أصرخُ عبرَ محطات رؤوسكم
ليس لي هذا العالم ..ليس لي
فأنا أكره النور..أمقتُ الظلامَ
أمقتكم جميعا ـ ايّها الترابيون ـ
اليوم
أحتفلَ البردُ بغياب القمر
لهذا رقصَ بلا توقف
مُعلنا قيامةَ اللّذة وسماء الحالمين .
أمس
التهم َ بثلوجهِ شراينَ الأرض
راسماً قامتهُ البيضاءَ
دونَ ضبابٍ يُذكر..
أنتفضتْ نملة ٌ مراهقة
لتكشفَ سوادَ العالم
خلفها حفنة ٌ من العناكب
وأرامل تُهرول .
قال صاحبي
أبحثُ عن ثوبٍ
يُناسب ُ جمال َ الصمت
ومطرٍ أغسلُ فيهِ صراخي
2
هذهِ المساحةُ من الذاكرة
تختزلُ صياحَ الديكة في العالم ..
تختزلُ تأوه الذين يضاجعونَ
نسائَهم بعدَ جهدٍ جهيد ..
تختزلُ رطوبة َ الخصيتن على دكة الحكم ..
تختزلُ كارثتي أنا ..أنا
تلكَ الجثةُ التي تركضُ في عيونكم
وتبحثُ عني !!
هذهِ المساحةُ تتمطى .. وتطحنُني كلمات
هذهِ المساحةُ لاريب َ فيها
هذهِ المساحةُ بطونكم .. أيّها المشوهون
تحت الفروج .. الفروج
التي تصطكُ على أفواهكم
وتنفخُ فيها سرَّها الدفين ..!!
هذهِ المساحةُ تلتهمُ قامتي
وترسم لكم موتَ بابل .. وسقوطَ مردوخ
على أبواب القرن الحادي والعشرين
إنها لعبةُ الشياطين
لا ناقة َ لي فيها ... ولا قارب
لماذا ـ أيَّها العظيم كلكامش ـ
زرعتَ في سواحلي صوتَكَ الخالد
ثم تركتني بينَ القردة ؟؟
جعلتَ أنكيدو حقلَ تجارب ..؟؟
لماذا ـ أيَّها العظيم ـ
ينزلُ الفراتُ عن عرشهِ
ودجلةُ أرملة ٌ بلا وطن ..؟؟
لماذا العصافيرُ تبيعُ أصواتَها لقاءَ الخبز ..؟
لماذا النخيلُ طلقَ الرطب
وفتح َ ساقيه للرمال
لماذا أنا ـ تلك المساحةُ ـ
وأنتَ ـ أيّها العظيم ـ كالمساء!؟
قال صاحبي ..
اليوم أداعب ُالحافي *
حتى أتركَ هذا السيلان
يجرفُ جميعَ خسارات الأمة العربية
6
ساجد ٌ بأتجاه النوافذ
تدخلُني أمرأةُ العزيز .. يتكسرُ خجلي
قالتْ زليخة..
أنا قميصُكَ ايُّها النور
قالَ نسوةٌ لايديهنّ
لاعلمَ لنا ـ سبحانكَ ـ إننا ذاهبون
لم يقلْ صاحبي شيئا
قالتْ سبعُ بقرات
إنّه المتنبي
والرحلونَ هم ُ.
7
في النوم تجدُني ناقتي
ترسمُ قبةً من ذهب .. أقول لها ..وأنا
يشتعلُ الشيبُ في عيونها
تسقطُ دمعتي .. يذوب الظلامُ
وناقتي .. ورائحةُ الموتى ..!
قالَ صاحبي
أدخلوا قلبَهُ آمنين
8
ونقدفُ بالخوفِ على أراوحنا
فاذا بنا راحلون
قالَ صاحبي
أنكم وأحلامكم
لميتون.
9
ثمهَ وطن ٌ يحرثُ عاصفةً
عاصفة ٌ تحرثُهُ
قالَ صاحبي
لغة ٌ تتهجى الحرب .
10
بمزاجها الليلي تفرشُ ألوانَ النجوم
وتحرصُ كثيرا ًعلى أنْ لا تنتمي
إنها سماءُ الحلم
أحالتْ شوارعي إلى نبيذ
وقلقي الى طفل
أحالتْ أصابعي إلى طيورٍ تُغني
قال صاحبي..
أنتَ جسد ٌ للحرب
وجسد ٌ لوردة ٍ من نخيل.
12
عارياً .. لا شانَ لهُ إلا رغيفا
يغسلُ الرمادَ الملوث َ
يسحبُ مفتاحا ً لفيضاناتٍ أموية
تحت شمعةٍ عذراء
عاريا ً كالظلام .. في بلادٍ
باركها الشيطانُ بالصيحةِ .. والرحيل
قال صاحبي..
أمنحو أحزان السنابل
شارة الحزب **
فالشهيدُ
كوكبٌ للتراب.
13
أفتحُ الليلَ حتى أعانق وحدتي
منفردا ً .. مبتلاً بالحب إلى دجلةَ
وإلى دجلةَ طبعا
أفتح ُ وحدتي لبقايا حلمٍ
يرقدُ فيهِ وطني .
تفرُ عصافيري العطشى .. وتُغني .
أفتحُ وجهَ العالم .. ينزلُ مطرٌ
يكتبُني قبلَ الشمس
قالَ صاحبي..
أصواتُنا غائبةٌ
وأنتَ تصلي.
14
على أكتاف ِ الألم
أحملُ أبراج َ الروح
وألقي بها من النافذة
لتشبعَ السماءُ بهذا النزيف ..!
قال صاحبي..
إنّهُ الغيثُ
وأكدَ على ـ الثاء ـ الثابتهَ
في أنوف القادة .
15
في القلب
ثمةَ طائرُ بوردة الروح
لَهُ لغة ٌ لا تغيب
يهاجرُ معي .. معي
أينما أُقيم.
16
الكسوفَ هنا .. الخسوفُ هنا
في الحرب يرسمنُي الرطبُ نهرا ً
ويصرخُ : إنّه ُ الحلم ُ.
قال صاحبي
تلكَ رؤيتي في آذار1990
17
حالما تنهضُ الروح ُ
أقفُ على طريقة القمر
مارا ً بالمسافات النائمة
أفرشُ وجهي على جسد الفضاء
وأسافرُ وحدي ... وحدي
مثلَ نجمةٍ خانَها الجميعُ ..!!
قال صاحبي..
الجلوسُ على الصمت
إنتهاك لحرمة المطر
18
للأنوثةِ الذابلةِ على شفاه النساء
ولطفلةٍ تفرشُ القصائدَ
على طريقتها المكتظةِ بالحروب
أنزلُ من قمةِ الراس..
للمجانين الذينُ يلعنونَ الهواءَ
لتورطهم بالحياة
أرسمُ قمراً بلا جسد..
للمهاجرين الذين نسوا طفولتَهم
في الوطن
اشتري الذكريات من النخيل ..
قال صاحبي
أُ جهضتْ دجلة ُ الخير
والفرات ُ
تحت الإقامةِ الجبرية.
19
أتوغلُ في الريح
أحصدُ أرتعاشَ الضوضاء
من عتبة الالهة ..
أفرشُ ألوهيتي للعاصفة ..
وكلما أتوغلُ .. تبدأ رحلتي
قالَ صاحبي
لن يزولَ النهار
وأنتَ كاهنُ المعنى
الصاعدُ من بابل .. كنهرٍ
يترنحُ من الدم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش
* الحافي..إشارة إلى فحولة الرجل
* اشارة الحزب..تمنح من قبل السلطة العراقية في عهد الدكتاتور صدام حسين
لعوائل الرفاق الذين يموتون في سبيل الحزب
ثمهَ وطن ٌ يحرثُ عاصفةً
عاصفة ٌ تحرثُهُ
قالَ صاحبي
لغة ٌ تتهجى الحرب .
[/frame]
الشاعر الرائع الأستاذ حسن الخرساني
نعم صدقت الوطن يحرث العاصفة
والعاصفة تحرثه
لغة تتهجى الحرب
وأعود لأقتبس
[frame="1 70"]
أتوغلُ في الريح
أحصدُ أرتعاشَ الضوضاء
من عتبة الالهة ..
أفرشُ ألوهيتي للعاصفة ..
وكلما أتوغلُ .. تبدأ رحلتي
قالَ صاحبي
لن يزولَ النهار
وأنتَ كاهنُ المعنى
الصاعدُ من بابل .. كنهرٍ
يترنحُ من الدم
[/frame]
بصراحة شاعرنا الكريم
قصيدة من أروع ما قرأت بل من أروع ما نظم في الشعر
اسمح لي أن أحييك على هذا النفس الرائع وعلى هذا السحر الآخاذ
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
[frame="1 98"]
[frame="1 70"]
ثمهَ وطن ٌ يحرثُ عاصفةً
عاصفة ٌ تحرثُهُ
قالَ صاحبي
لغة ٌ تتهجى الحرب .
[/frame]
الشاعر الرائع الأستاذ حسن الخرساني
نعم صدقت الوطن يحرث العاصفة
والعاصفة تحرثه
لغة تتهجى الحرب
وأعود لأقتبس
[frame="1 70"]
أتوغلُ في الريح
أحصدُ أرتعاشَ الضوضاء
من عتبة الالهة ..
أفرشُ ألوهيتي للعاصفة ..
وكلما أتوغلُ .. تبدأ رحلتي
قالَ صاحبي
لن يزولَ النهار
وأنتَ كاهنُ المعنى
الصاعدُ من بابل .. كنهرٍ
يترنحُ من الدم
[/frame]
بصراحة شاعرنا الكريم
قصيدة من أروع ما قرأت بل من أروع ما نظم في الشعر
اسمح لي أن أحييك على هذا النفس الرائع وعلى هذا السحر الآخاذ
قصيدتك استاذي تسرق الألباب
كم أنا سعيدة بانضمامك البهي الينا
فألف أهلا ً وسهلا ومرحبا ً
[/frame]
-------------------------------
[frame="6 98"]
سيدتي ميساء البشيتي
شكرا ً على هذه المشاعر النبيلة
والكلمات الصادقة
والمرور الكريم
لك مني
كل التقدير
[/frame]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر حسن رحيم الخرساني
[frame="11 98"]
لماذا ـ أيَّها العظيم ـ
ينزلُ الفراتُ عن عرشهِ
ودجلةُ أرملة ٌ بلا وطن ..؟؟
لماذا العصافيرُ تبيعُ أصواتَها لقاءَ الخبز ..؟
لماذا النخيلُ طلقَ الرطب
وفتح َ ساقيه للرمال
لماذا أنا ـ تلك المساحةُ ـ
وأنتَ ـ أيّها العظيم ـ كالمساء!؟
[/frame]
الشاعر حسن رحيم الخرساني ،
سأحاول ان التقط انفاسي بعد رحلة بين محطات قصيدتك الرائعة،
اقتطفت الجزء اعلاه ليس لأنه الأجمل فالقصيدة كلها حكاية وكل مافيها يستحق وقفة
اسئلتك مشروعة سيدي عندما يكون دجلة والفرات ونخل العراق الضحايا
اهديك مقطع من قصيدة كتبتها رداً على قصيدة " بغداد يادمنا المباح" للشاعر المبدع طلعت سقيرق
يا سيدي لا تخف على بغداد
بغداد لن تسأل احد ، لا ولن تفعل
فالحزن يلجمها ويشنق الكلام
ونخلها يذرف التمر المعتق بالبارود
يبكي عراقاً اغتصبه اولاد الحرام
ونهري دجلة والفرات يبكيان
يتنهدان و يتناوبان على الألم
يشاهدان ويشهدان علي من باع
ومع المحتل يعيش في انسجام
بغداد علمها التاريخ والأيام
وباحت القدس لها بالسر
وان الصمت حزناً
خيراً من الإستجداء وذرف الكلام
أه يا زمن
متى تخلع عنا عباءة الهوان
متى ندخل بيوتنا بلا استئذان؟
متى ستعود حواسنا
ويصحو ضميرنا النائم في كهف الزمان
متى ستخرج من رماد الذل جمرة
لتشعل الروح فينا والغضب
ويخسر عدونا الرهان؟
متى سيتنفس نخل العراق
هواء نقياً بلا بارود ولا دخان؟
***
اشكرك سيدي على هذا البوح الصادق،
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى حماد
الشاعر حسن رحيم الخرساني ،
سأحاول ان التقط انفاسي بعد رحلة بين محطات قصيدتك الرائعة،
اقتطفت الجزء اعلاه ليس لأنه الأجمل فالقصيدة كلها حكاية وكل مافيها يستحق وقفة
اسئلتك مشروعة سيدي عندما يكون دجلة والفرات ونخل العراق الضحايا
اهديك مقطع من قصيدة كتبتها رداً على قصيدة " بغداد يادمنا المباح" للشاعر المبدع طلعت سقيرق
يا سيدي لا تخف على بغداد
بغداد لن تسأل احد ، لا ولن تفعل
فالحزن يلجمها ويشنق الكلام
ونخلها يذرف التمر المعتق بالبارود
يبكي عراقاً اغتصبه اولاد الحرام
ونهري دجلة والفرات يبكيان
يتنهدان و يتناوبان على الألم
يشاهدان ويشهدان علي من باع
ومع المحتل يعيش في انسجام
بغداد علمها التاريخ والأيام
وباحت القدس لها بالسر
وان الصمت حزناً
خيراً من الإستجداء وذرف الكلام
أه يا زمن
متى تخلع عنا عباءة الهوان
متى ندخل بيوتنا بلا استئذان؟
متى ستعود حواسنا
ويصحو ضميرنا النائم في كهف الزمان
متى ستخرج من رماد الذل جمرة
لتشعل الروح فينا والغضب
ويخسر عدونا الرهان؟
متى سيتنفس نخل العراق
هواء نقياً بلا بارود ولا دخان؟
***
اشكرك سيدي على هذا البوح الصادق،
دام قلمك باسقاً كنخل العراق الأصيل
سلوى حماد
---------------------------------
[frame="2 98"]
سيدتي سلوى حماد
شكرا ً لرحيلك ِالذي أنهكته ُ كارثتي ..كارثتي أنا
وشكرا ً لهذه الكلمات الجميلة
لك ِ مني كل الحب
[/frame]