة استمر نتاجها لقرون ..؟
لكل حقبة تاريخية شعرها الخاص الذي يتماشى و ظروفها و إن كانت الأوزان الخليلية سيدة زمان ما فهي أيضا ليست مقدسة ....
قصيدة النثر التي برأينا هي الأرقى حالياً, كأسلوب يحمل نتاجاً فكرياً بشرياً جمعياً من خلال استناده على كل التقنيات الفنية, و من خلال مساحة الحرية التي تمتلكها هذه القصيدة, كان لا بد لها أن تبرز هذا التناقض و توحده ضمن جسد القصيدة.
نتيجة لكل ذلك :
ما دام أن الشعر إيقاع أولا و اخيرا فالعبرة إذا ليست بالأوزان و القيود إنما بشعرية القصيدة و إيقاعها الخاص و صورها الساحرة و فصولها و جرسها الموسيقي و مدى تأثيرها على نفسية الشاعر اولا ثم المتلقي و مدى اكتسابها لمقومات القصيدة الشعرية .
ورغم أن هناك من يعارض وجود مثل هذا النوع الادبي خصوصا رواد الشعر العمودي و التفعيلي إلا أن هذا اللون الأدبي الساحر قد فرض نفسه و بقوة على الساحة الشعرية العربية و وجد مكانته في نفوس الشعراء العرب و هي بذلك ليست بديلا عن أي جنس أدبي بل تقوم على مبدأ الاعتراف بالآخر .
................
و من هنا دعت الحاجة لفتح هذه الصفحة للحوار البناء و التشاور الجاد :
من اجل إرساء قواعد قصيدة النثر كما يراها الشاعر العربي الحر المتدفق شاعرية و حبا،
دعوة نوجهها لكل شعراء نور الادب الذين نتوسم فيهم إبداعا ليس له مثيل و حضورا قويا يثري الصفحة و يثري الموضوع
- ما رأيكم في قصيدة النثر كلون ادبي فرض نفسه و بقوة ...؟
- إلى أي مدى تستجيب قصيدة النثر لتطلعات الشاعر العربي ...؟
- إلى أي مدى يكون الشاعر حرا محلقا في كتابته لقصيدة النثر ؟
- ما هي الشروط و القواعد التي يمكن ان تحكم قصيدة النثر حسب رأيكم بغض النظر عن الأفكار الغربية ؟
- ما هو مستقبل قصيدة النثر العربية حسب رأيكم ؟
- ما هو مفهومكم لقصيدة النثر بكل شفافية ؟
ننتظر عباقرة هذا الزمان،
نبحث عن نتاج فكركم الحر و تفكيركم الصائب المبدع،
آراؤكم ليست مجرد آراء إنما تحليلات و دراسات نعتز بها و نفخر بها كعرب
لنساهم جميعا من أجل خدمة الكلمة الجميلة و النهوض بلغتنا العربية اجمل لغة و أثرى لغة
و قبل ذلك ننتظر دخول الشاعر الفذ المتذوق لقصيدة النثر
عبد الكريم سمعون
لوضع كلمته الافتتاحية و بصمته الراسخة .
بكل الود نستقبل آراءكم القيمة
و نشكركم على المرور الكريم .