كم أنت قاسية !! / رجاء بنحيدا
ماكنتُ أدرك وأنا في سن الزهور وفترة المراهقة أن الضحكة العالية قد تغادرني ذات يوم ، كانت البسمة المطلة من محياي تجعلني أقدم على الحياة بروحٍ أحتاجها اليوم كثيرا ، ولو كنت أعلم ذلك لاحتفظت ببعضها في خزانة قلبي على رف من رفوفه أو في جانب من جوانبه .
كم أنت متقلبةأيتها الحياة في طباعك وأحوالك !!
صارمة جل الوقت ، شديدة علينا ، غاضبة في صمتك ، حنونة حين تنسكب الدموع ويعلو الحزن ملامح ووجوهنا ،وحين تذبل أوراق العمر وتتلون بألوان شاحبة .. منسجمة
كم أنت منقلبة !! حين توصدين أبوابك الأربعة ، باب البراءة والطفولة ، باب الشغب والمرح والشباب ، باب الشيب والكهولة ، وباب الشيخوخة والمرض.
أريد نافذة أطل منها على ذكرياتي وزماني الذي مضي ، لأسترجع قوتي وطاقتي ..
فقد كنت كالنهر في إحساسي بالأشياء لا أستطعم مرارة وملوحة الأيام بل كانت الآلام لا تستقر في جوفي لأن كـــم المعانـــاة والألم كانت أصغر من سعتي ورحابة .. عمقي.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|