الراحلة الأديبة الصحفية أندريا لورنز
الأديبة الغالية هدى / حفظك الله من كل مكروه
جعل الله لأندريا لورنز كل أعمالها في ميزان حسناتها , لقد كانت إنسانة كتلة من النشاط لا يشوبها يأس ولا كلل
قال الله سبحانه وتعالى لحبيبه وسيد أنبياءه ( إنك ميت وإنهم لميتون ) وقد تتعدد الأسباب والموت واحد
والله إن العين لتدمع وإنا لفراق أحبتنا المخلصين لمحزونون. يا رب رحماك ...يرحل المخلصون في صمت هكذا رحلت الكاتبة أندريا
انه الموت الذي لايفرق بين صغير وكبير إنه الموت الذي يتولاه ملك تقع الدنيا بأكملها بين ركبتيه
ويقف على باب كل واحد منا خمس مرات ينظر هل جاء أجله أم لا
الكلمات كثيره والقلب حزين وحقا إن عيوننا تدمع على فقدك يا أندريا ......
أين أنت لتشاهدي أعز صديقة لك وهي تتألم لفراقك ولكن كل ذلك بتقدير الله وقضاءه قال سبحانه وتعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )
أضع لك عذراً صديقتي وأختي الأستاذة هدى فموت الأحبة من أصدقاء يدمي ويؤلم القلوب ويدمع العيون ويضعف النفوس فلذة الحياة هي مع مَنْ نحب
ومَنْ نرتاح لهم كم نكون سعداء ونحن نجلس معهم وكم نشتاق لهم لو رحلوا بالموت عنا ........
ولكن عزيزتي علينا أن نؤمن بقضاء الله قدره
يأمر الله سبحانه وتعالى الملك الموكل بكل شخص أن يكتب له رزقه وأجله ومتى يولد ومتى يموت كما ثبت في صحيح مسلم
نامي يا أندريا قريرة العين فنحن نعلم أن حلمك لا ينام وأنه لن تقر لك عين , وروحك تطوف فوق رؤوسنا تنذرنا أن لا نتنازل عن فلسطين هذه القضية
التي كانت همك الوحيد بالإضافة إلى كل
القضايا الوطنية , أيتها البهية الشجية النقية , أنتِ لم ترحلي فذكراك سيبقى ما بقي التاريخ
الغالية الأستاذة هدى ما تقومي به الآن من أجل أندريا لهو أجَّلْ عمل لترسيخ ذكراها .... لقد حدثتيني عنها مراراً واشتقت إليها قبل أن أراها لن نقول
لك أن تنسيها بل نقول لك حدثينا عنها أكثر وأكثر وأكثر ........
وعظم الله أجرك حبيبتي وإليك هديتي للشاعر الراحل محمود درويش أسكنه الله فسيح جنانه
عاد في كفن....
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه...
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه...
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا ...
أخاف أن تنام !!
كان الفتى صغيرا ...
فغاب عن طريقها
و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!
-3-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب... للأصحاب :
موعدنا غدا !
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه ...
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
-4-
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !