التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,867
عدد  مرات الظهور : 162,396,634

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > نقد أدبي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30 / 04 / 2010, 23 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
خالد أبو خالد
شاعر

 الصورة الرمزية خالد أبو خالد
 




خالد أبو خالد is on a distinguished road

قراءة ثانية في رواية حسن حميد تعاليْ نطيّر أوراق الخريف ـــ خالد أبو خالد

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]*منذ رواية /زينب/ لمحمد حسين هيكل، وحتى منذ ماقبلها، حيث أشارت د.بثينة شعبان إلى ريادة نسائية في كتابة الرواية قبل رواية هيكل، والرواية العربية تبلور صيغها.. ولقد تعددت هذه الصيغ، بتعدد الكتاب.‏
وإذا كان بعض هذه الصيغ، يصدر عن تجارب ذاتية، كما هو الحال في روايات عبد الله العروي مثلاً فإن الكثير منها قد صدر تحت تأثير المفاهيم النقدية الوافدة إلينا من الغرب، حيث كانت الكتابة الروائية الحديثة.. التي تعددت صيغها أيضاً بتعدد كتابها.. وأسست لنفسها أرضاً متنوعة الخصوبة والتأثير.. من الروايتين الفرنسية والإنجليزية، إلى الرواية الروسية التي أحدثت أعمق التأثيرات على مسار الرواية في العالم على الرغم من تعدد صيغها، بتعدد كتابها أيضاً.‏
ماينطبق على الرواية بصورة عامة، يمكن سحبه على الرواية التاريخية، داخل هذه الرواية ذلك لأن للرواية التاريخية إشكالياتها التي لم تعانِ منها الرواية عموماً.. نعني إشكالية العلاقة بالتاريخ من جهة، وتأريخية النص الروائي من جهة ثانية..‏
ولقد ظلت هذه الإشكالية، ومازالت قائمة في الرواية العربية منذ جورجي زيدان وصولاً إلى عبد الرحمن منيف، ونبيل سليمان، وناديا خوست مروراً عبر مرحلة الكتابة الروائية التاريخية التي عبرها نجيب محفوظ في رواياته الأولى وحتى مابعد الثلاثية.. وهي إشكالية ستظل موضوع بحث نقدي يبلور نفسه في سؤال حول كون الرواية موضوعاً تاريخياً مرجعياً، أو تأريخاً يأخذ شكل الرواية وله مرجعياته في كتب التاريخ.. حيث الوثيقة، هي الأساس كما هي الحفرية، أو اللقية أساس للتاريخ..‏
وإذا كان ماركيز قد صاغ رؤيته لتاريخية الشخصية الثورية، في روايته /الجنرال في متاهته/ والأحداث التي صنعته وصنعها، فقد قدم صيغة جديدة ومختلفة تحمل خصوصيته هو دون أن تظهر في الرواية المكتوبة بالإسبانية أو البرتغالية صيغة مماثلة لها... على الرغم من أن كاتباً مثل جورج /أماددو/ قد حاول ذلك في روايته المؤثرة /فارس الأمل/ وهي عمل يتسم بالشخصية الثورية -ويستعير من الثورة الصينية وقائعيته، ويؤسس على خيال الكاتب أحداثاً برازيلية، تطمح إلى فضاء يتجاوز البرازيل إلى أميركا الجنوبية برمتها إذا لم تخنّي الذاكرة، فقد قرأت هذه الرواية قبل مايزيد على ثلاثين عاماً...‏
مايسوّغ هذه المقدمة هو ماخلصت إليه من قراءات طويلة ومتعددة في حقلي الرواية ونقد الرواية، وهذه الخلاصة هي أن الرواية ليست شكلاً منفصلاً عن المضمون، كما أنها ليست شكلاً واحداً في مجمل الروايات، ولا حتى في روايتين تتناولان موضوعة واحدة هذا من جهة أما من الجهة الأخرى.. فإن الرواية التاريخية التي عثرت لنفسها على عدد غير محدود من الصيغ مازالت تضيف إلى هذه الصيغ.. صيغاً جديدة في كل يوم.. تتراوح جدتها، وجودتها من كاتب لآخر..‏
وإذا كانت، أو بما أن الوطن العربي، ومنذ ماقبل مولد الرواية العربية على أيدي روّادها. هو فضاء مولّد للتحوّلات على الأرض وفي الناس، فقد حدث هذا التوجه لتأسيس روايات على التاريخ.‏
وحسن حميد الكاتب العربي الفلسطيني الذي أصدر عدداً من المجموعات القصصية، في سنوات قليلة نسبياً قد استطاع أن يشكل حضوراً، في ضوء نتاجه القصصي المتميز.. محققاً نقلة نوعية في القص العربي الفلسطيني بعد مرحلة الريادة التي شكلها كل من سميرة عزام، وغسان كنفاني، ويوسف جاد الحق.. حاملاً هم شعبنا العربي الفلسطيني في أداء مؤثر، يتسم أيضاً برؤية نقدية تستدعي نقائض الأحزان، والخراب، والهزيمة في وقائع المسيرة العربية الفلسطينية، في علاقتها بالوقائع العربية المؤثرة سلباً أو إيجاباً في هذه المسيرة...‏
وحسن حميد الذي اتسعت رؤيته، لاحظ أن عبارته قد ضاقت عليه بسبب من هذا الاتساع... وهو الذي كأي من الصوفيين والمبدعين، الذين تتجاوز رؤيتهم النظر بالعين المجردة.. إلى حالة الازدحام بمعرفة التفاصيل، من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل، بمعنى أنه لم يعد مكتفياً بالعثور على الجزئيات للوصول إلى الكلي، كالفنان التشكيلي الذي لم تعد تقنعه اللوحة الصغيرة فذهب إلى الجدارية التي تتيح له أن يتعامل مع التفاصيل من حيث هي منظومة من العلاقات حيث يرتبط التفصيل، بالتفصيل، والتفصيل بالكل، ومجمل التفاصيل بالكل.. مما يضع المتلقي في المواجهة، وفي المناخ أيضاً..‏
ولأن حسن حميد ليس كاتباً متعاملاً مع الواقع من خارجه، كما أن تاريخه القصصي لم يبرهن على تلفيقية لديه، فقد وجد تجربته مرتبطة بالتاريخ حامل الأحداث التي جعلت منه لاجئاً عربياً فلسطينياً، فذهب إليه لامن أجل أن يفسره، وإنما من أجل أن يراكم إسهامه في الأدب من أجل تغييره.‏
ولكي يحقق هذا.. لابد من أن يكون ذا موقف نقدي من مجريات هذا التاريخ، بما مضى منه وبما هو راهن.. والراهن يغدو تاريخاً في اليوم التالي له بالتأكيد..‏
غير أن حسن حميد لم يستقطبه إغراء الوثيقة، بمقدار مااستجاب لمكونات الواقع من أحداث، ووقائع، وشخصيات... أما الفضاء الذي تحرك فيه، فهو الفضاء الطارئ والاستثنائي في الحياة العربية الفلسطينية، لا بمعنى الامتياز والتميّز في الواقع العربي المحيط، وإنما بمعنى المختلف بسبب من الكارثة التي كانت أساس إشادة المخيم... لا الإشادة به كلازمة غنائية، أو بطولية تحتوي عناصر من الصمود والمعاناة الملحميين اللذين يصبان فيما يمكن أن نطلق عليه بطولة بالفعل.. وهي بطولة مأساوية، تجعل من بطلها سائحاً باتجاهين وجهاهما النهوض، والسقوط، ولا وسط بينهما فالاستشهاد هنا يأخذ شكلاً إضافياً أيضاً على الشهادة التي يذهب إليها المقاتل مختاراً، فثمة شهادة خارج القصف، وخارج المعارك المباشرة بالرصاص، وثمة سقوط مفجع حتى داخل رداء الفدائي.. وهنا يكون حسن حميد قد وضع إصبعه تماماً على الإشكالية التي تعيد إلى الأشياء والأحداث منطقها من خلال الموقف النقدي الذي يرى إلى المقدس في قداسة الفعل به، لا الشكلية مشيراً إلى الظواهر.. ظاهرة.. ظاهرة، وهي بمجملها ظواهر قابلة لقبول بعضها، ورفض بعضها الآخر.. أو قبول جزء من هذا البعض وقبول بعضه.. دون انفصام في العلائق التي تنظمها.. والدلالات التي ترغب في توصيلها..‏
كتب حسن حميد، ثلاث روايات أسسها لا على التاريخ، وإنما على رؤيته هو للتاريخ.. الأولى كانت /السواد/.. التي لن أتوقف عندها بسبب من غياب نسختها بين يدي راهناً أما الثانية فهي /تعالي نطيّر أوراق الخريف/ بينما حملت الثالثة عنوان /جسر بنات يعقوب/ التي سوف أؤجل الحديث حولها إلى فرصة أخرى بسبب من ضيق الوقت الذي يجب أن يستوعب ثلاث مداخلات..‏
***‏
في الفصل الأول من روايته، يدخلنا حسن حميد بتكثيف شديد إلى مرحلة تأسيس المخيم، مع مارافق ذلك من معاناة يقابلها التعاطف من الجوار الأصيل، حيث المعاناة التي سببتها حالة الانتقال من الأرض، وأبنيتها الحجرية، والاستقرار الذي يميز حياة الريفيين إلى البيوت المؤلفة من الخيام، تحت رحمة الشتاء الذي يذكر كل من عايشوا تلك الفترة وعاشوها كم كان شتاءً قاسياً حتى عندما كان مجرد بخبخة إذ إن المقارنة الذهنية بين ماكان الناس عليه قبل الرحيل، وبين ماهم عليه بعده تفجر الدمع الذي مايلبث أن يُسقط على الشتاء باعتباره حالة الدمع التي تحيط بالمكان الذي راح يحفل بالموت الذي استضعف الأطفال حيث بلغت نسبة الموت أعلى نسبها في ذلك الزمن المتميز بالأواني الموزعة في أرجاء الخيمة لكي تلتقط ماء /الدَّلف/ حتى لايجري الماء تحت مفارش الأطفال، والكبار.. فلا طبّ ولا دواء، ولا ساتر، ولا ملجأ... ولا الإعاشة قادرة على تغطية الحاجة التي تحاول النساء تغطيتها بالبحث عن /الخبيزة/ واللوف، والهندباء، تلك الخضروات البريّة التي يعرفها الناس، والتي يلتقطها الكاتب من حفريات الذاكرة العربية الفلسطينية للدلالة على ارتباط الحال الراهن بالحال الماضي.. إذ ليست هذه الأعشاب إن في الروايات أو الواقع سوى وشائج تربط الناس بالوطن الذي أصبح بعيداً.. غير أن التقاط هذه الأعشاب من الأراضي المحيطة بالمخيم كان لها إشكالاتها التي لم تكن موجودة في الماضي، حيث كانت لكل أسرة عربية فلسطينية ملكيتها الصغيرة، وأرضها المشاع التي كانت حرة التصرف في التجوّل فيها، إما لزراعتها أو لالتقاط الأعشاب البرية التي كانت تشكل في مواسمها غذاءً أساسياً لها.. أما هنا، فإن هذا التجوال قد قلب ظاهرة التعاطف إلى ظاهرة نزاع.. لأن النساء والأطفال واصلوا التحرك في الأرض المحيطة، كما لو أنهم مازالوا يتحركون في أرضهم التي أصبحت بعيدة ونائية.‏
لقد رصد حسن حميد هذا التحوّل بدلالاته، كما رصد على امتداد الفصل الأول كافة التحوّلات التي مرّ بها المخيم، من الخيمة، إلى اللبن، ومن تحولات العلاقة مع الجوار من النزاع.. إلى الألفة التي جعلت من أبناء المخيم عمالاً في بستان الدبوسي أو بدأوا يعودون إلى بيوتهم محملين بالخضرة المنتجة بالزراعة.‏
وبتطور الحياة حول المخيم، أقيمت المعامل التي استوعبت أعداداً أخرى من أبناء المخيم. كما استوعبت بيوت دمشق أعداداً من البنات اللواتي رحن يعلمن في خدمة هذه البيوت من بداية أدراج البنايات.. وصولاً إلى كافة الأشغال المنزلية، مما كانت محصلته خراباً ناخراً في مجتمع المخيم، إذ تجلت ظاهرة البنات معطوبات الأنوثة.. كما في حالة /هاجر الشامان/ التي حاول أبوها أن يعيدها قبل أن تزلّ بها القدم فتطرد من بيت الشاب الذي تسبب لها في المأساة.. التي حولتها إلى نجمة في المخيم الذي راح أبناؤه يحلمون بها بعد أن أصبحت قدوة للبنات في اللباس والتجميل غير أنها عزفت عن الزواج من أي من شباب المخيم، فتزوجت حمو الكردي الذي قاوم الأب إقامته في بيته خشية على خصوصية المخيم لكن حمو تزوج منها في النهاية.‏
في الحاشية كانت ثمة شخصية أخرى هي خنيفس الطلال، الذي اكتفى من النكبة بالنكبة وراح يبحث عن سعادته الخاصة.. وكان خنيفس عازف المجوز الوحيد في المخيم، كما كان الوحيد من ذوي البشرة السوداء وكان صاحب فلسفة تقول بأن السياسة كالنفخ تماماً.. لاتعيد البلاد.. خاصة وهو الذي عاش المعاناة كاملة أيام دفن الأطفال في المكان الذي أصبح مقبرة موتى المخيم.‏
في الفصل الثاني.. يدخلنا حسن حميد إلى ذاكرة أم الشلبي.. التي تزوجت من مصطفى الذي دخل إليها دخول العاصفة، بدا غاضباً.. الحزن يفترش وجهه، حاجباه مكتظان، وشعر رأسه متطاير، وعيناه حمراوان.. وبصره لجوج لحوح..‏
أخذها بين ذراعيه، طواها على صدره وهو يسلّم عليها. (ص34).‏
لكن مصطفى الذي جاء كالعاصفة، غادر، بينما حملت أم الشلبي /شتوة/ جنينها... في حالة من الطمأنينة وفي الحاشية من هذا الفصل يعود الكاتب ليقدم لنا خنيفس وحكايته مع الجنيات اللواتي علمنه العزف على المجوز أيام رعي الجاموس -يعني في فلسطين-‏
في الفصل الثالث تعرف شتوة أم الشلبي.. الشلبي على أبيه الذي غاب.. وكيف ولدته في التبان /أو المتبن- كل هذا بنوع من التفصيل الذي يقابل ليلة الدخلة بتفصيلاتها.. وكما كان دخول مصطفى الأب متسماً بالأسطرة، كذلك جاء مولد الشلبي.. الذي قالت له أمه يوم ولدته بأنه أكل أخاه. وتنبأت أن لا آخرة له.. غير أنها ماتت قبل أن تعرف تحقق نبوءتها..‏
يعود حسن حميد في الفصل الرابع من روايته /تعالي نطير أوراق الخريف/، ليفصّل في أسطورة مصطفى الشلبي الذي رحل قبل أن يسمي ابنه بالشلبي فهو الرجل العملاق الذي نسجت حوله الحكايات إذ كان الرجل شهماً، وشجاعاً.. وغرائبي السلوك أيضاً.. إضافة إلى كرمه.. فهو وكما قيل عنه يعود في أصله إلى العماليق، لكنه وهو العملاق يتصرف تصرف الفرسان الصعاليك الذين يوزعون الخير على الناس الفقراء، كما فعل هو في قرية /الخالصة/ لكنه وفي الوقت نفسه كان رجل أرض عزَّلها من الحجارة.. وحرثها..‏
وتفاءل الناس بابنه الذين ظنوا.. أو أيقنوا أنه سيعيد زمن العماليق القدامى القادرين إذ كان شبيهاً بأبيه، وبموت أمه غادر المخيم إلى المخيم الآخر.. /حيث أنهى دراسته/ وصار معلماً.. يمارس قسوة شديدة على التلاميذ المقصرين.. أثناء هذه المرحلة من حياة الشلبي تحدث هزيمة 1967 فيلتحق الشلبي بالعمل الفدائي، ويرتدي البدلة العسكرية وراح يبرز كداعية من خلال كونه طالباً في قسم التاريخ بالجامعة.. وكان حريصاً على الانتماءات إلى الجذور العائلية لتلاميذه.. ثم مالبث أن غادر ليُعرف فيما بعد باسم /أبو حسن الشلبي/ مقدماً لتلاميذه وزملائه قدوة تحت مقولة الفدائية أهم من الاستاذية/ مما جعل حتى الكثيرين من تلاميذه فدائيين.. وقوداً للثورة، نارها.. وضوءها، حتى خنيفس الذي عمل في مهن كثيرة قرر أن يكون فدائياً.. فهجر عشيقته الهلالية.. وذهب إلى الفدائية..‏
تتتابع فصول الرواية وصولاً إلى أوائل السبعينيات.. حيث تكثر زيارات /أبو حسن الشلبي لمخيم جرمانا.. الذي راح أيضاً يشهد أولى جنازات الشهداء.. التي شهدت أيضاً عودة خنيفس الزمّار، بينما يعود العم عطية الذي كان مشروع فدائي ليعمل حارساً للمقبرة...‏
كل هذا والمخيم يتطور، وحسن حميد يرصد تطوراته وتغيراته من حال الزراعة إلى الصناعة حيث يتحول الشباب والنساء إلى عمال صناعيين مما يؤثر على المظهر والجوهر فيه كما لو كان يقدم بحثاً أكاديمياً في المخيم بصيغة روائية..‏
أما أبو حسن الشلبي، فالتحوّل الذي يعيبه يحدث بفعل عملية إفساد دُبرت له في بولونيا وقد كثرت سفراته إلى الخارج أيضاً، فتحوّل من فدائي إلى رجل علاقات خارجية في دائرة من دوائر الساحة الفلسطينية، حيث يعمل تحت أمرته رجل اسمه عبد الجواد، زوج أميرة، التي يستفرد بها أبو حسن الشلبي بعد أن راح يبعث بزوجها في مهام إلى الخارج.. صارفاً الموظف ناجي درويش أخيراً لتعيين امرأة مكانه، هي إلهام التي تقيم علاقات ثلاثية المحاور.. أو ربما أكثر.‏
وكان نادل المكتب /أبو سعيد/ قد لاحظ منذ بداية /أبو حسن الشلبي/ كيف أن هذا الأخير يتطلع لكي يكون الرجل الأول فيها، من خلال حواره مع الوفود الأوروبية. ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى غدا الرجل الأول فعلاً.. وهنا غيّر مظاهر غرف الدائرة، فأصبحت أنيقة وحافلة بنباتات الزينة، والمرأة /أميرة/ التي تأتي إليه في غياب زوجها بالمرسيدس 280 إس.‏
أما إلهام النوفي المرأة اللبنانية، فهي السكرتيرة التي وظفها أبو حسن الشلبي فقد سعت دائماً إلى أن تكون محبوبة من الجميع، من أبو حسن إلى ربعي الكاتب العجوز في الدائرة ذاتها.. لكن إلهام المفسدة غدت قادرة أيضاً على إفساد ناجي درويش الشاعر بأن أعادت توظيفه في الدائرة دون أن يتواجد فيها، إذا إنه غدا الطرف الثالث في العلاقة معها برعاية أبو حسن الشلبي.. كما نجحت في خلعه من المخيم إلى المدينة، وكل ذلك بموافقة أبو حسن الشلبي الذي بدا راعياً لحالة ناجي درويش الشاعر الذي أصبحت لديه قطة مدللة.. مختلفة عن قطط المخيم التي كانت تتصارع على العظام. بينما يظل /خنيفس/ أسير وحدته وحانياً على قطته الجائعة..‏
أما إلهام النوفي هذه فليست امرأة من العدم فهي أيضاً امرأة لها تاريخ بعيد عن الثقافة ذلك أنها لم تفتح كتاباً للقراءة والمطالعة منذ أن أنهت دراستها الثانوية في لبنان.. لكنها الآن باتت تتحدث بطرب في مجالها عن نيرودا وناظم حكمت، ولوركا، ودرويش، والقاسم، ومايا كوفسكي وبوشكين والمتنبي، وابن رشد، بفضل هذه العلاقة التي تربطها بالشاعر ناجي درويش...‏
هذه هي حالتها بعد أن كانت بائعة في محل اختلست نقوده، وهربت إلى دمشق.. حيث تعرفت إلى عبد الجواد الذي دعاها إلى الغداء ثم مالبث أن قدمها إلى أبو حسن الشلبي ثم وما إن أصبحت جزءاً من جسم الدائرة حتى غدت مركز استقطاب.. حيث تنازل أبو حسن عنها فنظمت في الفصيل ورغم انتقالها للعمل في دائرة عبود، إلا أن علاقتها بأبو حسن الشلبي ظلت قائمة.. بحيث تحوّلت إلى جاسوسة للشلبي على عبود مدير الدائرة الأخرى... وإلى جاسوسة لعبود على الشلبي مستفيدة قدر الإمكان من هذه الوضعية.. التي أفاد منها أيضاً الشاعر ناجي درويش فأصبح نجمه صاعداً في عالم الأدب والشعر.. لا في سورية فحسب وإنما في البلاد العربية والأجنبية.‏
لكن إلهام النوفي -وفي الثلث الأخير من السبعينيات استقرت في إحدى دول أوروبا الشرقية موظفة في مكتب الفصيل الذي أصبحت عضواً فيه وغدا أبو حسن الشلبي صاحب مشروع زراعي وهكذا ظل ناجي درويش وحده في دمشق يعيش على رسائلها أما خنيفس فقد ذوى وذوت روحه، وذبلت على حد تعبير الكاتب.. بعد أن هجرته الهلالية.‏
أبو حسن الشلبي أيضاً بدأ يرتب نفسه للحصول على شهادة الدكتوراه عن المياه في فلسطين، أما ربعي، فهوا لذي كان يوفر له المراجع، والمصادر وهو الذي كان يكتبها له أيضاً مقابل بعض الليرات التي تتيح له أن يتناول طعامه مع صديقه أبو الهدى في مطعم الليوان.. لكنه يموت قبل أن ينهى كتابه الأطروحة.. مخلفاً صديقه /أبو الهدى العراقي وحيداً في غربته. وحين سمع أبو حسن الشلبي الخبر هزّ رأسه وقال.. /إنه ميت منذ سنوات لكن رحيله الآن خسارة..‏
"وفي ذات ضحى.." طرد الناس أبصارهم نحو رجلين، يتقدّمان فوق خطاهما الثابتة.. الواثقة.. أحدهما وهو الأكثر طولاً وعرضاً، يقبض على الدرب من وراء عصاه الغليظة، ذات اللون البني كثيرة العقد، يلفه معطف أسود طويل، تقاطيع وجهه غليظة، نافرة حادة، أكثر مايميّزه هو طوله الفائق، وشعره الطويل الأشيب، ومعطفه الأسود الرث... ولم يعرفوه..‏
أما الثاني فكان أنيقاً في ملبسه، مستدير الوجه، لا ملامح له، صلعته واسعة جداً، شفتاه رقيقتان، مطبقتان وعيناه لائبتان... وعرفوه إنه حسن الشلبي.‏
وقبيل ساحة المخيم... وعندما هم نفر من رجال المخيم بضرب الرجل الطويل لوّح بعصاه الطويلة فابتعدوا إلا أن ذلك لم يمنعهم من الهجوم عليه.. مامنعهم هو قول أبو حسن الشلبي لهم /دعوه... إنه أبي/‏
بغتة ذاب أبو حسن الشلبي وتلاشى أمام جمهوره الواقفين.. تماماً كما لو كان غيمة وذابت طيّ غيمة أخرى...‏
وعندما حاصر الناس الرجل بعد أن عرفه الكبار منهم وضيقوا الدرب عليه... نهرهم بقوله: /بذرتي وأخذتها/‏
بهذه القراءة... أكون قد توصلت إلى نهاية رواية تعالي /نطيّر أوراق الخريف/ التي كتبها حسن حميد في أكثر من مائتين وستين صفحة من القطع الكبير...‏
لكن الرواية التي قمت بتلخيصها بدت عصية على التخليص وغنية الدلالات، ذلك أنها حافلة بالتفاصيل الصغيرة التي تلعب دوراً رئيساً في مجمل العمل من خلال سلسلة من العلاقات التي تربط جملة بأخرى، ومشهد بآخر، وفصلاً بآخر وتربط الكل بالكل...‏
خاصة وأن الكاتب لم يذهب فيها مذهب الكتابة التقليدية من حيث السرد المتتابع فقد قدَّم وأخّر، موظّفاً الاسترجاعات في سياقاتها وموظفاً كل ما من شأنه أن يضيء المكان، والزمان... والأحداث والشخصيات بصيغة يمكن القول إنها صيغته هو، ولكنها الصيغة المفارقة لتجاربه في كتابة القصة القصيرة على الرغم من أننا نلمح أحياناً ظهور بعض الحلقات القصصية في السياق العام للرواية، بعضها تفصيلي، والبعض الآخر مكثف اشترطت تكثيفه أهميته، أو عدم أهمية التفصيل في هذه المساحة أو تلك من مسارات السرد الروائي... هذا أولاً‏
أما ثانياً: فالملاحظ أن حسن حميد الذي عاش الثورة الفلسطينية كمواطن ومثقف.. عاشها أيضاً راصداً تحوّلاتها من داخلها، كما رصد تحوّلات المخيم كمعني به.. فقد كان همه فيما يتعلق بالمخيم، هو تقديم صورة التأسيس ومتعلقاتها، وتأثير ذلك على الناس وعلى النشأة -المخيم- من شكله الأوّلي إلى شكله المعقد من حيث البناء.. ومن حيث الناس، والتأثير الخارجي على مجمل بنيته المؤلفة من المكان والناس.. وكان مهموماً أكثر برصد جرثومة الفساد التي نخرت جسد الثورة من داخلها محللاً ظواهر الإفساد، وعناصره، والتحوّل من الصدق والصفاء إلى التزييف، والانهيار المتتابع بالصيغة المأساوية التي نعرفها جميعاً والتي لم تجد من يقف في وجهها إذ بدا الجميع كما لو كانوا مسوقين إلى فاجعتهم الثانية كما سيقوا إلى فاجعتهم الأولى /النكبة/ حيث يشكل غياب القوى الفاعلة، عاملاً قوياً في استمرار تداعيات الانهيار الذي ينتج الردة تأسيساً على الإفساد والفساد...‏
ثالثاً: مانلاحظه في رواية حسن حميد هو أنها تتمتع بمستويات من الصدق الواقعي والصدق الفني اللذين تخدمهما لغة شعرية الخصائص قادرة على حمل الصور وتوصيلها إلى المتلقي، دون فجاجة إنما قادرة على إحداث الصدمة لديه بالقدر الذي تجعله قادراً على وعي السياقات المدمّرة للحلم الذي كان الكاتب قادراً على أسطرته بدءاً من زواج مصطفى الشلبي، وصولاً إلى ذوبان أبو حسن الشلبي في العملاق القادم من التاريخ الحكائي للناس والذاهب إليه دون جدوى لأي تفسير.‏
لكن.. من هو مصطفى الشلبي هذا الذي اختفى صبيحة زواجه، ولم يظهر سوى وهو ينهي حياة ولده الذي مثل الخيبة والردة والانحطاط بدل أن يجسد حلم الأب والناس.. إن التفسير الأسطوري لسيرة الرجل الذي ظهر مرتين واختفى بينهما، لاينفي حقيقته، فالأبطال الحقيقيون للشعب يحاطون دائماً بصورتهم الأسطورية التي تفسر ظهورهم واختفاءهم.. كما يعرف أي إنسان عرف بعض نماذجهم التي قاتلت في الثلاثينيات أيام الثورة الكبرى في فلسطين، وواصلوا القتال في أواخر الأربعينيات.. واستمروا فيه منذ أوائل الخمسينيات وحتى ظهور الثورة عام 1965 فالأسطرة هنا إذاً ليست غرائبية ولكنها تصور معلن ومألوف يستهدف إضفاء البطولة على من يستحقها..‏
لقد عرضنا عدداً من هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم مواصلة القتال الذي بدأ قبل مايزيد على قرن من الزمان... منهم من عاد. ومنهم من اختفى ولم يعرف عنه أحد شيئاً، ولعله مازال يقاتل على عاتقه وبصورة فردية في فلسطين، وقد قُدّر لي شخصياً أن أعرف بعضهم... وأن أسمع عن البعض الآخر حتى أنني يمكن أن أسميهم.. فمنهم كان فايز العبد الكريم.. وفرج الذي يشبه خنيفس من حيث اللون الأسود، والذي قتل اغتيالاً بعد أن عاد من مسرح عملياته في منطقة باقة الغربية عبر الخط الفاصل بين منطلقة طول كرم... ومستوطنة الخضيرة الصهيونية ثمة أيضاً من لم نعرفهم.. بهذا الحدس أو بهذه المعرفة قدم حسن حميد الموروث النضالي المتجدد والمستمر مجسّداً بمصطفى الشلبي الذي راهن على الجيل الذي يليه فلما خيبه ابنه.. قتله، وغاب ليواصل مهامه التي كان مختفياً من أجلها.. وليتحول بالتالي وبصورة مستمرة إلى أسطورة رافعة قادرة على الاستنهاض.. بالرغم من الردة والانحلال.. وأخيراً الخيانة الوطنية التي تمثلت بعملية أوسلو الصهيونية وأجهزتها التي لاتختلف عن دائرة أبو حسن الشلبي، وعبد الجواد يوسف، وناجي درويش.. وإلهام وأميرة، وخنيفس في انكفائه وفرديته والرجل المستفيد من طريق الموت على بوابة المقبرة.. إضافة إلى المزوّر الغلبان الربعي الذي يهيئ الدراسات والأبحاث للرجل الراغب في وجاهة /الدكتوراه/...‏
هذا هو العالم الذي شكل ومازال يشكل حاضنة الثورة.. كما حاضنة الثورة المضادة في آن... ولكن، وعندما اختلّ ميزان القوى... اختل لصالح الفساد... والإفساد مها أتاح للمتنفذين القيام بما قاموا به من دور في تصفية الثورة، أو العملية الثورية إذا ما أردنا أن نكون أكثر دقة في التأكيد على المصطلح حتى لانقول بأن الثورة قد فشلت فالذي فشل عملياً هو الحالة التي أرهصت بها...‏
لقد تسلح حسن حميد بشجاعة المثقف العضوي لكي يقول لنا لماذا فشلت هذه العملية، ولماذا يجب أن نستنهض قوانا لكي نمنع الانهيار الشامل في الناس وفي القيم.. وهذا ماسوف يحسب للكاتب في زمن يرغب القلة فقط في تسجيل عوامل الموت والدمار فيه...‏
رابعاً: إن الشخصيات المحيطة؛ بشخصية المحور، هي شخصيات واقعية نعرفها أو يمكن أن نتعرف إليها تماماً كما هي شخصية أبو حسن الشلبي التي لايمكن القول بنمطيتها على الرغم من كونها موجودة في الساحة الفلسطينية بمجملها بدءاً من بدايات الثورة الفلسطينية وصولاً إلى الحالة التي هي عليها الآن... وإذا كانت شخصية أبو حسن الشلبي موجودة في مجموعة عناصر عملية أوسلو الصهيونية فهي موجودة بقدر غير قليل أيضاً في الصف الآخر المعارض لعملية أوسلو. وأجهزتها... ومن هنا أهمية هذا الضوء الذي تقدمه رواية /تعالي نطيّر أوراق الخريف/ وهو ضوء يبرز لنا موقف الكاتب النقدي من المعطى العربي الفلسطيني إذ إن الرواية تحرض على استدعاء نقائص الانهيار، ولايجوز القول بأنها تقدم الجانب الأسود من الصورة.. إذ حتى وهي تقدم هذا الجانب من صورة المخيم، حسن حميد في النهاية، لم يكتب رواية تاريخية لابالمعنى أو بالصيغة التي كتب فيها جورجي زيدان روايته بالتأكيد، ولا بالصيغة التي تكتب بها الرواية التاريخية العربية المعاصرة الآن إنما هي رواية حسن حميد التي يقدم فيها رؤيته للتاريخ والواقع... مستهدفاً الوصول إلى الرؤيا التي يُقدمها في نهاية عمله الروائي كساحة جاهزة لفعل أطهر وأنقى بشخصيات تستفيد من الدروس القديمة والجديدة.. وهي نوع من الرؤيا غير المعلنة سوى بالإيحاء إليها، دون استنهاض بالخطاب المباشر أو التقريري ودون أن يقول لنا إنه هو الداعية إلى الاستنهاض.. وإنما هي الأحداث والوقائع المأساوية التي تشترط تجاوزها ببشر مختلفين.. لايعتذرون... ولايقبلون عذراً.. وغير قابلين للإفساد فمن الواضع أن الكاتب لم يقدم رواية مسبقة التصميم أوالصنع، وإنما ترك لقلمه أن يتابع نموّها سطراً سطراً ومشهداً مشهداً.. وشخصية شخصية. وصورة الثورة، وهي تحتفل بالشهادة والبطولة وتحتفل أيضاً بالذاكرة العربية الفلسطينية لكل مافيها من مفردات تشكل روافع من أجل تجاوز الكارثة إلى البطولة.. وهنا لابد من الإشارة إلى شخصية /الشاعر/ ناجي درويش لكي نؤكد مع حسن حميد على مسألة في غاية الأهمية، وهي أن الثورة التي يحملها مثقفوها وتحملهم، هي غير الحالات الفاسدة التي تكشف عنها شخصية كشخصية الشاعر ناجي درويش.. الذي يبيع نفسه تماماً مثل إلهام التي لايختلف عنها إلا من حيث أنه قادرٌ على استخدام القلم للكتابة.. فناجي درويش، شخصية مألوفة في واقعنا كما هي شخصية إلهام، وأخيرة، وخنيفس والهلالية... وأبو حسن الشلبي، وعبد الجواد يوسف.. والشهيد.. إنها شخصيات من لحم ودم.. عايشناها.. ونعايشها ونعرفها.. وتعرفنا.. ومن هنا تأتي أهمية الصدق الفني الذي يحمل صدقيته الواقعية باعتبارها مرجعيته...‏
بقي أن أقول بأن الشكل في رواية حسن حميد هذه لم يكن منفصلاً عن المضمون إذ إنه استخدم تقنيات استفاد فيها من القص الموروث، كما استفاد فيها من الأداءات الممسرحة والشعر... ومن تقنيات السينما والتلفزيون.. دون أن تغترب هذه التقنيات عن لغته التي بدت خصوصية إلى درجة القول بعاميتها دون أن تكون كذلك بالفعل، مما يتيح لها قدرة على توصيل الرواية إلى القارئ بيسر وبساطة، دون أن تكون مبسطة، وهذا مما يدعو إلى القول بأن لغة حسن حميد مهتمة بأن تكون لغة جميلة وقادرة على التوصيل في الآن ذاته...‏
وهذه معادلة ليس من السهل تحقيقها إلا إذا كان الكاتب قد أجهد نفسه للوصول إلى تأسيس الروائي فيه على أرضية من التأصيل في مواجهة التعزيب كإغراء.‏[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خالد أبو خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 04 / 2014, 54 : 06 PM   رقم المشاركة : [2]
ريمه الخاني
أستاذ بارز / أدباء نور الأدب / تكتب القصه الشعر الدراسات والمقالات
 





ريمه الخاني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: قراءة ثانية في رواية حسن حميد تعاليْ نطيّر أوراق الخريف ـــ خالد أبو خالد

دراسة قيمة أستاذنا الكبير ولقد كانت لي مع الرواية جولة اخرى من زاوية اخرى.
تحيتي وجل تقديري.
ريمه الخاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أوراق الخريف, نطيّر, تعاليْ, خالد أبو خالد, حسن حميد, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأديب الشامل الراحل طلعت سقيرق.. بقلم الشاعر خالد أبو خالد. مازن شما كتبوا عني 0 17 / 10 / 2012 33 : 10 AM
وفاة المناضلة سهيلة ابو خالد زوجة الشاعر الكبير خالد ابو خالد ناهد شما تهنئة، تعزية، معايدات 2 20 / 02 / 2012 56 : 11 AM
لقاء مع شاعر المقاومة خالد أبو خالد ـــ نجاح الدروبي خالد أبو خالد حوارات 0 23 / 04 / 2010 18 : 08 PM
هابيل سانيتيش رواية ميكال أونامونو ـــ خالد أبو خالد خالد أبو خالد مختارات من الأدب العربي و العالمي 0 23 / 04 / 2010 51 : 07 PM
رحبوا معي بانضمام الشاعر والمناضل العربي الفلسطيني خالد أبو خالد مازن شما الترحيب بالأعضاء الجدد 6 27 / 06 / 2009 14 : 05 PM


الساعة الآن 58 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|