الدرّة اليتيمة
لأنها القدس ..
لن تقف في باب العروبة المهاجرة نحو حقول الغرب .. ولن تستجدي المروءة من شارب أحد ..
لن تنتظر أن يغلي الدم في مرجل العروبة البارد و ينتفض الشرف العربي وتثور براكين الإحساس
الراكدة منذ ألف دهر .
لأنها القدس ..
ملّت طول الانتظار .. ملّت صيّغ النداء والإستغاثة .. ملت أبيات الشعر الجاهلي والنبطي ..
الأفقي والعمودي بقوافيه المزخرفة والمنمقة ..
ملت لوائح النعي .. والوعود التي تولد في نعوش .. ملت علامات التعجب والإستنكار ..
ومحاولات الإنعاش لجثث محنطة .
لأنها القدس ..
لأنها .. مسرى الأنبياء .. حضن الأوفياء .. منبت الشهداء .. أرض الفداء ..
رفعت بيمينها الراية .. وتلقت بصدرها العاري ..
كل استسلامكم .. كل تخاذلكم .. كل صمتكم ..
وباتت عين تجاهد في سبيل الله .. وعين تحرس الأقصى .
لأنها القدس ..
لأنها القدس .. ستبقى القدس ,, ولتكن القدس اليتيمة
ولتكن الدرّة اليتيمة .. لكنها ستبقى درّة العرب .. ستبقى رمز طهارتهم .. ستبقى عروس
عروبتهم .. تاج عروبتهم .. قدس عروبتهم ..
وسيبقى الأقصى الشريف .. أولى قبلتهم .. ومحط أنظارهم .. ومهبط أفئدتهم ..
ورمز عزتهم ..
وسيبقى لنا لقاء .. هناك .. على أرضها الطاهرة .. أرض الدرّة اليتيمة ..
أرض القدس اليتيمة ..
حين يشاء الله .