تحكيم إبليس في دار الندوة، واعتراضه للمجتمعين في هيئة شيخ جليل
[align=justify]تحكيم إبليس في دار الندوة، واعتراضه للمجتمعين في هيئة شيخ جليل
1 قال ابن إسحاق (محمد بن إسحاق المطلبي، ت: 151 هـ): ولمَّا رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم .. حذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وعرفوا أنه قد أجمع لحربهم، فاجتمعوا له في دار الندوة .. يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوه . فحدثني من لا أتهم من أصحابنا، عن عبد الله بن أبي نجيح (الثقفي، ت: 131 هـ)، عن مجاهد بن جبر (المكي، ت: 104 هـ) وغيره ممن لا أتهم، عن عبد الله بن عباس ( ت: 68 هـ) قال: لما أجمعوا لذلك واتّعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها .. اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل (الروض الأنف 4 / 176). وعلة هذا السند جهالة شيخ ابن إسحاق، لكنه صرَّح بالتحديث عند الطبري (محمد بن جرير، ت: 310 هـ) في تاريخه (1 / 566)، فقال: حدثنا ابن حُميد (محمد بن حميد الرازي، ت: 248 هـ)، قال: حدثنا سلمة (بن الفضل الأبرش، ت: 191 هـ)، قال: حدثني محمَّد بن إسحاق، قال حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. وشيخ الطبري: محمَّد بن حُميد بن حيان الرازي، تضاربت فيه أقوال أهل العلم، وأكثر الطبري من الرواية عنه، والصحيح أنه ثقة، وثقه يحيى بن معين (ت: 233 هـ) غير مرة وقال: ثقة لا بأس به، رازي كيس، ونسب ما في بعض رواياته مما تُكلم فيها إلى شـيوخه الذين حدث عنهم، وقال أيضاً: قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب بن عبد الله القمي (ت: 174 هـ) ففرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد فسمعناه ولم نر إلاَّ خيراً. وعدّله الإمام أحمد بن حنبل (الشيباني، ت: 241 هـ) وروى عنه هو وعبد الله ابنه (ت: 290 هـ)، كذلك عدَّله محمد بن يحيى الذهلي (ت: 258 هـ) وروى عنه. وأخرج له ابن ماجة (محمد بن ماجة القزويني، ت: 273 هـ)، وأبو داود (سليمان بن الأشعث السجستاني، ت: 275هـ)، والترمذي (محمد بن عيسى، ت: 279 هـ)، وغيرهم، وهم من أهل بلده.
2 وأخرجه عبد الرازق (بن همام الصنعاني، ت: 211 هـ) عن قتادة (بن دعامة السدوسي، ت: 118 هـ) مرسلاً ( المصنف، كتاب المغازي 5 / 389)، وابن سعد (محمد بن سعد البغدادي، ت:230 هـ) وفي إسناده الواقدي (محمد بن عمر، ت: 207 هـ) وهو متروك على سعة علمه (الطبقات الكبرى 1 / 227)، والرواية المرسلة ـ على ضعفها ـ تعضد الرواية المرفوعة، وهي قصة مشهورة مستفيضة عند أئمة التفسير، وأخطأ من ضعفها.
[/align][align=justify][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|