لستُ أكتُبني
هيام ضمره
يَتعذرُ عليَّ أنْ أكتُبَني
أنْ أقطُرَ سخيةً ماءَ عيني
وأنشرُ في الفضاءِ بُرَادة عِظامي
يُعاندني ذلك التوق الفادح إذ يُغيبُني
تتنكرُني بواباتهُ
ترفضُ سكني داخل نصٍ.. يَجْهَلُني
أوبينَ أوزان قصيدةٍ
تدُقني بمسمارٍ على جدارٍ يُجَلجلُني
أتوقُ أنْ يُدثرني الحرفَ وشاحاً
ويمدُ بأطرافِهِ حكايةً.. تمتشِقُني
أنْ أضحى حِكايةً ليستْ ككلِ الحَكايا
أنْ تذرو أحْرُفي طيِّ أسْطُرٍ.. تتجلى
فتتهللُ لها الملامحُ وتتعلى
فكيف لزمنٍ يتحسسُ حُضوري.. تأهباً
بخطوط ٍ تأسُرُ إليها أناملي
تكشِفُ تفاصيل مَلامِحي
أغوارُ ابتسامتي.. ندباتُ روحي..
مكنوناتٌ انبرتْ بعيداً
يُثيرُها وجودي
تُمَسْرِحُني على مَنصَّةٍ
تُطوِّعُ زمني مِنْ مهدي إلى لحدي
تجري بمهارةٍ في أرجائي
تُقوْلِبُني حالاتٌ
تُقايسُ قُدُرَاتي
تَسْتحْضِرُ مِنْ جيوبِ الزمنِ مآثري
لتقرَأُني صفحةً تلوَ أُخرى
مطروحٌ مِنها لوثاتُ ألمي
ولدغاتُ الخيبة المحتشدة داخلي
تُخرجُني مِنْ خبايا جروحي
فكأنما ليس مِنْ خِذلانٍ اقترَفَ ذبحي
وليسَ مِنْ صرخةٍ نَضجَ وجعُها على احتراقاتي
كأنما الحياةُ كانتْ دوماً عادلةً
لمْ أكُني هُناك في خِضَّمِ وغىً..
وليس مِنْ قُتامٍ يُبَقعُ أحلامي
إذ كان لها أنْ تخذلني ..
ولم يكنْ ثمة سِنان توجهت إلى مقتلي
لم أبذر يوماً أسئلة حيرتي
أوتُجرِّحني الأوْجَاع بفحشِِ غورها
لأبدو اليومَ مُثقلةٌ بالرضوضِ
يتعذرُ عليَّ كثيراً أنْ أكتُبَني
فأكتُبُ فجيعةً ليستْ تُشبهُني
وتضيعُ في محاملِ الريح حقيقتي
فأُضيعُني..
أضيعُ..
وأضيعُ..
وأختفي