[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:4px solid burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
حين يكون الحب بحجم العمر كله ، تصير القصيدة حكاية شاطئ لا يحد.. هل كان علينا أن نقول كل ذلك في خطوة الاقتراب من الوطن؟؟.. أجد أن هناك ضرورة لأن نروي حبنا بشكل دائم ، فالوطن نبض عمر وصرخة حياة ، وهو الشيء الوحيد الذي لا يدير ظهره لنا حين نعطيه من القلب ما نعطيه .. بل يزداد قربا وتعلقا وشغفا بنا ، كلما أعطيناه من القلب النبض ومن العمر الوجد والوجدان ومن العروق الدم في جريانه نحو كل غصن من أغصان شجره ...
ذات مرة قرأت نقدا للشعر الوطني يرى أن الشعر يموت بعد حين يكون مسكونا بالوطن ليس إلا!!.. واستغربت من هذا القول الذي لا ينظر إلى الأمور بشكل صحيح ، ولا يقدم نقدا قادرا على التداخل مع هذا الشعر بشكل حيوي .. مثل هذا النقد يتناول شعر المناسبات ويظن أنه الشعر الوطني كله .. يتناول الشعر الضعيف الذي لا يخرج عن صف الكلام ويظن انه الشعر الوطني كله !!.. ولا يذهب بعيدا في قراءة الشعر الوطني .. القراءة التي تعي كيف تدرس الشعر بأبعاده الحقيقية وعمقه الصادق ونماذجه الجميلة المعبرة بصدق عن شعر الوطن ...
منذ البداية كانت الكتابة عن الوطن تعني تلاحما وتداخلا وغوصا حتى الشريان في نداء نسمة الهواء، وليس توقفا باردا عند جدران الأشياء أو شكلها الظاهري .. والأهم أن يكون الشعر المتميز مسكونا بشعلة القلب ، بالحب ، فكل كتابة عن الوطن لا تكون مشتعلة بالحب تخرج جوفاء فارغة مشوهة .. الشعر الذي كتب كثير ، هذا شيء حقيقي، لكن ما يبقى منه قليل .. وهذا لا يخص الشعر الوطني وحده ، بل كل شعر..وكل كتابة .. فأن نكتب عن أي شيء ، يفترض أن نكون عاشقين بامتياز ، لأنه لا شيء غير الحب يمنح الكتابة قدرتها على الاستمرار والوصول إلى كل مكان ، ثم العيش في رحم الزمن للوصول إلى أزمنة أخرى قادمة ..
ما نقرأه من شعر قديم قد يبدأ من شعر الجاهلية ، ونشعر أنه قريب منا ، مسكون بالحب وروعة الحب، ولولا هذه الميزة لما كان الشعر شعرا ..
حتى في شعر الهجاء والرثاء لا تستطيع أن تتخلى عن الحب ، وليس في ذلك صعوبة أو سر يحتاج إلى توضيح ، فالذي يهجو يحب الشعر الذي يكتبه ويمنحه شعلة القلب ، مما يجعله شعرا متفوقا عظيما.. أما ما نكتبه خارج إطار شعلة القلب ، فهو نظم لا أكثر ولا أقل ...
من هنا نجد أن الحكم على الشعر الوطني بتعميم أحمق يقول بموت كل هذا الشعر مع الزمن ، إنما هو حكم فيه من الخطأ ما فيه ، لأنه لا يقيس الأمور بشكل صحيح وبأدوات صحيحة .. فنحن نقرأ الشعر الوطني الذي قيل في زمن غابر بشغف لأنه يحمل الصدق، وننصرف عن بعض شعر الغزل الذي قيل من قبل لأنه أقرب إلى الجمود والكذب في العاطفة..لذلك نجد أن شعرنا الفلسطيني سيكون في حكم الزمن كأي شعر آخر في أي موضوع ، سيذهب منه الكثير ويبقى الكثير ، وليس في الأمر معضلة ، فهو شعر قابل للبقاء أو الفناء حسب ما يحمل من قدرة على البقاء أو ضعف يذهب به إلى الفناء ..
إذا الشعر راجع لشعلة القلب أيا كان الموضوع الذي نكتب فيه ، فإذا كانت هذه الشعلة موجودة بتميز بقي الشعر واستمر ، وإذا انطفأت مات الشعر وانطوى دون حاجة لمرور وقت طويل ...
طلعت سقيرق
[/align][/cell][/table1][/align]