مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
دمهم دم .. ودمنا ماء !! -الكتاب الفلسطيني- طلعت سقيرق
[align=justify]هذا زمان العجائب والغرائب والوقوف على الرأس والتفكير بالقدمين !!!.. و إلا ما معنى وما مغزى أن تقوم الدنيا- عند أمريكا طبعا- حين يموت أحد الصهاينة، ويوصف من قتله بأنه إرهابي ومتخلف وخارج عن منطق العصر .. أما حين يستشهد الفلسطينيون أطفالا وشيوخا ونساء بالعشرات ، فهذا مجرد دفاع عن النفس ، فقط لأن القاتل المجرم إسرائيلي ، و(( إسرائيل )) عند أمريكا كما تعلمون هي الصبي المدلل على طول الخط وفي كل الأحوال .. وحتى ما حدث في جنين ، من مجازر تقشعر لها الأبدان ، صار في هيئة الأمم المتحدة مجرد شيء عابر لا تتحمل مسؤوليته المسؤولة أصلا عن الجريمة (( إسرائيل )) !!.. ولمن يريد الاستغراب والاستهجان أن يفعل ألف مرة دون فائدة ، لأن الأمور في هذا الزمن الغريب صارت مهزلة وأكثر من مهزلة .. والأمم المتحدة بقضها وقضيضها تنسى وتتناسى كل الذين تحدثوا عن المجزرة التي حدثت في جنين والكثير منهم أجانب.. حتى الصور التي انتقلت إلى كل مكان ، وكانت شاهدا حيا لا يدحض ، صار أمرها في خبر كان .. ويبدو أن خبر كان صار سيد الموقف في هذه الأيام !!!..
هل دمهم دم ودمنا ماء ؟؟.. نريد أن نعرف.. وهل أن أمريكا مصابة بعمى الألوان إلى هذا الحد ، أم أنها تدعي عمى الألوان في الوقت الذي تريد ، وتصير مبصرة ، بل حادة البصر ، حين يتعلق الأمر بموت صهيوني ما حتى وإن كان موته جراء سكتة قلبية – هذا إن كان لهم قلوب؟؟..
الفلسطيني صاحب الحق يستشهد ، فيسود الصمت وكان شيئا لم يحدث .. والصهيوني المغتصب للحق يفطس فتقوم الدنيا ولا تقعد .. والسؤال لماذا ؟؟.. في كل المعايير يبقى الاحتلال احتلالا ، وفي كل المقاييس يبقى صاحب الحق صاحب حق.. فكيف يفكر هذا العالم الغريب العجيب ؟؟.. هل صار مسموحا أن يقتل شعب كامل ، ومن غير المسموح أن يقتل شخص يغتصب الحق ويسمى محتلا؟؟..