[نوره الدوسري]

موزة و ثلاثة قرود

* أشرقت الشمس بعد يوم جميلاً ممطر ارتوت فيه الأرض وتفتحت الأزهار..

بدت السماء أكثر زرقة وصفاء

..وازدادت خضرة الأشجار ..وخرجت الأحياء من مساكنها وجحورها طلباً للرزق وتحصيل الطعام..

ومن خلف تلك الشجرة العالية ظهر ثلاثة من القرود الأول يدعى (لطيف) والثاني (طريف)

والثالث( ظريف)

كانوا يتضاحكون فرحين بهذا الجو المشرق و يتقافزون من شجرة إلى أخرى سعداء

بصداقتهم وأخوتهم وبينما هم كذلك إذا (بطريف ) يصرخ عالياً : موزة .. موزة !! - فقد عُرف بين

أخوته بحدة النظر-فقالوا : أين يا(طريف)؟

قال: في شجرة الموز القريبة من البحيرة.

حينئذ أخذ الثلاثة يقفزون مسرعين إلى أن وصلوا الشجرة لكنها كانت في مكان مرتفع و الموزة بعيدة عن متناول

أيديهم ...

فجلس القرد (طريف) وصعد فوقه القرد(ظريف) بينما القرد الأصغر (لطيف) صعد على الجميع

وقطف الموزة فرحوا جميعاً إلا أنّ (لطيف ) طمع بأكل الموزة بمفرده دون سواه.

قائلاً :. أنا الذي

قطفتها فهي لي أنا وحدي! !

بينما قال :.(طريف):. إنها لي فأنا الذي رأيتها بعينيّ وصعدتم

جميعاً على ظهري وتحملّت ثقل أجسادكم !! إنّها لي أنا،

صاح (ظريف ) بصوت عالٍ:. إنّها لي

فأنا تسابقت معكم وركبت فوق ظهر طريف وصعد لطيف عليّ ولأنّي كنت معكم رفيقاً استطاع لطيف أن يصل

إلى الموزة بسهولة.

-زاد الخلاف بينهم كلّ واحد من هؤلاء القرود الثلاثة يؤكد أنّ الموزة له وحده ..!!

في ذلك الوقت مّر قرد أكبر منهم سنّاً يدعى (مسرور) فطلبوا منه المشورة فنصحهم أن يتقاسموا فلم

تعجبهم المشورة ورفضوا جميعاً فالتفت إليهم مسرور قائلاً: اذهبوا إلى القرد العجوز(زعيم ) حكيم

القرود ورأيه وحكمه ينفذ على الجميع فهو يعيش خلف أشجار الكستناء العالية ، شكروا القرد

(مسرور) ورضوا بهذه النصيحة , قبض (لطيف) على الموزة بشدة وبدأوا يتقافزون من شجرة إلى أخرى

وهم يشتاطون غضباً ويزدادون طمعاً في الاستحواذ على هذه الموزة الوحيدة .

- وفي الطريق صادفهم سنجاب صغير معه حبة كستناء حصل عليها بصعوبة فأعطاها لسنجاب

صغير ضعيف جلس القرود الثلاثة يراقبون السنجابين بدهشة فاقترب (طريف) من السنجاب وسأله قائلاً :

. لماذاأعطيت السنجاب الصغير هذه الكستناء رغم أنّك محتاج إليها ردّ السنجاب:. هذا السنجاب جائع

وضعيف وأشد حاجة مني إليها فأعطيته إياها.

-قال (طريف) للقرود :. كم هو رائع ماحدث بين السنجابين الصغيرين ونحن كبار وقادرون على جمع رزقنا

لم نفهم أن الايثار بين الأخوة والأصدقاء أفضل من النزاع والطمع ! فرد(ظريف) وهويضع أصبعه على

رأسه :.
فهمت الآن كلام أمي وابي عندما قالا إنّ الإيثار يجمع بيننا والأثرة تفرّق بيننا وتجعلنا متباغضين . ضحك

(لطيف)

وهو يمسك الموزة وقال :. فهمت الآن معنى الإيثار من السنجابين الصغيرين ولكن ماهي الأثرة؟؟ قفز

( طريف) من
الشجرة وضحك قائلاً :. الأثرة هي عندما أراد كلّ واحد منا أن يحتفظ بالموزة لنفسه دون أن يشعر بحاجة

أخيه

!! ضحك( طريف) و(ظريف) بعد أن قسم لطيف الموزة بالتساوي بينهم فوضع في فم( ظريف) قطعة وفي

فم (طريف )

قطعة وفي فمه القطعة الثالثة ...حمدوا الله بعد أن تعلّموا درساً كبيراً من سنجابين صغيرين.

بدوأ يتقافزون ويلعبون حينئذ رجع لطيف إلى الوراء ومن شدة الضحك إذا به ينزلق بقشرة الموزة ويسقط بعد

أن

نسي أن يبعد القشرة عن الطريق ضحك الجميع ضحكات عالية وقد بدوا سعداء متفقين كما كانوا من قبل .

من مجموعة ( زهوة وسرب ) الحائزة على جائزة المركز الثاني في مسابقة النادي

الادبي في جازان 2004

[رشيد الميموني]

مرحبا بك أختي نورة ومرحبا بهذا النص الذي سيثري حتما خيالات صغارنا ويحفزهم على الاقتداء بالمغزى العام للحكاية .
تحية مودة وتقدير .

[نوره الدوسري]

الاستاذ الاديب // رشيد الميموني

تشرفت بهذا الحضور المقدر والذي اتشرف دوماً

ممتنة لك وشاكرة عبقك

تقديري

نورة الدوسري

[محمد الصالح الجزائري]

نصّ يشعّ بالحركة والحياة وسرد غاية في العذوبة.. مازال يروق لي كلما قرأته..شكرا لك أختي الغالية نورة الدوسري على هكذا متعة..

[نوره الدوسري]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري نصّ يشعّ بالحركة والحياة وسرد غاية في العذوبة.. مازال يروق لي كلما قرأته..شكرا لك أختي الغالية نورة الدوسري على هكذا متعة..

استاذنا القدير // احمد الصالح الجزائري

تشرفت بهذا الحضور المقدر

وسعيدة برايك وقرائتك التي دبت الحياة في نص

موزة وثلاثة قرود

شكري وامتناني ايها القدير

تقديري

نورة الدوسري