صديقي جمال قد يبادر الإنسان بالسلام فقط ولكنه بنفس الوقت قد لا يعلم ماذا فعل بالآخر
والمبادرة بالخير دائما هي الأفضل
لك رسالتي هذه أهديها وهي بعنوان:
همســــــــــــة الكناري
أيُّ قوى نمتلك نحن بني البشر .!؟
أيُّ كوامن في النفس نحتوي
وأحاسيس ومشاعر قد تثور لتوازي بثورتها أكبر البراكين
وقد تهدأ لتصبح كجدول
رقراق ينقل مياه ينبوع يتفجر من إحدى صخور أعالي الجبال موزعا مياهه تلك إلى كل من
من زهر وطير وحيوان وبشر. مرّ به
كم نمتلك من الطاقات القادرة على فعل المستحيل؟
وبذات الوقت نمتلك طاقات أخرى قادرة على نسفنا من جذورنا أو إحباطنا وشلل أدمغتنا .
هل سنبقى مغمورين بذرات رماد الزمن التي خلفها إحتراق حطب الأيام ؟
وها أنت يا صديقي تنبثق من حكايا الزمان كعنقاء الرماد
لتتحكم بكوامن طاقاتك الإيجابية الرائعة وبحركات من أناملك البيضاء
يدفعها للحركة نور قلبك الناصع الكبير
لتحيك تلك الأنامل بأحرف من الضياء سعادتي. .
كل حرف كان يزيدني نشوة وسعادة وأمل
هانحن إذا قادرون على إدخال السعادة إلى
القلوب أو تحريضها على إظهار ذاتها لأنها موجودة أصلا ولكنها بحاجة لمن يبعث إليها
بالنبضة الأولى .
كما فعلت أناملك وهي تضغط على أزرار الأحرف , وكل لمسة كانت
تنثر على هذا العالم حفنة من ذرات السعادة تلك التي ترتفع وتنخفض نسبتها تبعا لوجود
العقل فتتشكل بأعلى نسبها عند الحكماء وما أن يأتي من يحرضها حتى تبدي نفسها للنفس.
هذه النفس البشرية والتي هي غاية في التعقيد من حيث ماهيتها وغاية في البساطة من حيث التعامل معها
فما أروعنا ونحن نطرب ونهدأ ونستكين
لهمس الكناري وبذات الوقت يأتي من يقول أن هذا الكناري لا يطلق ما يطلق من ألحان
وشدو لنا بل لنفسه لحاجة ما لمأكل أو مشرب من أجل منادات أنثاه أو ذكرها.
وما المانع أن نستمتع وهو كذلك فعلا ؟
أم أننا نريد تسخير حتى الجمال وإخضاعه لسيطرتنا ولملكيتنا ..؟
أي أنانية نمتلك نحن بني البشر ؟
فهذا الذي يحيك من
حبال حنجرته صدحا يهز أوتار الروح نتهمه بالأنانية وحب الذات , ونحن الذين نختبئ
خلف أقنعة من (البريستيجات ) المقولبة والمسبقة الصنع والمستوردة أغلب الأحيان , لا
نعترف بأنانيتنا ونريد أن نلبسها للآخر .
حتى النرجسة نتهمها بذات الصفة بينما
هي تنظر إلى المكان الذي ستسقط فيه وتحني رأسها تواضعا وليس غرورا
نعم يا صديقي يا جمال .
تنظر إلى التراب , حيث البقاء والخلود حيث الحنان والدفء .
لا تسغرب ذلك لأن التراب هو الكائن الأكثر حنانا في الكون
فهو الوحيد الذي يحضننا إلى الأبد بكل
ما فينا من شوائب يقبلنا ويضمنا بحنانه حيث يتركنا الجميع ويغادرون.
حتى أنهم
يحاولون إتنزاعنا من ذواكرهم ويطلبون من الله أن ينسيهم أيانا ويزيلون كل أثر لنا
يذكرهم بنا ويوزعون ثيابنا للمحتاجين بذريعة
الحي أبقى من الميت
بينما التراب هذا الكائن الصادق يهدهدنا ويمتص دموعنا ويضمنا إلى الأبد ودون ملل ويذيبنا
شيئا فشيئا بذراته الناعمة
بالله عليك ألا تحرك رأسك الآن بإهتزازات تنبئا بالموافقة على كلماتي
لهذا السبب الحكماء هم أسعد
الناس.