رد: ما ينبغي ان يقال عن الثقافة والمثقفين!!
سيدتي الأديبة خولة الراشد
شكرا على اهتمامك بموضع بات العالم مبني على اسسه.
الفلسفة حقا ترجمتها الحرفية كما ذكرت.. ولكنها بآفاقها وتطورها أضحت شكلا من أشكال الوعي الاجتماعي..تمثل نسقا من المفاهيم العامة عن العالم ومكانة الانسان فيه.وهي تطرح الأساس النظري بشكل عام، وكما نعرف تطورت في حدود القرن السادبس قبل الميلاد. كظاهرة لرؤية العالم وفهمه بدل تعليق الموضوع بمسؤولية المفاهيم الوثنية وتعدد الألهة.. وقد نشات الفلسفة في اليونان والصين والهند بشكل عام قبل أكثر من 2500 سنة. وقد تطورت بشكل مستقل في الدول التي ظهرت فيها ,كانت أبرزها على الاطلاق الفلسفة الاغريقية. ظهرت ميولا مختلفة في الفلسفة، واتجاهات عديدة، زال بعضها واستمر بعضها وتطور بعضها الآخر.
ما هي أهداف الفلسفة؟
الانسان خلال تطوره كان يدرك خبرات البشرية التي سبقته، وكان يطورها ويضيف خبرات جديدة..هكذا نشأت التصورات عن العالم المحيط به،وتكونت تصورات عن المجتمع الذي يعيش به، تصورات عن الشر والخير الجمال والقبح،بدأ التفكير بالله ، هل هو موجود؟ انتقل من تعدد الآلهة الى شملها بعدد أقل فأقل .. وصولا الى ما يعتقده البعض اليوم. لكل انسان وجهة نظر ، حتى الانسان البدائي، ويصل لتشكل رايه بشكل مختلف الواحد عن الآخر.
وهذا يعتبر طابع سطحي وغير منظم.يسمى وجهة النظر العامة.لدى البعض تشكلت وجهة النظر عبر الادراك.ادراك تفاصيل العالم الذي يعيشون به.ومعرفة الطبيعة بشكل عقلاني وليس التفكير بان لكل ظاهرة اله خاص.
وجهة النظر للإنسان الفرد يمكن ان تكون عفوية او مدركة.اما وجهة النظر لمجتمع نامي متطور علمي فلا يمكن الا اعتماد الادراك والا أضحى مجتمعا متخلفا غيبيا اسطوريا يعيش على فتات العالم الحضاري المتطور المدرك ، وعادة الطبقة السائدة القوية يسود فكرها. وليس شرطا الطبقة الأكثر تنورا وتعليما ومعرفة. وهذه الظاهرة الكلاسيكية تسود للأسف الشديد عالمنا العربي بسيطرة الفكر الاجتماعي المتخلف والفكر الديني الاستبدادي، وليس الفكر الديني الانساني المتنور المتسامح الداعي لرقي الانسان وتقدمه على اساس مقولة النبي اطلبوا العلم ولو في الصين.
العلوم العديدة تدرس العالم من جوانب كثيرة متعددة. لكل علم اختصاصه، للكيمياء مجالها، للبيولوجيا ساحتها للفيزياء موضوعها، اما الفلسفة فتدرس العالم كما هو وتدرس القوانين الأكثر شمولية للعالم.هذا هو الواجب الأساسي لعلم الفلسفة.لذلك نجد ان أكثرية الفلاسفة كانوا علماء وخاصة في مجال الفيزياء.
الفلسفة اذن تعالج كثرة من المشاكل والقضايا.هي علم العلوم التي تدرس القوانين الأكثر شمولية في عالم الانسان .
بالطبع لا اريد لتوسع للمسالة الفلسفية الكبرى.. حتى لا اثقل على القراء وقد حاولت اعطاء لمحة سريعة جدا عن الفلسفة ، ولماذا هي حب الحكمة في تسميتها الأصلية.
الثقافة الألكترونية هي ثقافة انسانية اجتماعية .السؤال ، هل هناتك محرر أدبي في مواقع النشر اللكتروني؟ ام تسيب رهيب يقود الى الاخلال الثقافي؟
المؤسف ان من يعرف صياغة جملة غير مفيدة صار شاعرا وقاصا ، ما اقرأه أحيانا على صفحات النشر الألكتروني مذهل في تفاهته وسماجته وخلوه من أي روح ثقافية بدائية.
ايضا الصحافة المطبوعة تتراجع ثقافيا، هناك مجلات متخصصة، ولكن على الأغلب هي نادرة وغير واسعة الانتشار ودورها بعيد عن يكون اصلاحيا ونقديا ..
اتمنى ان يقوم المراقبين في المواقع بدور المراجعة للنصوص. ضبط اللغة ، عن طريق محرر لغوي وليس مجرد تصليح قواعد. لأن كل المواقع الأجنبية، (وانا اعرف ما يدور في المواقع العبرية عبر كتاباتي بالعبرية)هناك محرر لغوي، الكاتب ليس ملزما ان يكون سيبويه.تحرير اللغة هو غير ضبط القواعد. قد تكون القواعد سليمة ولكن التعابير خاطئة. ولا بد من ضبطها بشكل يخدم النص وفكرته.
انا مثلا لا اعرف القواعد بسبب دراستي العبرية في الثانوية، ما اعرفه هو ما تعلمته على يد والدتي في الصفوف الابتدائية على صفحات الصحف لسخافة مواد التعليم التي فرضت على مدارسنا بعد نكبة شعبنا واقامة اسرائيل.لا أخطئ في العبرية من ناحية صياعة سليمة وقواعد، ولكن تحرير اللغة هو جعل الجملة واضحة باصطلاحات أكثر دقة وأكثر تعبيرا عن المضمون. كتاب كبار يهود لا تنشر اعمالهم الا بعد اللتحرير اللغوي ويسجل ىعلى صفحات الكتاب اسم المحرر اللغوي. وكثيرا ما تعاد النصوص او بعضها لأصحابها لاعادة الصياغة خاصة في النص الأدبي.
هذا لم نصل اليه بعد.ويترك أثره على تطور لغتنا ومكانتها، ان لغة القرآن هي أمر جيد اذا عرفنا كيف نصون ما نستعمله من لغة، لأن القرآن ثروة، اذا أحسنا استعمالها ,ليس بتكسير اللغة ثم الادعاء لدينا ما يصونها. حتى لغة المسيح الأرامية اندثر ت رغم انها سادت كل الشرق الأوسط وقسما من اوروبا.وكانت لغة أكبر دين سائد في العالم القديم ,والعالم الحديث .
يجب ان نتحرر من اوهام ان لغة الدين هي قوتنا. هذا سليم اذا أحسنا تحوبل لغتنا الى لغة عالمية سائدة وليس لغة تقول التقارير انها مرشحة لإندثار، ونبالغ بغيبيات لغوية وهمية، بدل ان نهتم باحداث نهضة لغوية تكون أيضا قوة للغة الدين.بالطبع هذا مرتبط بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والعلمي. التطور في ما ذكرت هو ما يطور اللغة وليس مجموعة عجزة يحفظون سيبوية ويوجدون اصطلاحات تلد ميتة لا يستعملها سواهم . لنتعلم كيف طور اليهود لغتهم الميته وجعلوها لغة علوم مطروقة وسهلة الاستعمال وحلوا مشكلة تشكيل الآخر .. وأضحت لغة حتى للأكاديميين العرب لسهولة ايجاد اصطلاحات وترجمتها من والى اللغة العبرية او الانكليزية بينما كما يقول خبراء الترجمة العرب عندنا من الصعب والمرهق ايجاد اصطلاحات عربية علمية مفهومةللطلاب وتسهل الترجمة.
.وقد نشرت مقالا عن الموضوع في المنتدى ضمن مراجعة لكتاب سليمان جبران وايضا مقالا بعنوان حول سيطرة العبرية على لسان العرب في اسرائيل.وغيره من مقالات تناولت فيها اهمية اللغة...
|