لا تبكي يا أخي
لا تبكي يا أخي
إن هذا الجرح ينزف من زمن بعيد
منذ جاء إلى القدس اليهود
ومنذ صاح الضعفاء في أرض الهنود
ومنذ بكينا جماجم البوسنة
ومنذ اشتكت بغدادنا المحنة
هتك الصليب عذارينا .. فمصمصنا الشفاه
ودنسوا الذكر الحكيم .. فطأطأنا الجباه
ومنذ عانقنا الجناه
غثاء نحن كغثاء المياه
إن بكى أخي ثم ابتسمت لا ذقت الحياه
كيف أقيم ولائم العرس ... ولي أخت في سجن العتاه ؟!
ولي أخت بكت على عرضها في وكر الزناه
تنتظرت عمر
وترجو المعتصم
أو بعض الرجولة من زمن ما فيه رجال
ورأيتها في مشهد وكأنها رجل
فبكيتها دمعا غزيرا
ودفنت في حزني الرجولة والمروءة
قد تعمقت الجراح
فعلام يبكي المحتضر !
قد مات يرجو المعجزات
يحلم بالخوارق والصواعق والطوارق
مات مهزوما في وشاح المنتصر
فاقت حماقته حماقة المأفون
فمات غير مأسوف عليه
لا تعذبني يا أخي
انهض فنحن أبناء الأباه
انهض فليس تعرفنا المذلة
انهض فإن الشرك أشباه البشر
انهض فإن الموت يدنيه الهرب
انهض فقيدك من نسيج الوهم
عزمت عليك أن تنهض
وأن تنفض غبار الخوف أو ترحل
ارحل فإن الموت خير لي ولك
ارحل فليس الخير موقوفا عليك
لست معذورا وإن تمثلت العذر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|