العذراء والأمير
العذراء والأمير
كان هطولك ذات أصيل
وكان عبيرك يسبقك
والمساء يتهادى مختالا
يدب إلي رويدا رويدا
عرفت فيك عذرائي
واستشف حدسي فيك
أنثاي الأزلية
تلك الأنثى التي
ترقبت ميعاد بزوغ نجمها
عند السحر ..
مع إطلالة فجر جديد
عند الضحى ، بعد الزوال
كان هناك أمل
ببزوغك عند الأصيل
سألت عنك كل العرافات
قرأت عنك كل الأسفار
بحثت عنك على ضفاف الأنهار
على ضفاف الغدران
وقت الهجير ، تحت الظلال
في الكهوف وفوق التلال
بين الوديان والأحراش
بحثت عنك في كل زمان
وفي كل مكان
أصغيت لحفيف الرياح
لهمس الجداول
لخرير المياه
لهدير الموج
أصخت السمع
فتناهي إلي الهديل
وكان إرهاصا
بقرب ظهورك
واهتزت المروج وربت
فكان ذلك إيذانا
بموعد بزوغك
وصدحت الأطيار
وأشرقت الأنوار
فارتديت أبهى الحلل
ووضعت خوذتي
وتمنطقت بسيفي
وأسرجت جوادي
وسرت في موكب حاشد
للقائك عند الغدير
ترافقني الوحوش
وتحف بي الصقور
واليمام وكل أنواع الطيور
يتوقف الزمان هنيهة
لتلحق الفصول الأربعة بالركب
كل الفصول حاشيتي
فيها الورود والرياحين
والزهر والياسمين
فيها الشمس وسنابل القمح
وعناقيد الكرز والتين
فيها النسيم الرخاء
والغيم وأوراق الشجر
فيها الرعد والبرق
فيها المطر والرياح العاصفة
موكبي يثير نقعا
يجوب وديانا وخوانق
يوغل في غابات عذراء
مثلك
لم يطأها إنس ولا جان
لم يسبر غورها إنسان
سواي
مروج عذراء تنتظرني
لأحملك إلي
لأحتلك احتلالا
فيافي وقفار تهفو لمقدمي
لأعود بك
معززة مكرمة
بهية بعذريتك
شهية بغموضك
عذبة بعنادك
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|