أميرة من مملكة الطفولة
أميرةٌ من مملكةِ الطفولة
--------------
بغداد سايح
--------------
طـفـلـةٌ قـولُـهـا الـمُـحلّى لُـحـونُ
و ابـتـسـامـاتُـها غـــنــاءٌ حــنُــونُ
تـمْـرةٌ مــن نـخيلِ مـجدٍ تـسامى
يـنـتشي نـبـضَها الـشذا عُـرجونُ
نـغمةٌ فـي فـم الـزمانِ استفاقتْ
فـرحـةً حـولـها تـشـظّى شُـجونُ
وردةُ الـعُمْرِ عِـطْرها الـحُبّ هـذي
بــنـتُ أخـلاقِـها الـربـى مـيـسونُ
مُـذ نـما حُـسنُها حـثيثَ المعاني
طــاردتْـهـا عــلــى بــهـاءٍ عُــيـونُ
تُـضرمُ الـعشقَ فـي قلوبٍ حيارى
مـثـلـمـا يُــضـرمُ الـــردى نــيـرونُ
كــامْـتـداد الـصـفـاءِ نــهْـراً بـريـئـاً
تـحـتـويـهـا بـضـفّـتـيْـها جُـــفــونُ
يـكـسِـرُ الـكـبـرياءَ.. يـحـتـلُّ قـلـباً
مُـسـتـطـيلاً جَـمـالُـها الـمـجـنونُ
يُـوقـدُ الـوجْدَ صـوتُها فـي الـخلايا
حــيـث تـرتـدُّ عــن يـقـينٍ ظـنـونُ
لـــوْ رأتْـهـا الـجِـبالُ تـنـمو هُـيـاماً
لانْـحـنى دافــئَ الـهوى قَـسْيونُ
عِـطرها هـامسٌ شـفيفُ التّحايا..
لـلـشذا فــي ربـى يـديها شـؤونُ
تـأْسرُ الـكونَ و الـسما مُـقْلتاها..
بـيـنَ أهْـدابـها الـمـدى مـسْجونُ
كـلّـمـا أعـشـبـتْ رؤاهـــا تـغـنّـتْ
عــبْـر أشـجـارِ نـاظِـريْها الـغُـصونُ
نــظــرةً نــظــرةً تــخُـطّ الأمــانـي
مــــا يُــغـنّـي لـثـغْـرها الـلـيـمونُ
ثـغـرُهـا أحـمـرُ الـحـكاياتِ يُـرخـي
بـسـمةً لــم تــذُقْ لَـمـاها ذُقـونُ
شَـعرُها غابةُ الأحاسيس صاحتْ
مُـذْ نـفى الـمُشطَ غُنْجها القانونُ
مـيسُ يـا لُجّةَ السماء استضاءتْ
يـبذرُ الـضوءَ فـي دُجـاها السُّنونو
يـــا ثــلـوجَ الـحـنانِ تـغـزو هِـضـاباً
شـــاخَ يـشـكو جـفـاءَها الـزيـتونُ
يـــا نـعـيـماً يــكـونُ غـيْـم الـنـوايا
فُـسـتُـقيّ الـهـطـولِ أوْ لا يـكـونُ
يــا اتّـقـادَ الـحروفِ مـيماً إلـى أنْ
أورقتْ في اسمِكِ الوضيءِ النّونُ
أمـطِـري يـا صـغيرتي ألـفَ حـرْفٍ
يـنْـبُـتِ الـشِّـعرُ فــيَّ و الـزّيْـزفونُ
و اسْكُبي لي جَمالَكِ الحلْوَ حتّى
يـسـكُبَ الـشدْوَ عـذْبَهُ الـحَسّونُ
لــيـلُ عـيـنـيْكِ يـشـتهيني بُـروقـاً
كــيْ تُــروّى بِـريـقِ عـينٍ غُـضونُ
كــــمْ تـصُـبّـينَ لـلـحـنايا سُـــروراً
فـالـلّـقا فــيـك بـالـرضـا مـعْـجـونُ
قــدْ رسـمـتِ الـمـساءَ وقْـتاً نـديّاً
فــي ارْتـعـاشاتِهِ هــواكِ الـفُـنونُ
و افْـترشْتِ الـزمانَ أبْهى خُزامى
يُــدْهِـشُ الأرضَ قـــدُّكِ الـمـوْزونُ
أوْدعـتْـكِ الـقـصائدُ الـبِيضُ قـلبي
فــالـقـوافـي وفـــيّــةٌ لا تـــخــونُ
هـــا لـعِـبْتِ الــدلالَ و الــودَّ لـمّـا
جــــاء يــلـهـو بــكـفّـكِ الــبـالـونُ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|