

دخل حرف الألف مبتسما في وجهي، طالبا مني أن أبدأ به أول كلماتي، مفتخرا بنفسه كونه أول الحروف الأبجدية، مشترطا علي ألا ألصقه إلا بالحروف التي تليق بمقامه ومستواه العلمي. دعوت جميع الحروف الموظفة في شركتي الكتابية إلى اجتماع طارئ، حضر الجميع إلى حرف الياء لأنه دائما متأخر في مواعيده، أجلست سلطانهم وطلبت منه أن يختار ما يصلح لأن يجلس قربه، اختار الألف والباء والنون، الألف واللام والزاي والنون والألف من أجل أن يشكل فقط عنوان روايتي.
نظر الباقي إلى بعضه البعض مستنكرا ما حدث، متسائلا عن السبب الذي جعل تلك الحروف ترتقي إلى مستوى أفضل منهم، وعن سبب تميزها؟. بدأت الحروف تتشاجر فيما بينها وقررت الثورة على ملكها غيرالعادل، كل حرف بحث عن صديقه الوفي وشكل معه كلمة تدل على الانقلاب والثورة، وأعلنوا الاضراب لمدة أربعة أشهر وتركوني وحيدة أفلس، حاول إقناعهم لكنني فشلت في إرضائم فأثرت الصمت والصيام إلى حين صدور الحكم.