رد: حُلم الأمْس
الأستاذ رأفت العزي
في البداية أشكر مرورك الرائع ، و قراءتك المتأنية ونقدك
مما جعلني أقرأ نفسي وقصتي وأعود بذاتي إلى الخلف ،وأهبط معكم ها هنا.... ولو أن القارئ كثيراً ما يحمل سره ..كما الكاتب....
إن (سعيد) في غربته يكتفي بكل شيء زائف حتى حبيبته وهي
(صورة هيام في جيبه) .. وإن كانت في كل مكان
وأن تلك الصورة تكفيه بل هي تُغْنيه عن هيام الروح، لذا كان عشقه مجنون لأنه سيموت خارج وطنه ولن يرى( هيام )حبيبته ولن يسعى لذلك ... وأنه يحلم بصورة الأمس فقط وهي تكفيه ، بينما (هيام) بروحها والتي أتت للغربة وحاولت أن تبحث عنه وتعود به ولكنها عندما وجدته ...اكتشفت أنه يعيش حياة زائفة راغدة ،
حتى صورتها التي بحملها صامته كذلك اللغة لغة الإشارة صامته ..و لم تسمع كذلك (صوت سعيد.).
(وهو يلوح لها بصمت ) وعندما تحدثت (هيام) للنادل تُصْدَمْ بأنه يتكلم العربية بروح وملامح أجنبية
هيام ( تحاول أن تعود بحبها لوطنها.... أو لروح روحها) ... فسعيد .. بمنظهره وملبسه الأنيق .. وصورتها الساكنة أو الورقية ... والمدينة والعمائر الشاهقة ...ولغة الإشارة ..زيف..زيف. إذا هو لا يحمل روحها
أنا لا أقارن عمائرنا بجمال عمائرهم كشكل ، لا.. ليس ذلك ما أقصد ، إن النخلة هي الوطن كما هي شجرة الزيتون .. والحرمين ..والأقصى ، وليس مسجد فرنسا الذي بناه سعيد هو الهدف والأساس والمستقر وإن كان شيء طيب ، إن ذلك الاخضرار في المدينة جميل الشكل لكن لا روح فيه فهو لا يموت لأنه ليس بطبيعي بلاستيكي...بل لو تلحظ أني أشرت للغة أيضا ، وأن ذاك الرجل ملامحه دقيقة وهو يستخدم اللغة العربية وهو في وطنه هنا تتسائل (هيام ) هل هذا الفرنسي ينطق باللغة العربية ...وهل سعيد سيكون مصيره كما النادل ... سواء كانت تربة النادل من تربة عربية بأصل فرنسي .. أوعربي من تربة فرنسية تلك (الحيرة ) التي تعيشها لها دور بعودتها ...
هيام لم تلتقي بملامح وطنها بينما تلك الطلاسم والذكريات والحيرة والبقاء والوجود والاغتراب .... قبل أن تودعه.. وكلمتها قي النهاية ..وتأكيدها أنه سيعود بروحه و ليس بجسده المزيف ، قد يكون قد يعشق الإنسان حرف أو كلمة أوقصيدة أو بناية أومسجد ولكن لا ينتمي له ، فمسجد فرنسا لا ينتمي لأنه ليس في أرضه ، هو عربي ينتمي للأقصى أو الحرمين.. تتسائل هيام أليس وطنه الأولى به .؟...... إذا وجوده وحبه غير متوازن ,,وهيام تنتمي للوطن ولروحه .. إذا هي تعيش بروحه ووطنها وهو يعيش بصورتها ووطن مزيف السؤال الذي أدعه للقارئ هو هل تجد أن سعيد عاشق مجنون يضحي كما قال الأستاذ رأفت أو وكيف يفسر غربته وإلى متى وهل سيعود؟ ....بينما تلك المعاني ..والطلاسم.. والذكريات.. نثرتها من أجل أن يركب القارئ القصة كما هو يشعر بها ... وهنا يقشعر جسدي من الجماال البصري المصطنع البلاستيكي والملامح الدقيقة لذا أبحث عن الجمال الروحي... .. كما أن المقهى الذي التقت فيه هيام بالنادل فيه سعيد والنادل الفرنسي
ذكرني يا رأفت بموضوع كتبته عن اللغة والهجرة ، و أن اللغة العربية عند البعض هي لغتهم الثانية للأسف وأن القراءة لديهم أكثرها كتب ومصطلحات أجنبية ،وأن الجسد عربي بينما الروح مهاجرة وكأنه لا جواز له ، سواء جوازه عربي فرنسي ...أو فرنسي عربي ، ويهجر لغته الأصلية العربية فتكون اللغة الثانية التي ينطقها ، وبعد مرور وتعاقب السنين يفقد الكثير أوطانهم ويتمنون لو يموتوا على أرضهم وفي أوطانهم ، ولن يشعر المغترب أو المهاجر بذلك إلا بعد تعاقب السنين ...
تحيتي وشكري وتقديري لأدبك الراقي
لك مني ثمار ونخيل رياضي ..ولي أشجار الزيتون ...و أشجار الصنوبر وعناقيد العنب.. لي أمنيتي ..بأن أصلي وأسجد... في المسجد الأقصى
خولة الراشد
|