التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,846
عدد  مرات الظهور : 162,307,220

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 02 / 2013, 54 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
رشيد قوارف
يكتب القصة القصيرة و الشعر و المقال
 





رشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond reputeرشيد قوارف has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

الرحلة الابدية

الساعة تشير إلى منتصف الليل والنصف ، لم يعد اليأس إلى البيت ليست من عادته التأخر و السهر حتى هذا الوقت ، لعله أصابه أذى أو مكروه فان هذا الزمان لا يرحم ، وأهله لا يشفق ولا ينفق على احد كل تفكيرهم مادي ، وكيف تجمع الأموال حتى القتل من اجلها قالت إيمان !
لقد وعدته أن نخرج يوم الغد في نزهة إلى حديقة الحيوانات التي كان ينتظرها بشغف ويلح عليها دائما, لكن أين هو لم يعد بعد؟
كانت تنتظر و الصبر يكاد ينفذ من أنفاسها ، والأمل من روحها تروح وتجئ بخطى أليمة ، لم تغلق جفنيها ، كان النعاس باديا على عينيها التي احمرتا وتثاؤبها من حين إلى آخر ، وقلبها الرقيق بنبضات متسارعة ، الحيرة والحنين يسكنان في جسدها النحيف وهي تنتظر ...اليأس لم يعد بعد طالت مدة الانتظار ، فزاد خوفها على ابنها وهي تكتم في أنفاسها آلام الأمومة ، راحت بسرعة إلى الغرفة التي ينام فيها زوجها سعيد لتوقظه ، فوجدته في سبات عميق بعد العمل الشاق والمتعب في النهار ، لا تسمع سوى شخيره المزعج ، وأنينه الذي تعودت عليه إيمان ، ووضعت يدها الرقيقة الملساء على كتفه تحركه وهي تردد :...استيقظ، استيقظ يا سعيد ابنك لم يعد حتى الآن، نحن نقترب من آذان الفجر.
نهض من نعاسه محدقا في إيمان بعينيه البارزتين يبدو عليه التعب والفشل ، نظراته غامضة وقال لها باستغراب : ماذا تقولين ؟ !
_ الياس لم يعد حتى الآن
_كم الساعة ؟
_نقترب من آذان الفجر
_إلى أين يكون قد ذهب !
يمكن أن يكون عند عمته التي عادة ما يتردد إليها، ا والى بعض أفراد العائلة...لا...لا بصوت ندي ولطيف قالت إيمان ! انه يخبرني عندما يذهب إلى مكان.
ارتدى ملابسه التي تبدو أنيقة في صمت وهدوء ، غسل وجهه المنتفخ بالماء البارد ليتخلص من تثاؤبه ، خرج من المنزل باحثا عنه في هذا الصباح الباكر لعله يجد ابنه الوحيد مع أصدقائه الذين عادة ما يسهرون في الحي مع بعضهم يلعبون لعبة الدومينو أو يتبادلون أطراف الحديث بخصوص الرياضة و...................................
رجع سعيد إلى البيت والخيبة في قلبه ، وملامح الغضب تبدو على وجهه والحيرة ، والاستغراب في نظراته ، بحثت عنه في كل مكان ولم أجده حتى أني ذهبت إلى منازل أصدقائه
ولم يروه ، وإيمان تسمع في كلامه وهي تتألم على ابنها الوحيد الذي يمثل عندها كل شئ ، هو الحياة والأمل ،
فقالت لزوجها: لا نبقى مكتوفي الأيدي سنبلغ الشرطة باختفاء اليأس وإعطائهم كل المعلومات والمواصفات في انتظار البحث عنه.
بدأت تمر الساعات، وتنقضي الأسابيع، وتلتها الشهور فلا يوجد أي دليل أو اثر عن وجوده، وأمه إيمان تتألم في صمت رهيب وحزن عميق.................وهي تردد :
الياس ...الياس...الياس...
في ظهيرة احد الأيام رن الهاتف فرفع سعيد السماعة بسرعة.. الو ..من ؟ معك الشرطة ، لقد عثرنا على جثة لمراهق بمحاذاة الوادي الذي يبعد عن البيت ببضع أمتار ، تعالى لتراها بنفسك لعلها تكون لابنك الياس ، فانتابه الخوف والرجفة ، تكاد أن تنقطع أنفاسه من جسمه البدين ... سآتي حالا! من قالت إيمان في حزن وصمت ؟ ماذا قالوا لك ؟
_أنا ذاهب للشرطة سأعود .
_سآتي معل وهي شاردة الذهن ، خائفة من الأخبار غير السارة فذهبا سويا إلى الشرطة ثم المستشفى بسرعة فائقة لما أخرجت الجثة من مصلحة حفظ الجثث ، ونزع عنها الغطاء كانت متعفنة جدا ، منتفخة الوجه باردة بقع زرقاء تظهر على بعض أنحاء الجسم ، الخدوش تظهر على خديه وبعض أنحاء جسمه ، معصب العينين وضمادة كبيرة تحت إبط الجثة ، لقد خدروه وانتزعوا منه كليته ، آثار العملية مازالت ظاهرة على جسمه ،براءة استسلمت لنوم الأبدي عنوة عليها ، لم تكن تدري بمصيرها وقدرها ، براءة لم تعرف يوما أن هناك بشر يفترسون البشر .
لما تعرفت إيمان على الجثة أنها لابنها الياس لم تستطع تمالك أنفاسها وبدأت تصرخ وتنوح على ابنها المنكل بهذه الطريقة الشنعاء ، فأغمي عنها وسعيد أجهش بالبكاء والدموع أخذت طريقها على خديه وهو يصرخ بصمت في أعماقه ويردد :
ذهب الأمل ، اغتيلت الحياة ، ومات الأمل ، انتهت الحياة..... انتشر الخبر كالبرق ، فشاهد الناس التلفزيون واستمعوا للمذياع ، وقرؤوا الجرائد عن اغتيال البراءة الياس بطريقة شنيعة تهتز منها الأجساد ، وتشمئز منها النفوس ، فأصبح هذا الخبر المؤلم الحزين على أفواه كل الناس صغيرا وكبيرا......
سارت الجموع وراء الجنازة في موكب رهيب وحزن اليم يتقدمهم أبوه السعيد الذي كان خفيف الروح و الظل ، ابتسامته العريضة التي لا تفارق شفتيه ، وجهه الوسيم ، نظراته البريئة ، عيناه العسليتان اللتان كنت دائما انظر إليهما ، و هي تقلب في صفحات دماغها تذكرت تلك النزهة التي وعدت بها ابنها إلى حديقة الحيوانات ، لكن الموت سبقها إليه ، و أخذه إلى رحلة أبدية و هي تبكي الياس ....الياس.كان في حالة يرثى لها وتلاميذ ومدير المتوسطة التي كان يدرس بها ، وربما يكون الجاني حاضرا في الجنازة ، وكان البيت مكتظا بالنساء يقدمن التعازي لإيمان ويواسونها في محنتها التي إصابتها ، ويخففن عنها آلامها المريرة التي لا تنتهي ، فتكلمت إحدى النسوة بصوت خافت وحزين : لا تحزني ، واحتسبيه عند الله ، أن الله سيعوضك عنه وهن لا يعلمن ماتعلم إيمان انه هو الأول والأخير لأنها لا تستطيع الإنجاب بعد الياس ، وهي تتمتم وتقول : الياس تلك البراءة التي اختطفتها من بين يدي أيادي الغدر والإجرام وهي تبكي ...
كان خفيف الروح و الظل ، ابتسامته العريضة التي لا تفارق شفتيه ، وجهه الوسيم ، نظراته البريئة ، عيناه العسليتان اللتان كنت دائما انظر إليهما ، و هي تقلب في صفحات دماغها تذكرت تلك النزهة التي وعدت بها ابنها إلى حديقة الحيوانات ، لكن الموت سبقها إليه ، و أخذه إلى رحلة أبدية و هي تبكي الياس ....الياس.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رشيد قوارف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 02 / 2013, 54 : 01 PM   رقم المشاركة : [2]
وسام أحمد
هيئة فيض الخاطر قسم " كلمات " خريجة تربية من الجامعة الاسلامية بغزة تكتب الخاطرة والقصة القصيرة

 الصورة الرمزية وسام أحمد
 





وسام أحمد is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: الرحلة الابدية

قصة مؤلمة حقا
تجارة الأعضاء وإن كانت ليست شائعة جدا في وطننا العربي أو أنه يعتم عليها إلا أنها موجودة
وللأسف ضحايا ابرياء وألم لا يفارق الأحياء من بعدهم
تقديري لك
توقيع وسام أحمد
 
بين ثورة أحرفي
وجنون صمتي أناورنفسي أنازعها
حتى لا أضيع بين طرقات البوح ..
أو أتعفن بين جدران الصمت ..
وبين البوح والصمت لي صولات وجولات !

نسماات نقية
http://www.facebook.com/pages/%D9%86...7095552?ref=hl
http://www.facebook.com/profile.php?id=100004393868829
وسام أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الابدية, الرحمة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرحمة.. المغفرة .. العتق من النار .. ما هي الرحمة وماذا تفهم منها؟ هدى نورالدين الخطيب قاعة الندوات والمحاضرات 5 27 / 06 / 2015 52 : 12 AM
الرحلة فاطمة العقاد الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 03 / 04 / 2014 59 : 01 PM
الرحمة يا أمي فاطمة يوسف عبد الرحيم المسرحية 1 16 / 07 / 2013 13 : 04 PM
الرحمة ياسمين شملاوي القصة القصيرة جداً 23 02 / 10 / 2010 48 : 02 AM
الرحلة رقم 001 خيري حمدان الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 4 02 / 10 / 2009 23 : 04 PM


الساعة الآن 39 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|