تقويم الكفاية في ظل بيداغوجيا المقاربة بالكفايات
يواجه كل فرد منا في الحياة ، وضعيات مختلفة ، تختلف باختلاف المواقف والسلوكات والاختيارات ، قد تكون وضعيات تافهة وقد تكون حاسمة وذات أهمية ، وحين نكتسب القدرة على الدفاع عن وجهة نظرنا وعن موقفنا ، باحترام أراء الآخرين، وأخذ مواقفهم بعين الاعتبار ، مع امتلاكنا المعارف الضرورية لهذه الوضعيات وإشكالاتها ، حتى نستطيع تجنيدها وتعبئتها وتحويلها وملاءمتها للموقف والمحتوى واللحظة .. حين ذاك نكون أمام تحقق كفاية معينة ..
إذ يرى فيفيان دولاندشير " أن الكفاية ذات صلة بالممارسة والفعل ، وذلك لأنها تتمظهر في الأنشطة التي يؤديها الفرد ، لكن هذه الخاصية لا تعني بالضرورة ،أن النشاط هو تطبيق الكفاية أو معادل لها ، وإنما تعني فقط أنه مؤشر عليها "
((1- De landsheere, Viviane, p 45
فالكفاية مفهوم مجرد ، إذ أنها معطى ذهني ، وسلوك معقد يمكن ملاحظته من خلال الممارسة كما أنها تستند على الفعل من أجل غاية وهدف ما ،وهي مؤطرة ضمن وداخل وضعية محددة ومستقلة، إذ يحددها فيليب بيرنو في القدرة على التصرف والقدرة على التعبئة.. في الظرف المحدد والوقت المناسب.
لكن السؤال الإشكالي ، ما هو المؤشر على تحقق الكفاية عند المتعلم في ظل نظام تعليمي يتأرجح بين الإصلاح .. والتعثر !؟ وفي ظل إصلاحات تبقى محصورة في رفوف .. الأذهان لا الواقع ؟؟ لنطرح بعد ذلك السؤال المحوري .. هل يتم فعلا تقويم الكفايات من طرف المدرس ؟؟
وكيف يتم هذا التقويم .... ؟؟