[عبد الحافظ بخيت متولى]

يبدو أن عدم التفريق بين ثقافة الشعوب التي تشكل واعيتهم وذاكرتهم وبين ثقافة الفئات المتخصصة التى تضعهم تحت نوع واحد من الفكر يخلصون له ويلتزمون به حتى ولو كان ضد طبائعهم الثقافية والبشرية لأنهم سلّموا ولاءهم لتيار معين , وهذه الإشكالية تطرح نفسها بقوة الآن بعد صعود تيارات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم فى بعض البلدان العربية بدأ يفرض منطقه الثقافي والأيديولجي ضارباً بالعمق الثقافي للشعوب عرض الحائط ’ فلقد استطاعت هذه التيارات بقوة ما تملك من تفوق سياسي أن تفرض منطقها الخاص على حساب منطق العامة وأن تحاول أن تمحو الذاكرة الثقافية فى برهة من الزمن
لقد تم إزالة تمثال طه حسين من الميدان الموضوع فيه في محافظة المنيا مسقط رأسه بمصر دون مقدمات أو أي مبرر, طبعا السبب معروف فالتيارات الإسلامية تكره طه حسين منذ أن أنكر عليه أسلافهم كتابه الشهير "الشعر الجاهلي" وبالرغم من أن الكتاب يقدم رؤية عقلانية لقراءة التراث في غمرة التنوير والتحديث للثقافة العربية والتى كان يسعى إليها طه حسين إلا أنهم لم يعوا ذلك لأنهم بعيدون عن منهج التفكير ، مؤمنون حد الاعتقاد بمنهج التسليم , وطه حسين الذى أعاد تشكيل الثقافة العربية منذه حتى الآن لم يكن ملحدا ومن يقرأ كتابه " الشيخان" يكتشف عمق إيمانه ومن يقرأ كتابه " على هامش السيرة" يدرك عقلانيته فى التعامل مع الدين الإسلامي العقلاني بطبعه ومن يقرأ كتابه " حديث الأربعاء" يعرف مدى رؤيته العصرية للتراث الأدبي العربي ’ هذا هو طه حسين الذى استحق أن يخلده التاريخ ليس بوجود تمثال وإنما بوجود تراث أدبي وفكري وفلسفي خلفه طه حسين لتتزود منه الثقافة العربية ’ وما التمثال إلا اعتراف بوجوده فى الوجدان الشعبي المصري ودوره المهم فى إعادة تشكيل ذاكرة الثقافة العربية ’ ولم المنطق الإيماني الآن ولا المنطق العقائدي يسمح لنا - فى ظل تطور العقل العربي والخطاب الديني - يسمح بعبادة الأصنام ومن يعتقد فى ذلك فهذا هو الجهل بعينه والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : أنتم أعلم بشؤؤن دنياكم" وهذا القول يفتح الباب واسعا أمام ما يستنبطه العقل البشري من تطورات عقلية وفكرية تتفق وجوهر الإسلام فى كل زمان وأتصور أن إزالة تمثال طه حسين وتشويه تمثال أم كلثوم التى ما زالت أيضا تحيا بقوة فى الوجدان العربي يدل على سطحية الفكر لأن هناك من الكتب المنتشرة بين أبناء العرب والتى تلعب دورا فاعلا فى تحريف هويتهم وانتمائاتهم ما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الثقافة العربية التي تضرب بقوة ويُسعى لتفتيتها وهدم هويتها ويشكل أيضا خطرا حقيقيا على الخطاب الديني نفسه والانتماء العقائدي فلا إزالة تمثال طه حسن ولا تشويه تمثال أم كلثوم يحلان معضلة مستقبل الثقافة .
وأما يخرج علينا من يعتبر أن الهرم مجرد صنم هايف فتلك نظرة دونية لرموز الحضارات الفاعلة فى تشكيل واعية الشعوب وهذا أيضا يدل على جهل عميق بمعطيات الحضارة الفرعونية التي لا زالت تحير العقول حتى الآن فضلا عن إجحاف فى الفكر نرفضه ولا نقبله فسيظل الهرم شامخا ومؤشرا على بقاء هذه الحضارة ونقائها الفكري والثقافي والعلمي وتفوقها ما بقى الهرم .
كل هذا مؤشر مرعب لتصورنا أننا سوف نعود فى المستقبل إلى الوراء بزاوية 180 درجة وأن مستقبل أبنائنا مهدد بالدخول فى العصور الوسطى من جديد وبدلا من أن نقرأ الطبيعة قراءة مباشرة ونحاول أن نكتشف قوانينها لنحقق الرفاهية والتقدم نرتد لنهتم بوجود صنم هايف أو نزيل تمثال طه حسين أو نشوه تمثال أم كلثوم أو نحطم الرموز من خلال عدم الفهم وغياب منهج التطوير والركون إلى تقديس السلف ويغيب عنا أن ثقافة الشعوب الكامنة فى الوجدان سوف تظل باقية وتنتصر فنذور اليوم هى قرابين الأمس

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]محزن ماقرأته هنا عن تمثال طه حسين.أتساءل كيف يمكن للحقد أن يتغلغل في بعض النفوس لحد إيذاء تماثيل أعلام كطه حسين ومع ذلك نراهن على وعي النخب المصرية من أجل رفض كل سلوكيات تعيد مصر القهقرى و التنبيه وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
الأهرام كانت قبل الفتوحات الإسلامية ولم يمسها المتعاقبون على مصر من حكام وفاتحين فكيف يجاهر اليوم أحد أو حتى يسر بما يؤذي تراث وكنوز مصر.
من حق المصري حين يسمع أمورا كهذه أن يستنكرها بأعلى صوته، هذا إن لم أقل من حق كل إنسان أن يستنكرها فكنوز مصر التاريخية تراث إنساني له محبوه عالميا وقد ساعد العلماء في كشف خباياوألغاز وأمور كثيرة وأعلام مصر من الأدباء والشعراء قدموا للثقافة العربية مايسمح بتوقيرهم أسماءً ورموزاً.
تحيتي لك أستاذ عبد الحافظ وكل الخير أتمناه لمصر ولك.[/align][/cell][/table1][/align]

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]تحياتي لك أديبنا العزيز أستاذ عبد الحافظ
طرح بغاية الأهمية يهمني جداً أن نتحاور ونفكك ونفهم هذه الثقافة الدخيلة التي تقزم الإسلام
سأعود لاحقاً فلا شك لدي الكثير مما يمكن طرحه ونقاشه
عميق تقديري لك[/align]

[عبد الحافظ بخيت متولى]

الأستاذة نصيرة
مهما يتصور البعض أن يستطيع زحزحة الثوابت فهو واهم وإن تمت إزاحة تمثال طه حسين تحت سمع وبصر محافظ المنيا بمصر حيث مكان التمثال قريب من مبنى المحافظة فهذا اتجاه يبدو أنه سوف يسود وربما كان الدور على الرموز الأخرى وهذا مؤشر على محو معطيات التنوير ووضع الشعب فى زواية الفكر الأحادى قهرا وهذا يعنى خلط الأوراق بدون وعى ومخيف أيضا والغريب أن المثقفين فى مصر اكتفوا بالصراخ على الفيس بوك والصحف والإعلام دون تحرك حقيقي او دور بارز يحمى الثقافة بشكل حقيقي
شكرا على مداخلتك الراقية والتى أسعدتنى كثيرا

[عبد الحافظ بخيت متولى]

الأستاذة نصيرة
مهما يتصور البعض أن يستطيع زحزحة الثوابت فهو واهم وإن تمت إزاحة تمثال طه حسين تحت سمع وبصر محافظ المنيا بمصر حيث مكان التمثال قريب من مبنى المحافظة فهذا اتجاه يبدو أنه سوف يسود وربما كان الدور على الرموز الأخرى وهذا مؤشر على محو معطيات التنوير ووضع الشعب فى زواية الفكر الأحادى قهرا وهذا يعنى خلط الأوراق بدون وعى ومخيف أيضا والغريب أن المثقفين فى مصر اكتفوا بالصراخ على الفيس بوك والصحف والإعلام دون تحرك حقيقي او دور بارز يحمى الثقافة بشكل حقيقي
شكرا على مداخلتك الراقية والتى أسعدتنى كثيرا

[عبد الحافظ بخيت متولى]

الأديبة السامقة الأستاذة هدى
شرفنى جدا حضورك الراقى جدا وأتفق معك فى أننا بحاجة إلى حوار هنا حول مايجرى الآن على الساحة العربية ونحتاج إلى أن نفعل الوعى الثقافى بحيث يكون حائط صد لهذه الهجمات غير الواعية وبانتظار حضورك المشرِّف لاشك سيدتى الفضلى الكريمة

[ليلى مرجان]

حقيقة هذا الأمر يلزم له تكثيف السواعد الثقافية العربية لمحاربته
بشكل يعيد للرموز المطاح بها مكانتها
فلا يمكن أبدا الوقوف صامتين أمام هذا العمل المشين
للإطاحة برموز لعبت دورا كبيرا في إثراء الثقافة العربية

[حسن ابراهيم سمعون]

الأستاذ الحافظ أيها الهرم ياابن أم الدنيا , وهبة النيل على ذمة هيرودوت ... وفيلون الجبيلي ..
اسمح لي أن أنحني أمام الشعب المصري العظيم ....الذي أنتج منذ آلاف السنين حضارة من أعظم حضارات العالم ,, إن لم تكن أعظمها
ولولا الخوف من الغلو , لذهبت مذهب إحسان عبد القدوس , ولقلت بأن أسلافكم هبطوا من السماء ..
ويكفني أن أحترم العقل الجمعي لألفي نحات ,, بدعوا أبي الهول , بانسجام , وبمقاييس واحدة , ناهيك عن فلسفته , ودرب سقارة
الممتد من بين ذراعيه , ورأسه المتجه صوب برج آدم , وجسده الممتد صوب برج الأسد , برزنامة فلكية لا تتحقق مصفوفتها النجمية
إلا كل 24660 سنة ,,, أو تقاويم الكوى بالأهرام ,,,
أحترم , وأرى نفسي هباء أمام هذا العقل البادع المبدع ..
لكن ؟؟؟؟ مالعمل حيال قوى الظلام , والتكفير ,, الذين أثقل عليهم رأس أبي العلاء ..
مع المحبة والاحترام
حسن إبراهيم سمعون

[عبد الحافظ بخيت متولى]

المبدعة الجميلة الأستاذة ليلى مرجان
أتفق معك فيما يخص تكثيف الجهود لكن للأسف موقف المثقفين أصبح غائما وغائبا فلم يتحرك أحد حتى الآن ويبدو أن الأمر سيتفاقم إذا لم يجد أصحاب التيار الاسلام السياسى معارضة جداة وفكر قادر على تحريك الناس
شكرا لمداخلتك الراقية

[عبد الحافظ بخيت متولى]

أخى الحبيب الرائع الأستاذ حسن
يبدو لى أن الحس الحضارى مشترك بين أبناء الشعوب لذلك لايشعر بقيمة الحضارة إلا من خرج رحم الحضارة أيضا وما سطرته هنا يدل على وعى عميق بالحضارة التى تسكنك أيضا ونيابة عن كل مصر أشكرك على هذا الوعى الجميل بقيمة الحضارة المصرية القديمة
كل محبتى لك ايها الفينقى السامق العظيم