جنى يديك
حدائق بلورية تتأرجح على متن الجمال
ومناهل غر أعيت الظمأ
ربان سفين أنتِ ..
يشتهي المسافر أن يغرق معه
ماهرة في حياكتنا على مقاس حرفك
وآسرة حين تبللين بما يتناثر من عَرفك - عفوا - شقة الجوع
حروفك تأتلق حبات كرز في سلكك المموسق
أو لجين مذاب بين لآلئ منثورة
لينة هينىة أنتِ .. قوية فتيّة ذات صبوة ودلال
تشدخ حروفك أنف الراغب .. وتطرح مهجة المفضي
وتعشوشب على ليونتها منابت الجوى
تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممسى راهب متبتل
وقفت مليا أنظر في عطفيك .. وأجول ببصري بين مراتع وجدك
وأتأمل مسارب الهوى حيت يسيل منك على خد الوجع
فإذا معانيك تلتهم الشغاف وتفضي الى ألمٍ مُشتهَى
طرقتني زائرة فحيّ خيالها ... بيضاء تنشر بالخباء دلالها
قادت فؤادي فاستقاد ومثلها ... قاد القلوب إلى الصّبا فأمالها
وما يزال كلامك العذب يطرد دلالاً وزلالا وغدقا
كـ مُهر جَمُوحٍ لا يفيئ