رد: نقاط الأختلاف بين أرسطو وابن سينا في نظريات علم النفس ..
[align=center]2 . الحالات النفسية[/align]
يرى ارسطو ان حالات مثل الغضب و الحزن و الفرح و الخوف و امثالها تكون من حالات الكائن المركب من النفس و الجسم، و هي حالات لايمكن نسبتها ابتداء و ذاتيا الى النفس، و لا اعتبار نسبتها الى الجسم ثانويا و تابعا . و لذلك عند بيان هذه الحالات لا بد من الاخذ بنظر الاعتبار حالات جسمية خاصة تظهر مواكبة لها و ايرادها عند تعريف تلك الكيفية . فمثلا عند تعريف حالة الغضب لا يمكن ان نكتفي بالقول بان «الغضب حالة تظهر في النفس استعدادا للهجوم و الانتقام» بل لابد من الاشارة الى التغيير الذي يقترن بهذه الحالة في القلب و ارتفاع حرارة الجسم، و اعتبار ذلك متمما للوصف، و لهذا يقول: «اذا ظهرت حالات جسمية مما تقترن مع بعض العواطف، مثل الغضب و الخوف، فان تلك العواطف نفسها تظهر ايضا، حتى اذا كانت العلل الروحية لظهورها ضعيفة جدا او عديمة الوجود .
على كل حال، يعتقد ارسطو ان ظهور اي حالة في النفس يستلزم اشتراك النفس و الجسم، بحيث انه عند بيان احدى الحالات النفسية لابد من ملاحظة الحالة التي تظهر على الجسم في الوقت نفسه . كما ان ارسطو يخطئ نسبة الحرف و الصنائع الى النفس ويرى ان هذه الافعال و امثالها يجب ان تنسب الى المجموعة التي تتركب منها النفس و الجسم .
الا ان ابن سينا يرى ان حالات مثل الغضب و الحزن، و كذلك الحرف و الصناعات، كالحياكة و البناء، من الافعال النفسية الخالصة، و ليست مشتركة بين النفس و الجسم، اي انها تخص النفس ابتداء و ذاتيا، ثم تقترن ثانيا بالتبعية بالا نفعالات الجسمية . يعتقد ابن سينا انه على الرغم من ارتباط النفس بالجسم، و انه عند حصول حالات مثل الحزن و الفرح تحدث تغييرات في احوال المزاج، كحدوث اختلالات في عملية الهضم بسبب الحزن، و تقوى هذهالعملية على اثر الفرح، او ينتصب شعر الجسم على اثرالخوف، و امثال ذلك، ينبغي ان لا نتصور ان هذا الارتباط يعني اشتراك النفس و الجسم في هذهالحالات على نحو متساو و من دون اصالة او تقدم لاحدهما على الآخر، بل ان هذه الحالات و الافعال تتعلق بالنفس اصالة، و لذلك فان حصول هذه الحالات في النفس لا يقترن دائما بآثار جسمية . و من جهة اخرى ان بامكان العقل ان يحول دون الحالات النفسية الخاصة، كالحزن و الفرح، و لكنه لا يستطيع ان يمنع حدوث الحالات الجسمية الخالصة كاللذة و الالم .
|