[align=center]
الكوميديا السوداء في .. الزمن الأسود..!

عرفت طريقها عندما ضربت على "أوجاع" الناس وتندرت بسلبياتهم ..
فكانت بمثابة (الدواء الداء) ..
نجحت في مسعاها عندما تعلق الأمر بقضايا أو أمور عابرة أو غير سياسية ..
لكنها فشلت – ولاقت سخطاً – عندما حشرت أنفها في مسائل لاتتحمل أقل قدر من ( التهريج) .
من حق الجميع أن يضحكوا ..
وقديماً قيل: "شرالبلية مايضحك"، لكن ليس من حق أحد أن ( يمسخ ) البلية..
ويستخف بالمصيبة ويستهتر بالكارثة فـ (يشبعها) هزلاً ، وهي في غاية الجوع إلى الجدية ..
فبأي وجه تريد لنا الكوميديا أن "نتوهج" ضحكاً ..؟
وسماء أخواننا وأرضهم وقلوبهم "تتوهج بالنار ..
وتحت أي بند يمكن أن (نهضم) فقراتها الساخرة مما يجري ..
وكأن الأحداث مجرد مداعبة بيننا وبين " الآخر "..!
وبعد:
عدم الضحك لايعني العبوس أو السوداوية ولا يعني الركون إلى اليأس ..
لكنه يعني أن نأخذ الأمور على (محملها)، وأن نعطي لها وزنها..
وليس هناك من يستطيع منع الإنسان من حقه في الترويح ..

ولكن رجاءً أيها : "الكوميديون" لاتحاولو تضميد كل جراحنا بالضحك ..
حتى ولو كان ضحككم كالبكاء .

[/align]
نشرت في 15/5/2007

[سلوى حماد]

لا شك ان الكوميديا هي متنفس لكل الشعوب في هذا الزمن المشحون بالتوترات ، تلعب الكوميديا الجادة دوراً لا يستهان به في طرح قضايا مهمة مهمتها توعية المشاهدين وخلق حالة من التواصل مع الاحداث الاجتماعية والسياسية عن طريق الاسقاطات المدروسة التى تٌزرع في سياق الحوار .

في هذا الزمن المدموغ بالمأسي نحتاج الى كوميديا حتى تنتزع منا ضحكة غابت في خضم الكم الهائل من الأخبار التي لا تحمل الا معاناة البشرية،
نحتاج الي كوميديا تنفس عنا الامنا ومعاناتنا بإحترام وعقلانية ، وتوجهنا الى طريقة التعامل مع قضايانا بذكاء .

اما الكوميديا الغير هادفة ، التى مهمتها فقط اغراق البشر في هستيريا الضحك لمجرد الضحك ، والهائهم بقضايا تافهة واغفال قضايا اساسية او تسفيهها وجعلها مادة للتندر فهي غير مرغوب فيها...
في منطقتنا العربية تتعثر الكوميديا الهادفة وخاصة اذا تطرقت للأحداث السياسية او سلطت الضوء على عيوب الحكومات، يٌقام عليها الحد وتكمم افواه مروجيها، المطلوب هو شعوب غير قادرة على التفكير او المناقشة ، فليضحكوا ما شاؤو من الضحك حتى ينكفئوا على ظهورهم ، وما عدا هذا فهو محرم حسب دستور هذا الزمن.

أخي تيسير اشكرك على هذا المقال الرائع،

كل الود،

سلوى حماد

الأخت / سلوى حماد ..تحية طيبة
أشكر كثيراً مداخلتك وإطراءك وأحترم وجهة نظرك فيها
أما الكوميديا فإني أراها من منظور آخر فهي بشكل عام لون من ألوان الفن.. وطالما الفن مرآة حقيقية لثقافة الشعوب وواقعها وفي ظل نشوء ثقافات غريبة لتهميش قضايا مهمة لهذه الشعوب وترويج لثقافات الاستهتار والابتذال والتهريج والتغريب ..
فإنه من الطبيعي أن تفرز الكوميديا تهريجاً غير هادف.. ولا يلمس الواقع بل مجرد بضاعة تعلن بشكل اجباري .. وحين يكون المجتمع صحيحاً معافاً لن يجرؤ أحد لأن يروج لبضاعة حتماً ستصبح كاسدة .. وهنا يأتي دورنا نحن الأعلاميون في التصدي لهذه الثقافات التي تستهدف أجيالنا الشابة لتحييدهم عن قضايا بلادهم المصيرية.. ولأجل ذلك فنحن مازلنا بحاجة حقيقية لثورة ثقافية وكنس كل الوجوه القديمة والجديدة التي تربت وما زالت تتربى في أحضان غربية ..
مودتي وتقديري وسلمت بخير