رن جرس المدرسة،كسر الصمت الكنائسي الدي يخيم على أرجاء الساحة..كانت الساعة تشير عقاربها إلى السادسة مساء.خرج التلاميد من فصولهم الدراسية،وكأني بجيش هولاكو في اقتحامه لاسوار بغداد..صراخ وعويل،أعمار وقامات مختلفة يوحدها سباق المسافات القصيرة.بعد انتهاء فصول هدا المشهد الغريب،خرج المعلم ج يتابط محفظة جلدية،تصلح لكل ما نرى ما عدا وعاء شرف المهنة...سلك طريقا طويلا..لا يدري نهايته.أشعل سيجارة من النوع الرخيص،عسى أن تخمد صُهارةالرتابة والجمود التي تغلي في داخله.ماهي إلا هنيهة،حتى أحس بوخز في جانبه الايسر،إنه ''مجرم'' يمسك بسكين حاد،يتخده سلاح لتطويع وترهيب ضحاياه.
- طَلعْ البورطايل
- ناوله المعلم ج هاتفه المحمول دون مقاومة..
-'' سربي راسك، طلع 'عُمَرْ'...تعني النقود في معجم دوي السوابق.
- ناوله بضع دريهمات،كان يود أن يحتسي بها فنجان قهوة،كي يطفئ ظمأ تعبه السرمدي..
أحس 'المجرم' أنه ظفر بصيد ثمين. أمر المعلم أن يخبره بما يوجد داخل المحفظة،التي تسيل لعاب قطاع الطرق،لشكل تضاريس مورفولوجيتها.وثقل وزنها...لم يتردد م ج في الإجابة:
- '' ماكاين والو اوليدي...غير شي كنانش ووراق''
قبل أن ينصرف اللص إلى حال سبيله ،دقق النظر في صيده..
- لو لم تكن في سن والدي لجردتك من ملابسك:(احسب الطريق)..
تبادر إلى جنابة المعلم أن ملامح هدا (القدر المكتوب) ليست بغريبة عن حوصلة بنك معلوماته(داكرته) سأله بلطف:
- هل سبق ان درست بمدرسة م؟
- أجابه 'اللص'' باستغراب...ننننعم..
- هل تتدكر إسم معلم اللغة العربية للمستوى الخامس والسادس..؟
- طأطأ راسه..ثم أجاب المعلم م. نعم ادكره
إسمع يا بني أنا هو معلمك..أنا الدي سهرت لمدة سنتين على تدريسك قواعد الآداب قبل النحو والإعراب والتاريخ...
قاطعه' اللص' بتهكم وسخرية:( على قرايتك الزينة..دابا أنا كنصنع البومادا)..
في تلك اللحظة أصبح الاستاد في وضع حرج،دبت في عروقه دماء الإهانة..أصبح كالبركان الدي لايحيى إلا بغضب محموم...إستجمع قواه..إنتفخت أوتارأوداجه،كحية إكتوت بلهيب حر اشعة الشمس...وأردف قائلا:
- إسمع أيها الجرد الأجرب:
أنا الدي تنبأ الزمن بسوء خاتمتي وانشد عني يقول: قم للمعلم وفيه التنكيلا....،وهوى بجلمود محفظته على وجه الجاني..الدي لم يتوانى-من شدة الالم-في إطلاق سيقانه للريح خوفا من بطش الضحية،الدي أمسى كاسد جريح,,,يطوي المسافات وسط الدروب العتيقة...راميا ما بحوزته..
جلس المعام القرفصاء،اخد نفسا عميقا،إنتابته حمى النصر الدونكيشوتي...وأتمم الشطر الثاني من البيت ...بالكاد مع اقرانك سأصبح جرتيلا....وعينه على أشلاء الغنيمة...
أصبح محيط مدارسنا الإبتدائية والإعدادية كارثة بالفعل أصبحت مراتع لمروجي المخدرات والمتسكعين وعصابات النشل والسرقة بالإكراه
شيئ يندى له الجبين والأمن في غفلة عما يجري بل في بعض الأحيان تجده متواطئا مع الجناة
شكرا لك أيها الأديب قصة معبرة ترصد الواقع كما هو عليه
ولك كامل الود والتقدير والاحترام
شكرا للأخ زين العابدين على استراحتك في واحة قصتي المتواضعة...لم ينتابني أدنى شك في تسحيل ملاحظاتك,,وهدا ليس بغريب على شخص محبوب لدى رواد المنتدى تحياتي
ى
الناس معادن ومن أغلى المعادن الماس والمرجانن,,,والأخت ليلى مرجان.إسم على مسمى...أحييك على سعة الصدر التي تنم عن روح عالية في بورصة القيم..شكرا لمرورك الخفيف على سطور هده القصة