[frame="10 98"]تحلمُ ودودة كشالٍ أليف بفصلٍ يُمطر عطراً مرهفاً مرفوقاً بصوت احتراق الحطب في المدفأة
العطر أنهكه الأرق،
والقارورة تكاد تختنق.
الغابة طالها الصداع. ذلك الحطاب الذي انشغل عنها بالتأليف لم يعد يتحكم في نبضه، لقد استسلم لحركة العربات وجنون الغجـر . يُشعلون النار لتدفأ حياتهم البائـسة، يكذبون ويفشلون. يوقعهم المُرّ في الحلو، والحلو في المر ويستسلمون .
في آخر تَوقف لهم عند صهيل الحصان الفجائي، وانتباههم لنور القمر الفاضح كان بإمكانه أن يخلد للنوم قليلا لكنه لم يفعل. أشعل ثأرا قديمـا، وشحذ السكاكين لترقص الفتنة والشجاعة محمومتين سال قليل من الأحمر في الصفحة.
ــ '' كيف أُحِبُّكِ والجـسر الغامض الذي تعبرين يعذبني وقلبك بوابـة سِحْر ؟ كيف أُحِبُّكِ ولغتك فاكـهة هربت من الجنة في فسحتها ؟ كيف أُحِبُّكِ؟ ''
شرَّد الغجر في رحلة جديدة، وبدأ يقطع الأشجار خلفهم .
ضحك الخريف لسقوط السَّرو ودفعه بلؤم نحو السؤال مجددا '' كيف أُحِبُّكِ ،وأنت تُنادين الريح لتأتيك كعَادَةٍ هادئة تبعثرني؟ وأنت من خيالي تطلعين وإليك تعودين؟ حبيبتي التي تُتْقِنُ أن تكون حبيبتي ، لاأعرف كيف أحبها، كيف أحبك؟".
لم تتحمل قاروة العطر ضغطـها, صرخت بالليمـون والزهر الصغير الأبيض. أمـطرت بخفـة على الشال الأسـود. تبدلت رائـحة الخريـف قليلا، اتقدت الحواس أكثر مع غناء الحطب الذي وصل متقطعاً بنغم كصوت غجري بعيد مبحوح .
ليتها كانت تعرف من يكتب حكاية الرماد.
Nassira [/frame]
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: رذاذ عطر وأنين جمر
قصة أخرى..وأمنحك إمارة القصة!!! رائع جدا جدا ما نثرت..رائحة العطر وصلتني تحملها حبّات مطر آخر الخريف..شكرا لك أديبتنا الممطرة عطرا وسحرا كسماء جنّة من خيال شفيف...
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: رذاذ عطر وأنين جمر
ــ '' كيف أُحِبُّكِ والجـسر الغامض الذي تعبرين يعذبني وقلبك بوابـة سِحْر ؟ كيف أُحِبُّكِ ولغتك فاكـهة هربت من الجنة في فسحتها ؟ كيف أُحِبُّكِ
فعلا كما قال الأستاذ الجليل محمد الصالح الجزائري
رائع رائع ، مانثرت ، أنت
أميرة القصة
نصيرة الغالية
رائع ،
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
رد: رذاذ عطر وأنين جمر
الأديبة الرائعة نصيرة تختوخ...
قلمك له رنين ودفء يعكس الرضى في عين القارئ فيشفي الدمعة ولكن أشعر بالألم والحزن النسبي الراكد بأوعية روح الخريف ، ومدفأة الشتاء ، فالأغصان والأشجار الخريفية تجرح الحروف لتصرخ ، بقصة متماسكة جميلة ، من حيث اللغة ، وحروف بليغة هادفة وما يجعل القصة أجمل أن لها رونقا خاص ،ف ذاكَ التضاد والتزامن بين الفصول الذي عان منه البطل بشتائه القارص وخريفه الحزين، صور جميلة في إطار خلاب لحب انتصر عليه والتسلط فما كان حبه إلا هباء ووهم صدقه وما زال يكذب ذاك الحب أو العشق الذي وقع له رهينا حتى آخر العمر فحزن لحزنه وقصة حبه وانشواء قلبه بالجمر، أما أركانها تكاد تكون متكاملة لقصة قصيرة ، فالمشهد يختبأ في مكان ليرحل لزمن آخر مصطحبا معه الألم ، إن الهزيمة التي ألمسها في دمعة البطل وغموض محبوبته في البعد أو القرب نستدل به على الضياع الذي يعيش فيه ، إن صمتها هو عذابه وحبه هو أشواقه ، ولكي يصل إليها يحاول البحث عنها في كل مكان
وإن كانت في قلبه تلك القصة الرومانسية والدرامية .. تجعلني أُقِر أن -الكاتبة نصيرة -لها قلم يعبر عن تفاصيل تشمل القصة بقضية هادفة وإن كان فيها الرمز مختفي وراء سوار الكاتبة .. إلى أن هذا يجمل السطور ويعطيها تفاسير وألوان متعددة لتبدو لامعة فتثبت ، وكل ما ثبت هو الأجمل ...
نصيرة قرأتها وأعجبتني ولكن لم أتناولها نقدا شامل لي عودة بإذن الله لأنها تشدني وإن كان ذلك لأنها قصة لها جاذبية خاصة تنبثق من غصون حروفك ودفء قلمك
دمت في كل صباح ومساء حتى مطلع الفجر إلى لقاء آخر
لك أشواقي ونخيل رياضي
خولة الراشد