رحيل بحجم العودة
أحيانًا تعلن الكلمات العصيان، ترفض الانصياع، نرفض الانسكاب.
أحيانًا يختزل قلم مسيرة مرحلة من الأدب والشعر.
غالبًا ما يرحل الكبار دون سابق إنذار ويتركون لوعة غير مسبوقة،
غالبًا تفرض بعض الأقلام حضورها الكبير الهائل في رحم الزمن،
تخصبه بكمّ كبير من القوافي، وحمل هائل من المتاع الخالد رغمًا عن كلاحة الموت والغياب.
أحيانًا تحضر بعض الأسماء في نهاراتنا، تلقي بالتحية وتبقى منزرعة في كينونتنا دون أن ندرك بأن وقت رحيلها قد آن! أتعلمون لماذا؟
لأنّنا وجدنا انعكاس ذاتنا في مرآتهم، والكاتب الحبيب الحاضر الغائب طلعت سقيرق أحد هؤلاء الكبار دون شك.
هذا ليس نعيًا - ليس بيانًا أدبيًا عابرًا. هذا نداء لاستحضار أعمال الشاعر الذي خاطب كلّ واحد منّا، وتمكن في كلّ لحظة من اقتناص الوقت لمخاطبتنا، لمناجاتنا، وبقينا مشدوهين فاغرين أفواهنا حين قال وأسّر أحدهم بأن قلب الكبير طلعت سقيرق قد صمت ومضى إلى موكب الكبار لينشد للوطن من العلياء.
انتظِرْنا يا طلعت فالعمر بات أغنية تقصر أحيانًا وتطول أحيانًا أخرى، لكننا أخيرًا نسلم الروح والجسد، ونقدم المشعل والمنارة لآخر ليكمل الطريق الذي مشينا في حماه لنكمل أغنيتنا في العلياء.
أنا لست حزينًا بل مقهورًا فقط، لأنك لم تقل كلمتك الأخيرة هنا يا أخي. لست حزينًا بل مقهورًا لغيابك المفاجئ، لكنك ستبقى بين ظهرانيتنا، باق في الدمع والفرح فلا تتوقف عن الغناء هناك في العلا وانتظرنا ذات يوم لننظم لمراكبك العائمة في الأبدية.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|