في الظلمات-
كادَ القريضُ بمهجتي أنْ ينطقا
......................لمَّا مَدَدْتَ إليَّ غصنا مورقا
غنى الفؤادُ لِمَا عزفتَ مُغردا
......................وشدا هَزارا في رباك وصفقا
يا أحمد المعطي أتيتك حاملا
........................وردا وفلا مِنْ هناك وزنبقا
يا طيِّبَ الأشعارِ قلبي مُشفقٌ
..................ويكادُ مِنْ فرْطِ الجوى أنْ يُحْرَقا
وطني على مَرْمى الأحبةِ يكتوي
.......................والقيدُ أدمى مِعْصَمَيه ومَزقا
أبْعَدتني يا دهرُ عن بيتي الذي
....................أمسى على ذكرى شبابي مُغلقا
أنا لا ألومُ رصاصةً ثقبتْ يدي
.......................لكنْ ألومُ مَن اسْتفز وأطلقا
السيفُ سافرَ في دمي مُتوهِّجا
......................والليلُ قطّبَ حاجبيه وأطبقا
لا –لن يهونَ الودُّ بين أحبةٍ
.................فالقلبُ أقسمَ أنْ يصونَ ويَصْدقا
وطني قرأتكَ صخرةً مِنْ صخرةٍ
.................فعلامَ دمعُكَ مِنْ عيونكَ أشرقا!!!
ستونَ عاما والذئابُ تعضني
..................والحلمُ يغفو فوق صدري مُرْهقا
ليبيضَ فوق رؤوسِنا سلطاننا
......................ويبولَ في أفواهنا إنْ أشفقا
ناديتُ في الظلمات :ربي إنني
.........................نونٌ رماهُ الأقربون فأُغرقا
ما كنتُ أحسبُ أنْ تباعَ كرامةٌ
...................في بيت مَنْ شربَ الإباءَ مُعَتقا
لكنما الأيامُ ولّتْ خاويا
.....................ومشتْ تتوِّجُ رغم أنفي أخرقا
يا قدسُ لا تبكي حماقةَ تافهٍ
......................نحن انتخبْنا للمُرادِ الأحمقا
كيف الوصولُ إلى ضِفافِ المُشتهى
.........................والعهرُ بات مُغرِّباً ومُشرِّقاً
يا رب كيف نرى نجومَكَ في السما
.......................وذئابُنا تطأُ الرقابَ لتسحقا
يا رب ليس لنا سواك مخلّصا
....................حتى نرى قمرَ المحبةِ مُشرقا