[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]قالت لي بكل صراحة : أراك تتشدد أحيانا في الأمور أكثر مما يجب .. طبعا لا أنكر أنّ من حقكم العودة إلى فلسطين كاملة غير منقوصة فهذا حقكم الطبيعي الذي لا يستطيع أحد أن يناقشكم حوله .. ولا أنكر أن من حق كلّ واحد منكم العودة إلى داره تحديدا لأنها بكل بساطة داره وقد ذهبت اغتصابا وسرقة ونهبا .. لكن ألست معي في أنك تبالغ كثيرا حين تصرّ على أنّ من واجبكم أن تحملوا رفات أمواتكم إلى فلسطين كي يعود الأهل إلى بلادهم كما تقولون ؟؟.. هم ماتوا .. وكثير منهم – ولا تؤاخذني شبع موتا كما يقال – فهل من المعقول أن يحمل كل واحد منكم رفات وعظام الأهل ليعيدها إلى فلسطين؟؟.. تعرف أكثر من غيرك أنّ كثيرين يموتون خارج أرضهم في سفر أو غيره ، ويدفنون بعيدا عن هذه الأرض .. فلماذا هذا الإصرار الغريب العجيب على أن تحملوا أو تحملوا أنفسكم فوق طاقتها حين تصرون على نقل الموتى من أرض إلى أخرى ؟؟.. ألست معي في أنكم تبالغون وتتشددون وتصرون على أشياء يمكن تجاوزها ببساطة ما دام الفلسطينيّ الحيّ سيعود إلى أرضه وهذا يكفي ؟؟..
قلت : التشدد يا صديقتي مطلوب ، بل مرغوب لأنه نقيض التبسيط والتخلي والتفريط ..!!.. أنا حين أتشدد في هذه الجزئية تماما أتحدث عن نفسي لا عن غيري .. والدي طلب مني أن يكون قبره هناك في فلسطين.. فلماذا لا أحقق رغبته ووصيته في أن يكون في أرضه ؟؟.. هو أراد ذلك..وفعلا أراد ذلك بقوة قد لا يدركها من لم يسمعها .. وسأنفذ لأنني يجب أن أنفذ وصية والدي.. وسأقول لك لماذا يكون التشدد أحيانا مطلوبا مرغوبا .. يا صديقتي دققي فيما يطرحون أحيانا .. هم يقولون أولا لماذا تريدون أرض فلسطين كلها أين سيذهب هؤلاء الذين سكنوا في فلسطين بعد إقامة الكيان الصهيوني ، يقصدون طبعا الغرباء الذين جاؤوا من آخر الدنيا .. وعندما نقول لا بأس ليبقوا في أرضنا .. يستتبع ذلك قول آخر يدعو إلى إبقاء دولتهم التي أقيمت على أرضنا .. نقول لا بأس ليكن .. ينتقلون مباشرة إلى ما يخصنا فيجدون أنّ علينا ألا نبالغ ونكتفي بجزء من الأرض التي هي لنا أساسا .. نقول لا بأس فماذا سنأخذ؟؟.. يقولون سنعطيكم أرضا تقيمون عليها دولتكم لكن عليكم أن تلتزموا بشروط أهمها أن تبقوا غير مسلحين ، غير قادرين على التوسع ، غير قادرين على المقاومة.. ونجد أنّ هذه الأرض المسيجة بكل هذه الشروط الجائرة ، مسيجة أيضا بوضعنا تحت وصاية مستمرة لا تنتهي وكأننا قاصرون ، وهدف الوصاية طبعا أن يبقى الفلسطينيّ منفيا في وطنه، مقيدا في بلده ، سجينا في بيته .. فكيف ولماذا وعلى أي أساس يكون كل ذلك ؟؟.. لماذا نرضى بأشياء لا تستقيم مع المنطق ولا مع الحق؟؟.. ما الذي يدفعنا لكلّ هذا ونحن أصحاب الحق لا هم..؟؟.. لماذا نعطيهم كل ما نملك تحت عناوين لا معنى لها ؟؟.. نحن لم نقل لهم تعالوا خذوا أرضنا.. لم نقل لهم تفضلوا إلى فلسطين وافعلوا ما شئتم فهي أرض مباحة .. لم نقدم طلبا لمجلس الأمن ولا هيئة الأمم المتحدة بجعل حقوقنا لغيرنا .. التنازل يا صديقتي يقود إلى تنازلات .. وترك الشيء يقود إلى ترك أشياء أخرى .. وأنا أريد حقي كاملا.. أريد ما هو لي دون انتقاص ومن ذلك أن أعيد قبر أبي إلى فلسطين .. أن أحمل عظامه إلى هناك .. هذا من حقي .. وإذا كان مبالغة فليكن ، فأنا أحبّ المبالغات التي لا تجعلني أتنازل عن حق من حقوقي ..



طلعت سقيرق

[/align]

845image.gif

[نصيرة تختوخ]

حق مشروع يقابله قانون جائر يعطي أي يهودي في العالم الحق في الدفن في أرض فلسطين بينما يحرم أبناء فلسطين المهجرين من العودة إليها و لو في نعوشهم و لو رفاتا.
شفاك الله أستاذ طلعت و جعل الله قلمك دوما نبراسا للحق.
تحياتي