| 
				
				( الْأَسِيرَةُ)
			 
 ( الْأَسِيرَةُ) على البحر الوافر
 
 وَ قَد أَمْسَى عَلَى جُرْفٍ عَمِيْقٍ = وَ هَاوِيَةُ الفَنَاءِ لَهُ نَذِيْرُ
 
 
 غَرِيبًا ، حَائَرَ الأَفْكَارِ يَمضِي = وَ لَا يَدرِي بِكَم قَيدٍ يَسِيْرُ
 
 
 طَرِيدَ الأَرضِ قَسْرًا، وَ اغْتِصَابًا = تفرَّقَتِ الأَحِبَّةُ ، وَ العَشِيْرُ
 
 
 وَ ثَارَ القَلبُ وَجْدًا وَ اضْطِرَامًا = فَمَا لِلْأرْضٍ رَاعٍ ، أَو نَصِيْرُ
 
 
 وَ تبْكِيهَا عُيُونُ القَومِ يَأْسًا = وَ يَبْكِي فَدحَهَا الصَّمْتُ الْمَرِيْرُ
 
 
 وَ يُسْمَعُ للِدِّيَارِ صَدَى أَنِينٍ = يَهِيجُ الرُّوحُ قَهْرًا ، وَ الضَّمِيْرُ
 
 
 فَمَا بَالُ الحَبِيبَةِ قَيْدَ أَسْرٍ = وَ أَعْيَاهَا النَّوَى وَ الزَّمْهَرِيْرُُ
 
 
 فُرَاقُكِ وَالخُطُوبُ مُقَدَّرَاتٌ = وَ دَمْعٌ فِي العُيُونِ بِنَا عَذِيْرُ
 
 
 وَ رَغمِ الشَّوقِ واللَّهَفَاتِ فِينَا = هٌنَاكَ الأَرْضُ وَ الحُلْمُ الأَسِيْرُ
 
 
 وَ دُونَ الأَرْضِ أَنَّى يَا حِبَيبًا =  لِقَاءٌ –  كَي تُعَانِقُهُ الزُّهُوْرُ
 
 
 يُرُيدُونَ الفَنَاءَ لَنَا بَدِيلًا = وَ لَكِنْ لِلسَّمَا وَعْدٌ نَصِيْرُ
 
 
 فَإمَّا أَنْ تَعُودَ الأَرْضُ طَوْعًا = وَ إِمَّا دُونَهَا مَوتٌ يَصِيْرُ
 
 
 وَ قَدْ كُنَّا بِأَمْسٍ خَيْرَ قَومٍ = دٌهُورًا – لَا نَمِيدُ ، وَ لَا نَخُوْرُ
 
 
 تَكَاثَرِتِ النَّوَائِبُ غَاضِبَاتٍ = وَ مَا كَانَ البُكَاءُ لَنَا مَصِيْرُ
 
 
 وَ لِلْأَوطَانِ فُرسَانٌ ، وَ عَزمٌ = فَأَينَ الْآنَ يَأَتِيْنَا النَّظِيْرُ
 
 
 تَسَاءَلَتِ اللَّيَالِي حَائِرَاتٍ = وَ قَد أَصْغَى لَهَا اليَومُ الحَسِيْرُ
 
 
 فَهَلْ سَنظََّلُ نَرجُو الأَمْسَ سَلْوَى =وَ نَشْكُو الدَّهْرَ- قَد عَزَّ المُجِيْرُ
 
 
 أَفِقْ يَا قَلبُ مِنْ ذِكْرِ الخَوِالِي = فَلَا يُغْنِي الشَّهِيقُ ، وَ لَا الزَّفِيْرُ
 
 
 وَ يَا هَذَا الزَّمَانُ إلِيكَ حُبِّي = فَأنتَ العِلْمُ ، وَ المَجْدُ المُنِيِْرُ
 
 
 وَ لَيسَ بِقَاهِرٍ أَشرَارِ قَومٍ = سِوَى شَعْبٍ لَهُ جُنْدٌ حَضِيْرُ
 
 
 وَ نَادِ عَلَى الحَبِيبةِ حِينَ عَودٍ = لِقَاؤُكِ وَ الهَوَى سَعْدٌ ، وَ حُوْرُ
 
 
 أَنَا النُّورُ الَّذِي يَأبَى رَحِيْلًا = وَ أَنتِ الأَرْضُ ، وَ الرَّوضُ الزَّهِيْر
 
 
 شعر : عصام كمال
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |