[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/185984/vintage-floral-smoking-lady.jpg.gif');background-color:burlywood;border:4px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
أتقدم على استحياء وتردد وأعجز عن التهنئة بعبارة معتادة: "عيد سعيد " ولعله يكفي في مثل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا أن أقول لكم كل عام وأنتم بألف خير.. تقبل منكم الطاعات وجعلكم من عتقاء الشهر الكريم.. كل عام وأنتم أحياء يصحبكم الأمل بفجر يشرق ذات يوم على عيد هذه الأمة..
وكما كتب أبي الأديب والشاعر نور الدين الخطيب ذات نكبة وهو في السادسة عشر من عمره : (( علام أتيت يا عيد فتبكينا ......))
عيد بعيد وأطفال هذه الأمة بدل أن يغزلوا فرح العيد كما يحق لأطفال العالم تغزل دمائهم لون الموت و حرقة الجراح واليتم والتشرد والنكبات التي لا تنتهي منذ أن نكبت هذه الأمة بقدر أممي ومرض خبيث إما أن نستأصله أو يقضي علينا اسمه " إسرائيل " وجاءت معها المؤامرات والخسائر والنكبات والخيانات، واستقر الظلم في ديارنا والغدر والمتاجرة بالأوطان...
الشهر الحرام سفكت به الدماء الحرام أنهاراً ومليارات العرب تضخ لسفك دم الحرية والأمل بغد أفضل، ومع رمضان جاء انقلاب وبوادر حرب أهلية في أم الدنيا وعلى مشارف انقلاب في الخضراء واليمن يدمر والقضية الفلسطينية تصفى نهائياً وتهويد القدس يضع لمساته الأخيرة وسوريا ما زالت تغرق في بحر من الدماء.. وألف جرح يا وطني في صدرك وفي نحرك والعيد بعيد!!
بعيد لم يزل فجر العيد ومثل كل طفل ينتظر العيد بلهفة وشوق.. طفل عالي الجبين ذكي الملامح بريء القسمات واسع العينين عربيهما، أطفال صغار بعمر الورود وأطفال مثلي ومثلكم لم يزل يسكن في داخل كل منا الطفل الذي يحلم بالعيد وبتسلق قوس قزح وضحكة من القلب تغزل للعيد ثوب الفرح...
مضى رمضان هذا العام حزيناً من شدة ما عانى في بلاد المسلمين من جرأة على الشهر الكريم بسفك الدماء والتآمر واستباحة كل محرم، فهل يحق لنا بعد كل هذا أن نقول عيد سعيد؟!
لكن الشهر الكريم رغم كل ما عاناه في نزوله علينا ضيفاً هذا العام ، وجد الكثير من المؤمنين الذين أحسنوا وفادته بالصيام والقيام والزكاة وقراءة القرآن ، وهؤلاء هم ضيوف الرحمن وعتقاء الله سبحانه في الشهر الكريم ونحن وأنتم منهم بإذن الله – لهؤلاء – لكم أقول:
كل عام وأنتم بألف خير وفطر مبارك وأمن وسلام وحرية في الدنيا ورب كريم رحمن رحيم وعتق من النار وجنة عرضها السموات والأرض في الآخرة بإذن الله
بالأصالة عن نفسي وعن أسرة نور الأدب وبالنيابة عن شاعرنا الحاضر الغائب
هدى نورالدين الخطيب / طلعت سقيرق [/align][/cell][/table1][/align]