التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,870
عدد  مرات الظهور : 162,408,881

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29 / 12 / 2011, 36 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
جميل ابراهيم صالح
كاتب نور أدبي
 





جميل ابراهيم صالح is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: العراق

باب السور

سأقول ما عندي وابرىء ذمتي ، وأرجو ألا تضيق صدوركم وانتم تحققون معي بشأن حادثة الدهس التي ذهبت من جرائها امرأة مسكينة في عز الظهيرة ، حيث اعتادت ان تأخذ احتياجاتها من دكاني المجتث من مقبرة قديمة تتوسط سوق البلدة ، وكم أتمنى أيها السادة ان تروا دكاني هذا وقد زينت جدرانه بكتب لابن رشد ، أفلاطون ، وفرويد .... ، كما يحوي اشهر اللوحات العالمية لجميع المدارس في الرسم ( التكعيبية ) والسريالية و ..... نسخها صديق لي يقلد لوحات كبار الرسامين ... -
نرجو أن تختصر .. -
اجل يا سيدي ... فتلك المرأة فقدت زوجها قبل أشهر في صحراء إحدى المعارك ، ومنذ فقدانه ، لا تمل الخروج صباح مساء إلى موقف السيارات لاستقباله ، فقد كان يملؤها أمل كبير بعودته لا محالة ، غريبة تلك المرأة أيها السادة لا تعرف الكلل والوهن من ذهابها يوميا إلى جسر البلدة لاستقبال الأسرى العائدين بأمل أو من دون أمل إلى ذويهم .. تسألهم واحدا اثر آخر عن زوجها ...
- لم أره ولكني سمعت عنه ، واذكر إنني سمعته يغني ... سيأتي حتما ..
- كنا معا محشورين في ملجأ ، قبل أن يحدث الذي حدث ولم أره بعد ذلك ..
- لقد رايته يبكي صديقا له ، استشهد في أثناء الهجوم ... لقد أشفقت عليه ...
- اجل رأيته في أثناء المعركة وكان يوصي صديقا له ويسلمه أوراقا من ضمنها رسالة ونقود ولم أره من حينها.....
وبرغم ذلك لم تفقد بارقة الأمل لديها ، وفي مرات عديدة أشاهدها تحدث ذلك الشيء المنبجس من أحشائها وهو يكبر يوما بعد يوم والحق أقول ليس لسائق السيارة ذنب في تلك الحادثة بل حضها وبؤسها ، فقد عبرت الشارع وهي شاردة تحدثه كعادتها ، وفجأة خرجت من جمر الظهيرة تلك السيارة ورمت بها بعيدا عن كيس الطماطم الذي أدمى أرصفة الشارع ..
@@@@@@@
هي المرة الأولى التي عبرت بي أمي أديم الجسر اللاهب لإسفلت الشارع ، وانأ متقوقع داخلها ، داخل هذه الشرنقة المظلمة التي تحاصرني ، قبل أن يدهسني وإياها ذلك الكائن الحديدي الضخم ، تلك المرة الأولى التي أتعرض فيها لصدمة عنيفة أفقدتني وعيي حيث وأدت تلك الصدمة في مخيلتي أشياء كثيرة كنت قد استجمعتها في تلافيف دماغي حديث التكوين ...
- بعد أشهر قليلة ستتنفس هذه الحياة ، وهذا الهواء المعفر بالبارود ، وتتخلص والى الأبد من وحدتك ...
- لا تقلق سيأتي ، فقد انتهت الحرب ، وحينما تلدك الظلمة ، سيكون لك وجه أبيك .. وجه المحارب، فطالما اخبرني انه خلق كي يحارب..... حربين مرت ولم يأت ...
- في أحيان كثيرة أتمنى أن لا تخرج من داخلي كي لا تتنفس هذا الهواء الفاسد ولا تأكل خبز الذل ، وتعيش في حياة معطلة وأماني كسيحة ، وبرغم هذا فالقحط يجتاح البلدة وينخر جسدها والغول الكبير يحاصر البلدة ينخر بلسانه ذلك الجدار الحديدي الذي يسورها .. أول شيء سمعته بعد الصدمة هو صوت الطبيب يخبر الممرضة بضرورة متابعة حركة الجنين ، أمي التي تحتويني فقدت مقدرتها على الحركة واخذ جسمها يذوي بمرور الزمن و أنا ها هنا يجتاحني ظلام أزلي ، انتظر أن تباغتني فسحة صغيرة كي الج هذا العالم الواسع الذي يهددني بالرحيل مني في أي لحظة و أنا مغروس حد الحبل السري هذا الجسد الهالك ....
@@@@@@@
فجاءتني أصوات نائمة وبقعة ضوء اكتسحت علي مملكتي ، فسحة ضوء تأخذ بالاتساع شيئا فشيئا فيكبر في داخلي فرح طاغ ، إحداهن تطوق قدمي بيدها ، تسحبني بخفة وببطء بعيدا عن الشرنقة ، و أنا مطوق قدمي داهمتني أفكار عديدة عن هذا العالم الذي يباغتني مازالت اليد تضغط بشدة ولدي رغبة في أن اصرخ رافضا هذا الطوق المؤلم ولكن في الوقت ذاته ازداد الضغط على قدمي مع انسحاب جسمي الضئيل بعيدا عن الظلمة باتجاه مصدر الضوء، شتمت في سريرتي تلك اليد التي تشدني بألم ، ولكنني فوجئت بجسمي يأخذ وضعا متأرجحا ومقلوبا ، والنور يحتضنني سابحا فيه ،مازلت و أنا متدل أحس بوقع اليد على قدمي فلم أتمكن من كظم غيضي ...
@@@@@@@
قيل أن افتح عينيَ ولأول مرة كنت استلقي على ذراعين غليظتين وصوت ناعم النبرات يوقظني ...
- سيكبر ويكون شجاعا مثلك
- ولكن متى يفتح عينيه ويستيقظ فتحت عيني بتردد شديد وفي داخلي رغبة في رؤية ذلك الوجه وحينما فتحتها سال ضوء كثيف جعلني أسبل عيني لأفتحهما بحذر شديد لأرى ذلك الوجه الذي داهمني دوما في ظلامي وارى صورتي في عيني هذا الوجه ... وجه المحارب .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
جميل ابراهيم صالح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصور


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أين تأتيك الصور؟؟.. طلعت سقيرق الشعر 10 03 / 09 / 2016 02 : 03 PM
اعتكاف الهلال ...... من قصار الصور حسن ابراهيم سمعون الشعر العمودي 4 21 / 05 / 2013 41 : 06 PM
رماد و بعض الصور جمال سبع الخاطـرة 4 22 / 10 / 2011 29 : 03 AM
تكلم .. ففي الكلام حرق الصور جمال سبع الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 7 04 / 09 / 2010 16 : 07 PM
بعض الصور من بشار حمزة بلعباس الجغرافيا والسياحة العربية 0 11 / 09 / 2008 12 : 06 AM


الساعة الآن 31 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|