يوم أطل يلوح بيدين من بعيد عبرة نافدة الدهرالغابر... هناك في دنيا العدم....مطرزا بنثار الصبابة
.......موشحا بندى الجوى .....يحمل بين شفائفه باقة من الأحلام المزركشة ...ينثره كما الزرع في جنبات الحقول الملفعة بالأماني .....
يوم أطل مبسطا كفيه ....مكتئبا ضاحكا ...لما نسائمه هفهفت تلاطف جفون ضحايا الرصاص....و يتامى الأوطان....وهم يفترشون القبور و الأسلحة...و الألغام..
تبسم وهو يغطي أجسادهم من الصقيع .... يلملم شضياهم... ثم يمضي لينثر نور شمسه.. في زاوية بعيدة ...من زواية يوم جديد.....
فينبعث ضوء خافتٌ... صوتُه خافتٌ..
.مداعبا خصلات صباح راحلةَ في دروب النّسيم...
يتضوّع عطر الزمان الشّهيّ
ليملأ الأنوف المزكومة بالشّذى القدسي...
ويمضي رذاذا...
يرش بالعطر هامة السنديانة الحالمة....
يبرعم في ركن تلك الحديقة .. يوم آخر ...
توضأ بالبراءة
ثم أقبل باسما ...كالعروس ..حالما كالبراءة ....
والتقى اليومان...
ذات حزن...
حكيا عن ميلاد النور ...
وبسمة الجرح..
وفرحة العائدين من غربة الحرف..
حكيا في غبطة عن مدن الحب الآفل
وغاباته ...والدروب إليها..
وكيف تكف العنادل حين يجيئ الظلام..
وكيف وكيت....
وفي لحظة من لحظات الذهول الشهية
تعانق اليومان توددا
توردا
توحدا في شهقة البوح
وانصهرا ...تبخرا...
وانتشرا ....في فوهة الجرح