التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,393,646

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 02 / 2013, 51 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
رشيد قوارف
يكتب القصة القصيرة و الشعر و المقال
 





رشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

البريئة

كانت السماء ملبدة وتنذر بسقوط المطر ، والرياح تعصف بشدة ، تكاد أن تقتلع جذور الأشجار وأوراقها تتناثر في كل مكان .
القرية تبدو كأنها مهجورة ، لا تسمع سوى عواء الذئاب ونباح الكلاب ، معظم السكان يغطون لحظتها في سبات عميق بعد نهار كله كد وشقاء ، وكان كوخ عمي سليمان الهش ، العتيق والمتهرئ يكاد السيل أن يجرف أوتاده والرياح تكاد أن تقتلع سقفه ، تنبعث منه أشعة نور خافتة أنها شمعة أشعلتها ابنته إيمان التي كانت تحاول الاستسلام للنوم ، لكن لم تستطع إغماض جفنيها ، تكتم ألامها وأوجاعها التي ازدادت ، وشعرت بدوار عنيف وصداع في رأسها وحمى لا تنتهي وآلاما في بطنها كأنها ابر توخز جسمها النحيف لا تريد إيقاظ أهلها من نومهم بعد التعب والعمل الشاق في النهار.
بين لحظة وأخرى تسمع أنين وآهات في الكوخ ، فاستيقظت الأم فزعة ، مسرعة فوجدت إيمان تتألم في صمت هذا الليل الرهيب ، فأحضرت الأم منديلا تغمسه في الماء البارد وتضعه على جبين إيمان لعله يخفف من ألامها ويخفض درجة حرارتها ، لكن هذا آل دون جدوى .
ايقضت الأم ابنها مسعود الذي يكبر إيمان بسبع سنوات وقالت له :
أختك مريضة يلزمك أن ترافقها إلى المستشفى بالمدينة.
_ في هذا الليل الحالك !
_ نعم حالتها لا تبشر بالخير.
فارتدى مسعود ملابسه التي تبدو بالية وملامح الوقار والثقة بالنفس والهدوء تبدو على وجهه ، عيناه توحيان بعمق التأمل والشجاعة .
خرج مسعود وإيمان من الكوخ والشمعة في يد الأم التي كانت توصي مسعود على أخته ، فسارا سويا ، وهو يفكر في هذه الرحلة التي لا يعرف مصيرها بين أشجار القرية الموحشة والظلام الدامس ، والكلاب الضالة التي تثير الرعب والخوف في قلبيهما ، مازلت إيمان تتألم ، الحمى والصداع وآلام في البطن ، لكن صبرها فاق آلامها حتى وصلا إلى محطة القطار.
ركبا القطار، ومسعود صامت لا يتكلم عيناه تحدق في أخته إيمان وهي تكتم آلامها في صدرها...ثم قال لها :
لا تقلقي تحملي قليلا ... لم يبق إلا مسافة قصيرة لنصل إلى المدينة ثم المستشفى.
ماهي إلا لحظات حث أعلن صفير القطار عن الوصول ، فكانت قاعة الانتظار مملوءة بالناس ينتظرون أهاليهم، فنزل مسعود وإيمان ليركبا سريعا سيارة أجرة.
_إلى أين تذهبان ؟
_إلى المستشفى .
دخلا إلى المستشفى بخطى متسارعة نحو قاعة الانتظار ، وانتظر قليلا ثم نادي الممرض هي يا آنسة دورك ، فدخلت إلى قاعة الفحص ، ومسعود ينتظر بقلق واستغراب حتى خرجت إيمان مع الطبيب والوصفة بيدها فقال الطبيب لمسعود :
_ألف مبروك زوجتك حامل، فنزل الخبر كالصاعقة على مسعود، زادت نبضات قلبه واحمرار وجهه وبرزت عيناه من شدة الدهشة كاد أن يغمى عليه لم يفهم شيئا ثم قال:
_لا باس يا دكتور ، شكرا على الجميل ، فنادي على أخته إيمان التي لم تعلم بما قاله الطبيب لمسعود ، هيا لنعد إلى القرية، قال لي الطبيب انك لست مريضة وإنما هو بعض الإرهاق وتحتاجين إلى بعض الراحة والهدوء فقط ، وصف لك بعض الأدوية المهدئة .
أوقف سيارة الأجرة.
_إلى أين تذهبان ؟
إلى محطة الحافلات...لكن إيمان قاطعته لم لنعود في القطار ؟ !
مسعود: الحافلة أحسن ومريحة أكثر من القطار، لا باس قالت إيمان !
ركبا في الحافلة متجهين نحو القرية ، والشر يتغلغل بداخله ويشعره بروح القتل ومسح العار ، مازالت تراكمات الهم والغم في نفسه ، وبدت ريح الغضب والقتل تهب في كيانه وبدا يحاور الذات : أنا ابن الريف من عائلة ريفية محترمة ذات تقاليد قروية راسخة يا للعار ماذا يقول عنا أهل القرية عند سماع الخبر ، إيمان حولت حياتها إلى قهر وخيال مرعب وجحيم اسود سأقتلها وادفن العار . ثم أمر سائق الحافلة بالتوقف لأنه لا يستطيع تحمل رائحة البنزين فنزل مع أخته .
سنكمل الطريق مشيا حتى القرية، إنها ليست بعيدة من هنا ، وهي لا تدري أن الموت يحوم حولها ، وهذا اليوم ستزهق روحها البريئة ، وتختفي ابتسامتها اللؤلؤية وستودع هذه الزهرة الحياة تحت تراب هذه الطبيعة الحزينة . بين الأشجار الكثيفة حيث ترى ولا يراك احد ، اخذ حجرا من الأرض وضرب بها رأس إيمان عدة مرات فسقطت مغمى عليها ، والدماء تجري على جسمها النحيف ، فهرب مسعود ويداه مخضبتان بالدماء وهو لا يدري أين يذهب ، بقيت إيمان ممدة على الأرض مغمى عليها بضع دقائق ثم استيقظت ، تشعر أنها انتهت ، تريد النجدة فلم تستطع حتى الصراخ ، استجمعت شجاعتها ونهضت تسير بخطى ثقيلة الهمة نحو النجاة لعلها تجد من ينقضها ، سقطت مرة أخرى فكان اجلها قد وصل في ذلك المكان ضاع زمانها وبسمتها لحظة غضب وتسرع من طرف أخيها مسعود .
بقع الدم على وجهها الطاهر يابسة ، امتزج الدم بشعرها الطويل ، و ثيابها تمزقت ، عيناها مفتوحتان كأنها تتأمل في تلك الأشجار و العصافير ، وجهها كان صافيا مثل صفائها ، جثثها ينبعث منها النور و رائحة الياسمين ، و فوقها تغرد العصافير كأنها في جنة النعيم
ماتت و انطفأ نور القمر الذي كان يضيء القرية ، ماتت و رحلت معها الابتسامة اللؤلؤية ....ماتت
و بعد أن عثرت الشرطة على الجثة و تحديد هويتها ، ابلغوا أهلها التي أثرت فيهم الصدمة ، و بعد التحريات القوا القبض على الجاني الذي كان في حالة يرثى لها و هستيريا و.... بعد تشريح الجثة من طرف ا لطبيب الشرعي تبين أن إيمان كانت أنظف و اشرف فتاة في القرية فلم تكن حاملا و إنما هو" ورم سرطاني "
في المحكمة بدا مسعود يصرخا أنا لست القاتل ... أنا لست القاتل....الطبيب هو القاتل .....الطبيب هو القاتل.
قوارف رشيد
عين التوتة- باتنة
الجزائر.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رشيد قوارف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 02 / 2013, 40 : 01 PM   رقم المشاركة : [2]
وسام أحمد
هيئة فيض الخاطر قسم " كلمات " خريجة تربية من الجامعة الاسلامية بغزة تكتب الخاطرة والقصة القصيرة

 الصورة الرمزية وسام أحمد
 





وسام أحمد is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: البريئة

قصة مؤلمة تعبر عن واقع مأساوي
الأخطاء الطبية التي قد تدمر أسرة كاملة
العقلية المتسرعة ومحاكمة وعقاب دون تأني
وغيرها من النقاط التي تنفتح قصتك عليها
سعدت بالقراءة لك
تقديري
توقيع وسام أحمد
 
بين ثورة أحرفي
وجنون صمتي أناورنفسي أنازعها
حتى لا أضيع بين طرقات البوح ..
أو أتعفن بين جدران الصمت ..
وبين البوح والصمت لي صولات وجولات !

نسماات نقية
http://www.facebook.com/pages/%D9%86...7095552?ref=hl
http://www.facebook.com/profile.php?id=100004393868829
وسام أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البريئة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية البريئة رياض محمد سليم حلايقه الرواية 5 15 / 10 / 2017 50 : 09 PM
رواية البريئة - رياض حلايقه رياض محمد سليم حلايقه نقد أدبي 5 09 / 05 / 2017 26 : 07 PM


الساعة الآن 51 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|