[align=justify]
على الرغم من أننا نمر بظروف نفسية حرجة وكثير من التشوش والتعب والجمود بسبب مرض عماد هذا الدار - شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق - لكن ونحن أمام خطوة توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة / مجلس الأمن وهذا الخَيار الذي يختلف حوله الكثير من الفلسطينيين والعرب لا يمكن ولا يحق لنا أن نتجاهل هذا الموضوع ولا يفرد له نور الأدب المساحة الكافية للنقاش والحوار وتبادل وجهات النظر حول إيجابياته بنظر من يؤيدونه وسلبياته بنظر من يتحفظون عليه أو حتى يرفضونها تماماً.
لتكن ندوة حقيقية في نور الأدب يعبر كل عن رأيه ووجهة نظره والنقاط التي يود التركيز عليها ونحن نرجو منكم مشاركات واسعة مستفيضة، وسنفتح أيضاً باب التصويت على هذا الخَيار، وفي نهاية الملف سنقوم بتلخيص وجهات النظر عبر وضع المزايا والعيوب التي خلص إليها السيدات والسادة الأعضاء.
الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله كان يحلم بدولة فلسطينية وأعلن افتراضياً عنها في الجزائر عام 1988 ، لكنه امتنع على مدى عشر سنوات تالية عن توقيع معاهدة " كامب ديفيد" جديدة مع إيهود باراك (بعد اتفاقية أوسلو ) ولعل هذا كان السبب الرئيسي في قرار تصفيته من قبل الكيان الصهيوني (وانتدب للمهمة العميل محمد دحلان وجرى تدريبه في لندن)، أمام ثوابت كان يُضغط عليه للقبول بها دون جدوى مثل التنازل عن حق العودة وعدم التفاوض على القدس أو الإقرار أنها " العاصمة الأبدية " للعدو الصهيوني المحتل، وكلنا يعرف كيف تمّ سجنه في مقره.
خلف الرئيس المغتال عرفات الرئيس محمود عباس ، والذي أسقط عسكرة الانتفاضة وذهب في خيارات التفاوض منذ أن كان رئيساً للوزراء وعلى مدى عشر سنوات.
بعد عزل المخلوع المتصهين مبارك - وسنوات من التفاوض المباشر غير المجدي - قرر عباس التوجه إلى الأمم المتحدة والعمل على انتزاع اعتراف بدولة فلسطين ( الضفة والقطاع ) على حدود 1967، ويعترف بهذه الدولة حتى الآن 125 دولة، لكن الأمم المتحدة لم تعترف بهذه الدولة وتعتبر فلسطين مجرد مراقب في المنظمة.
وتحت شعار " سنحمل كرسينا بأيدينا " وبدء الطواف بالكرسي الذي يحمل شعار "الدولة رقم 194 " إلى أن يصل إلى الأمم المتحدة بعد أيام.
ملخص آراء المنطمات الفلسطينية
ترى حركة فتح أن هذه الخطوة استحقاقاً وطنياً ومعركة يجب الحشد لها، وأن هذه الخطوة تشكل نقطة النهاية للمفاوضات الثنائية وإعادة الملف للأمم المتحدة للبحث عن عملية سياسية مغايرة تقوم على عقد مؤتمر دولي بمرجعية المنظمة الدولية
ويقف إلى جانب فتح " الجبهة الشعبية " و " الجبهة الديمقراطية " و " جبهة التحري الفلسطينية " و " حزب الشعب" و " جبهة النضال الشعبي " و حزب " فدا "
أما حركة المقاومة الإسلامية " حماس " فتصف هذه الخطوة بالانفرادية التي تكتنفها مخاطر سياسية وقانونية تؤثر سلباً على حق العودة ووجود " منظمة التحرير " وعلى وضع فلسطينيي 1948، إضافة إلى التنازل النهائي عن أرض فلسطين التاريخية المحتلة منذ عام 1948 مقابل مكاسب وهمية وتتفق معها في هذه الرؤيا حركة " الجهاد الإسلامي "
وفي بيان لعزيز دويك، رئيس " المجلس التشريعي الفلسطيني " انتقد فيه ذهاب السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة من دون التشاور مع كافة القوى على الساحة الفلسطينية
وأكد دويك على أن "الاعتراف يجب ألا يلغي حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم، وألا يتم بموجبه الاعتراف بيهودية القدس الشرقية". واتهم دويك رئيس السلطة الفلسطينية بعدم إعطاء المصالحة الوطنية الأولوية، وقال "هناك عقبات لا تزال تواجه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، منها شخصية رئيس الوزراء، وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، وإعادة تفعيل المجلس التشريعي".
كما حذر القيادي بحماس صلاح البردويل من المخاطر التي تنطوي عليها خطوة السلطة الفلسطينية، ووصفها بأنها "قفزة في الهواء وخطوة غير مضمونة العواقب"، وقال "إن من شأنها شلّ المقاومة وإضاعة القدس وحق اللاجئين في العودة". وأكد البردويل أن "حماس" لا يمكن أن تكون مع أي خطوة تعترف بإسرائيل.
وفي المقابل، تؤكد حركة فتح أنها لم تقدم على تلك الخطوة إلا بعد أن ضمنت الإجماع الوطني. وتتهم فتح منافستها حماس بالتناغم مع الموقف الإسرائيلي والأميركي "المعادي" لطموحات وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية أحمد عساف إنه "لا يستطيع أحد في هذا الكون أن يجبر القيادة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية أو حركة فتح على التراجع عن الثوابت الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني".
وردا على سؤال حول فيتو أميركي متوقع ضد التصويت على الدولة الفلسطينية، قال عساف إن سلطته ومنظمته وقيادته "لا تستطيع أن تلزم الولايات المتحدة كيف ستصوت"، وتساءل "هل ستقف أميركا في هذه المعركة إلى جانب حرية الشعب الفلسطيني، أم إلى جانب الاحتلال والإرهاب"؟
وشن المتحدث باسم فتح هجوما على موقف حركة حماس و"من يدور في فلكها"، وقال إن الحركة الإسلامية "تقف إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة"، وأنها بذلك "تحقق مصالح أعداء الشعب الفلسطيني من حيث تدري أو لا تدري"، ودعا عساف حركة حماس إلى التراجع عن هذا الموقف، متهما إياها بالانحياز إلى أجندات إقليمية لم يفصح عنها.
لكن يبدو أن اتهامات كهذه لا تعبأ بها الحركة ، ويرد البردويل على تلك التهمة بالقول "هذه حيلة هدفها الإساءة لحماس"، موضحا أن حركته ترفض هذه الخطوة لأنها ترفض الاعتراف بإسرائيل، "أما أميركا وإسرائيل فيخشيان منها على المفاوضات وعلى الهيمنة الأميركية".
أميركا والعدو الصهيوني
وفي مقابل الجدل الفلسطيني الداخلي، يكاد العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية تنطقان بلسان واحد، فقد حذر وزير خارجية العدو المحتل أفيغدور ليبرمان الفلسطينيين من مغبة إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد. وقال إن هذه الخطوة ستكون لها "نتائج خطيرة".
والموقف ذاته شددت عليه سابقا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، فقد أعلنت رفض بلادها تحرك الفلسطينيين لنيل العضوية الكاملة لدولتهم في الأمم المتحدة، قائلة إن ذلك يجب أن يتم عبر المفاوضات المباشرة.
وفيما أعلنت كلينتون عن إرسال مبعوثين أميركيين، هما دنيس روس وديفيد هيل، إلى الشرق الأوسط مجددا لإجراء محادثات مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين في هذا الصدد، فقد أكدت دون لبس أن "الطريقة الوحيدة للحصول على حل دائم هو من خلال محادثات مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والطريق إلى ذلك موجود في رام الله والقدس وليس نيويورك".
لقد جلس عباس طويلا، مرارا وتكرارا، مع أميركيين وإسرائيليين منذ أوسلو، لكن يبدو أنه يدخر "ذخيرته" التي لم يطلقها طوال عقود حتى يصل مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، كي "يصحح" مسار التفاوض. ويؤكد مؤيدوه والناطقون باسمه أن ردة الفعل "الهستيرية" الصادرة عن العدو الصهيوني وأميركا دليل على صواب الموقف الفلسطيني.
اتفاقية أوسلو
يتعاون الجانبان في إطار مساعي السلام المتعددة الأطراف للتشجيع على وضع برنامج تنمية "للمنطقة بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، تطلقه مجموعة السبع" (مجموعة الدول الصناعية السبع). ويطلب الجانبان من مجموعة السبع أن تسعى إلى مشاركة دول أخرى مهتمة مثل الدول الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي والدول العربية في المنطقة ومؤسسات عربية إضافة إلى القطاع الخاص.
2 - يتضمن "برنامج التنمية" شقين (أ) "برنامج تنمية اقتصادية" للضفة الغربية وقطاع غزة، (ب) "برنامج تنمية اقتصادية للمنطقة".
أ - برنامج التنمية الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة يتضمن النقاط التالية:
1 - برنامج إعادة تأهيل اجتماعي يتضمن "برنامجاً للإسكان والبناء".
2 - "برنامج لتنمية المؤسسات الصغيرة والخاصة".
3 - "برنامج لتطوير البنية التحتية" (ماء وكهرباء ونقل واتصالات إلخ...).
4 - "برنامج للطاقات البشرية".
5 - برامج أخرى.
ب - برنامج التنمية الاقتصادية للمنطقة يمكن أن يتضمن النقاط التالية:
(1) تأسيس "صندوق للتنمية في الشرق الأوسط" كخطوة أولى و"بنك للتنمية في الشرق الأوسط" كخطوة ثانية.
(2) وضع "برنامج إسرائيلي - فلسطيني - أردني" مشترك لتنسيق استثمار منطقة البحر الميت.
(3) البحر المتوسط (غزة) - قناة البحر الميت.
(4) مشاريع في المنطقة لتحلية المياه ومشاريع أخرى لتنمية الموارد المائية.
(5) برنامج إقليمي لتنمية الزراعة بما في ذلك القيام بتحرك إقليمي للوقاية من التصحر.
(6) ربط الشبكات الكهربائية.
(7) تعاون إقليمي لنقل وتوزيع الغاز والنفط وموارد الطاقة الأخرى واستغلالها صناعياً.
(8) "برنامج إقليمي للسياحة والنقل والاتصالات".
(9) "تعاون إقليمي" في مجالات أخرى.
3 - يعمل الجانبان على تشجيع مجموعات العمل المتعددة الأطراف وينسقان تحركهما بهدف إنجاحها. يحث الطرفان على مواصلة النشاطات بين الجولة والأخرى وعلى إعداد دراسات حول إمكانية تطبيق ما يتم الاتفاق عليه داخل مختلف مجموعات العمل المتعددة الأطراف.
يلي الملحقات الأربعة ثلاث صفحات تتضمن ملاحظات تحدد نقاط التفاهم والاتفاقات الخاصة بالبنود السابقة.
الجدول الزمني لتطبيق الاتفاق
في ما يأتي الجدول الزمني المقرر لتطبيق الاتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية حول الحكم الذاتي في الأراضي المحتلة:
- يبدأ تطبيق إعلان المبادئ حول الحكم الذاتي في الأراضي المحتلة بعد شهر من توقيعه الذي يتوقع أن يتم خلال الأيام المقبلة في واشنطن في إطار مفاوضات السلام.
- في الشهرين اللذين يعقبان دخول إعلان المبادئ حيز التنفيذ يبرم الطرفان اتفاقاً حول انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا في الضفة الغربية.
- ما إن يدخل إعلان المبادئ حيز التنفيذ تقوم إسرائيل في المقابل بنقل محدود للسلطات إلى الفلسطينيين.
- فور التوقيع على الاتفاق حول قطاع غزة ومنطقة أريحا، تقوم إسرائيل بسرعة وفق برنامج محدد بسحب قواتها العسكرية من قطاع غزة ومنطقة أريحا. ويتم هذا الانسحاب في فترة لا تتجاوز أربعة أشهر بعد توقيع الاتفاق.
- تجري انتخابات مباشرة لانتخاب مجلس فلسطيني للحكم الذاتي في الأراضي المحتلة بعد تسعة شهور على الأكثر من دخول إعلان المبادئ حيز التنفيذ. وبعد تشكيل المجلس الفلسطيني على الحكم العسكري الإسرائيلي الانسحاب.
- تعيد القوات الإسرائيلية انتشارها خارج المناطق المأهولة في باقي الضفة الغربية في مدة أقصاها عشية إجراء الانتخابات. وتجري عمليات إعادة انتشار أخرى للقوات الإسرائيلية في مواقع محددة مسبقاً، وبشكل تدريجي جنباً إلى جنب مع تولي الشرطة الفلسطينية مسؤولية النظام العام والأمن الداخلي.
- تبدأ المرحلة الانتقالية لخمسة أعوام مع الانسحاب من قطاع غزة ومن منطقة أريحا.
- تبدأ المفاوضات حول الوضع النهائي للأراضي المحتلة في أسرع وقت ممكن وكحد أقصى في بداية العام الثالث من المرحلة الانتقالية.
الموقعون
- عن الجانب الصهيوني: إسحق رابين
- عن الجانب الفلسطيني: ياسر عرفات
- مكان التوقيع: البيت الأبيض الأميركي
الدول الأعضاء
فلسطين
الكيان الصهيوني
الولايات المتحدة الأميركية
********************
هل تؤيد ذهاب السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة من أجل طلب عضوية فلسطين على حدود 1967؟؟
نعم أو لا ولماذا؟؟
[/align]