هو ليل زادته الكلمات سحرا على سحر .. خيوط متلألئة بدت متفرعة تغوص في الليل الحالم لتتحد وتمتزج في خيط واحد ووهج واحد .. هذا هو حال القصيدة النثرية الرومانسية الرائعة لميساء . ففي المقطع الأول يطالعنا الضميرالمفرد :
مُد يدك في سمائي
وأبعد غيمها عني
وأرسل ظلال ليلك
تُرخي ستائرها
فوق أهدابي وجفني
علّ النوم يأتيني
ولو لطرفة عين
فأراك في أحلامي
طيفا ً من وسن
ثم شيئا فشيئا يبدأ مقطع انتقالي يمتزج فيه المفرد "الليل" بالمثنى "الحبيبان" :
هذا الليل كحلي
وليلنا كان بلون الورد
هذا الليل ساكن
وليلنا ثائر ليس له حد
هذا الليل سافر
يأخذنا إلى حيث هو يرد
وليلنا للعشق سيد
وأنا وأنت له كالعبد
قبل أن يصير الخطاب على صيغة المثنى بنسبة كبيرة بحيث لا يذكرالليل إلا لماما وعلى شكل ضميرالمخاطب .. وكأن الحالة النفسية للمحب جعلته يذكر كل ما حواه ذاك الليل من لقاء وعشق معاتبا إياه على ما عاناه من طول الانتظار قبل أن يبزغ فجرجديد .. أي ببشرى قرب اللقاء .. هكذا بدا لي تشوق المحب لبزوغ الفجر .. لأني أعلم مدى لهفة العشاق لليل سرمدي لا ينهي لذته سوى طلوع النهار .
كم يا ليلنا
أنتفض فيك قلبينا
وأرقنا فيك
كؤوسا ًمن الود
كم تناجينا وتعاتبنا
ومزجنا فيك
من العبث إلى الجد
كم ضحكنا وتأوهنا
وتألمنا واعتصرنا الوجد
كم تشوقنا واحترقنا
بلهيب الانتظار
بين جزر ومد
كم يا ليلنا سننتظر
قبل أن تلوح لنا بفجر الغد
وهكذا أعيش مرة أخرى مستمتعا بكلمات العشق الراقية في ليل هادئ جميل يلذ فيه البوح وتتألق فيه الكلمات ..
لا أخفي عنك ميساء أني بقدراستمتاعي بنصك أستمتع بالتعليق عليه .
أحييك وأدعو لك بمزيد من التألق