ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون
نتقدم بأحر التعازي إلى أسرة الفقيد الشاعر الأستاذ رمزت إبراهيم عليا وإلى كل محبيه
هم السابقون ونحن اللاحقون
في معرض الحديث عن نفسه في أحد المواقع التي نمت على مصاب نور الأدب بفقد قمة هرمه ومرض صاحبته ، وعاشت على سحب مبدعيه بشتى الطرق أو كما قيل لي - ترصد وتعاتب كل من تم سحبه لو عاد إلى نور الأدب - يكتب الفقيد رحمه الله:
[frame="10 10"]
أبدا قصة الجرح الموجع وهو جزء مني من ذاتي المتوزعة بين نفسي والوطن والطغاة
وتبدأ القصة هناك في قرية منسية حين أتت النساء يباركن لوالدتي بالمولود الجديد
جئت باكيا ، وبعدها رفضت البكاء وصار التحدي عنوان حياتي لأنني تعلمته من صدر الأرض وتراب الأرض التي قد تتشقق بفعل الجدب والقحط ولكنها لا تموت ولا تتأفف
وعند اول غيث تعطي خيرها ولا تسأل من المستفيد
منغصات الحياة تنوعت ومعظمها كنت انا النتيجة وليس السبب ومثال على ذلك :
لم يستطع اهلي دفع قسط المدرسة الخاصة الوحيدة / لا توجد مدرسة حكومية / في قريتي فقررت أن أترك المدرسة وأدرس / منازل / حر/ في البيت وأتابع تقديمي وفعلا ما جرى ونلت الدرجة الأولى وهي قصة طريفة مضحكة ، وجزئياتها تدعو للاستغراب لا ضرورة لذكرها
وجهت بعدها لدراسة الثانوية الصناعية وكانت سنوات الأزمة النفسية والإحباط الشديد ونلتها ورميتها بعيدا
ودرست الثانوية مرة أخرى ولكن جامعة دمشق قررت الدوام لطلاب قسم اللغة العربية ومن أين يا حسرة !!!!لقد مارسني الفقر ومارسته
واستمرت رحلة الشقاء ودرست الثانوية للمرة الثالثة بعد خدمة الجيش لخمس سنوات ودخلت قسم اللغة العربية / بين الثانوية الصناعية ودخولي الجامعة عشر سنوات /
الوطن هو وجعي المزمن ، هو السهم النافذ في أحشائي منذ أن تكالبت عليه ذئاب الأرض ومزقته أشلاء على امتداده من المحيط إلى الخليج والكبد فيه / فلسطين / مطعون دوما واتسع الجرح وتناثرت أشلاء الأطفال والوجع يتملكني وسكين الجلاد تتلذذ بفتح جروح جديدة
بكيت مرتين / قد لا يوافقني بعضكم / المرة الأولى عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم والمرة الثانية عند إعدام صدام حسين لا بكاء على الرجلين بل على واقعين يليان ذلك ، فلا يهمني الأشخاص مهمها بدوا كبارا ، ولكنني أظل يمارسني الأمل بصبح أخر جديد
الوطن يا حضرات السادة المحكمين همي ، حقدي ، كبريائي ، شموخي ، ألمي ، فرحي ، قلت مرة لا من أجل الوطن فدفعت الثمن غاليا ولا زلت أدفع الثمن
من طغاتنا
من بغاتنا
من الأزلام ولكن كبرياء الأرض الذي نما في داخلي يرفض أن أحني هامتي
ففجرْ كل حقدك فـي جـروح ٍ
أيا جلادُ جرحـي الآنَ أسمـى
وقطّـعْ كـل أوردتـي فـإنـي
أنا الباقي سأجعل منـك قزمـا
صروف الدهر تصفعني وتقسو
فأحضن موطني وأضـمُّ حلمـا
فمهمـا زادت الأزلام قـهـري
ستبقى هامتي الجبـل الأشمـا
لأني قد رضعت إبـاءَ أرضـي
ومن رضع الشموخ فصار شهما
يقاومْ في الزمان عنـادَ دهـر ٍ
فتجعلُـه الحيـاة أشـدَ عزمـا
[/frame]
رحم الله الفقيد الشاعر رمزت ابراهيم عليا ابن السلمية الغالية.