ما بين الزهور والذهول عمر
تحوم حولي الذكريات تتفقدني !
تتفقد أين يرسو الآن زئبق النسيان الأحمر ؟!
وهل أديت صلاة العطر وابتهل الشذا ،
والزهر في محرابه رتل الوصايا الغالية ،
وعقيدة الحب أقام شعائرها الوفاء ،
في مثل هذا الزمان تعمدت أن ألقاك إماما في صلاة الجماعة ، كنت أنت الإمام ، وكنت أنا الجماعة ليس سواي ، تعمدت اقتناص اللحظات من قلب الزمان لأسجل ما يحلو لي وما ترومه الذاكرة ،
كم أغمضت عيني عند السجود بعد الدعاء ،
وفتح حديث النفس عينيه ، وفاه رافعا بالحقيقة في فضاء صدري صوته ، يقول أعلم أن الآن هي لحظة ذكرى مسجلة تعيد فينا مشهدها ،
بعد حين سأحدث نفسي وحدي وأقول هل تذكرين ما كان ذكرى تستعيد ذكراها في ذاكرتي ذاكرة الزمان ؟! وها أنا الآن أفعل ، منذ ما كنت في عمر الزهور وأنت في عمر الشجر الأصيل ،
تبادلنا فراشات الجمال ، ومخيلة تحمل أوصاف الجنان ، تحملت أنا حتى الزبول ، وتحملت أنت حتى الأفول ومضت السنون ، وتركت أنا عمر الزهور للعمر الغريب ، وتركت أنت الشجر الأصيل ،
للجذوع العتيقة ، وما بين عمر الزهور وعمر الذهول حدائق مزهرة ، وحقول خضراء وأخرى جرداء ، حتى انتهينا إلى غابات محترقة ،
بها المعدوم من أمل أخضر وزهور يابسة ،
وكانت النهاية المحتكمة للأجل ، وها أنا الآن أستعيدك كمحض خيال ، صوتك ، كلماتك ، ووصيتك الأخيرة ، سأظل إلى أن نلتقي ،
أغوص كلما طفت بي الحياة على سطحها الواهي ، في عمق خيالي أجلس معك ، أحدثك ، وأنصت إليك ، حتى تطويني الحقيقة كما طوتك ويهدينا الزمان لقاءنا في حياة أخرى ، أحفظك وأحفظ عهدي لأخر نفس عسى أن يكون اللقاء قريبا .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|