عَــــــــــــــــــــــودٌ الى الـــــــــــــذات...................!
عَـوْدٌ إلى الـذّات!
ماحَدَثَ في فلسطينَ وبَعدَها في العراق ....وأخبراً في سورية ، كانَ على نفْسِ (عبد الله) هَوْلَ مفاجأةٍ واضطرابَ يَقين … فاخْتَلَّتِ الـــذّاتُ وضَلّتْ.. واعتزلَ( عبد الله ) النّاسَ وانعزَل، وانقَطَعَ عَنِ صِلتِـهِ وصَلاتِهِ في الحَرَمِ الشّريف ، ولكنّ دموعَهُ لمْ تَنْقَطِعْ مِنْ مآقيهـا , فَهَطَلَتْ حروفاً تنطِقُ بسؤالٍ جَريح :
لِمَ كــلُّ هذا بالمؤمنـين ياالله ….؟!
وبَيْنا هو قابعٌ في صمْته وشُروده ، وَصَلَ إلى سَمْعِهِ مِنْ مِذياعِ جاره ، آيةٌ يتلوها قارئ:
( أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكوا أنْ يَقولوا آمَنّا وهُمْ لايُفتَنون * ولَقَدْ فتنّا الّذينَ مِنْ قبلِهِمْ فلَيَعلَمَنَّ اللهُ الّذينَ صَدَقوا ولَيَعْلَمَنَّ الكاذبين). ص.ا.
فانتَفَضَ (عبد الله) وأصْغَى إلى ماغَفِلَ عنه في كتاب الله … وعادَ إليهِ لِيَقْرأ المزيد ، فقَرأَ وفَكَّرَ..ونَدِمَ واستَغْفَر ، وهَلّلَ ثمَّ كَبَّر ، وهامَ على وجهِهِ إلى وِدادِ الله .. كَعْبَةِ الله … لِيُصَلّــي ويَطوفْ ..وراحَ في غَيبوبةٍ عنِ الدّنيا الغَرور ، وتَماهَى في رِحابِ
الله مُنادِياً :
وَدود … وَدود … ياذا الرّحمةِ والجود .. إنّي إلى الّذات أعود… وَدود .. وَدود ….
هَجَرْتُكِ يا(وِدادُ) بِلا صِــلاتِ
فلاوَصْـلٌ تُواصِلـهُ صَلاتـي
وقَدْ شَيَّعْـتُ بَعْدَكِ خَفْقَ قَلْـبٍ
فَهَـلْ نَدَمٌ سًيُحيـي خافِقـاتي؟
فَمُنّـي ياوِدادُ بِطِيـبِ عَفْــوٍ
فإنّ العَفْـوَ… رُوْحٌ في رُفـاتي
ذَكَرْتُـكِ كَعْبَـةً أرنـو إليهـا
إذا ما الفَجْرُ أيقـظَ حالِمـاتي
فألثـمُ فيـكِ ثَغْـراً حاتِميّــاً
تَفتَّحَ وَرْدَةً لِـذوي الصِـلاتِ
وأسْكُبُ أدْمُعي في خَيْـرِ بـابٍ
لَعَـلَّ الدَّمْعَ يَغْسِلُ نائبـاتي
وأزرَعُ قُبْلَـتي فـي طُهْرِ حِجْرٍ
لعَـلَّ الطُّهْـرَ يُطْهِـرُ سَيِّئـاتي
ذّكَرْتُكِ بعدَما الدُّنْيـا ابتَلَتـني
بإحبــاطٍ يَجوسُ مُحَرَّمـاتي
فإنَّ اليـأسَ حَطَّمـني فُتاتــاً
ولَمْ تَرْحَـمْ أظافِـرُهُ فُتـاتي
فَـرَوّي العَـزْمَ مِنْ وِرْدٍ رَوِيٍّ
شِفـاهٍ ساقِيــاتٍ شافِيـاتِ
لَعَلَّ اليـأسَ يَبْسُمُ إنْ تَـرَوّى
فزَمْـزَمُ رَحْمـةٌ فـي نابِعـاتِ
سَأُبْحِرُ في مُحيطِـكِ ياوِدادي
طَوافـاً تَسْتَنـيرُ بِـهِ حَيـاتي
وأسْعَى (سَبْعـةً) مَسْعَى اعتِمارٍ
لـ(مَرْوَةَ) و(الصَّفا) حِبِّ السُّعاةِ
فما الدُّنيا سِوَى أطيـافِ وَهْـمٍ
كَوَهْمِ الحُلْـمِ في عَيْنِ الغُفـاةِ
فَرِفقــاً يامَلاذي بالمُعَنّــى
فإنَّ الهَجْـرَ فَجَّـرَ دامِعــاتي
فهـا قَدْ عُدْتُ مِنْ تِيْـهِ المآسي
وعَـوْدي قَدْ أعادَ إليَّ ذاتـي
وها قَدْ عُدْتُ مُرْتَجِيـاً وِصالاً
إذا ما الفَرْضُ أذّنَ للصّـلاةِ
عبد المنعم (محمد خير)إسبير
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|