[د. رجاء بنحيدا]

شقيٌّ من يحسب أن الوطن قد ترَكنا ونسي أهله وأحبابه ، هو في أنفاسنا وبين ضلوعنا .. يقاسمنا مشاعر الاشتياق، ويشاركنا قهوة الصباح وحديث المساء ووحدتنا ، يجالسنا حينا ، ويغضب حينا ، يلبس همومنا ونلبس قميصه .
وبائسٌ من يظن أن الحقيقة تركناها هناك .. ، فهي تلاحقنا في قطار الحياة ، في حقيبة السفر، هي ظلنا الذي ينتظر الوقت المناسب ليصبح شبحا يرافقنا حين نرفضها ونتوهّم حقيقة أخرى ننسجها لنسعد بالوهم.
الحقيقة كالوطن تلازمنا ونلازمها ، لكن الوطن يتميز عنها بأنه أحن بنا منها فهو يحضننا بينما الحقيقة تصفعنا صفعة قد تكون دامية ..

أيتها الحقيقة تمهلي، رفقاً بنا، فقد أصبحنا متعبين من جراء الكذب المتتالي ، من جراء نفاق ممتد وظلم مستبد ...
رفقا ، فقد خرمت نفوسنا ومرضت فأصبحنا نخاف عليك من موت حقيقة الحقيقة وتعاسة هذا الوطن .. !

[د. رجاء بنحيدا]

لولا حضن الوطن ، ما عرفنا لغة الانتماء وشعور الدفء ، ما أدركنا كل هذا الحب لأجل وطن صنَعنا لكي نحبه ونضحي لأجله بلا شرط ولا قيد ..لا لنخونه ونبيعه .. !!

[د. رجاء بنحيدا]

عابر مرَّ من هنا بالقرب من كلماتي ومحطتي ، ما أظنه قد اندهش أو تأمل ولا استفسر عما أكنُّه من عشق وخجل!!
ترك بطاقة تعريف وعطر وطن ،أيقظ في داخلي حنين أمل وحطام ذاكرة موجعة
وها أنا أخالف الزمن وأعود دون أن أدري إلى عشق يلازمني وجنون سكنني منذ الأزل !!
جنون أسئلة بلا جواب ، وهلوسة كلام في لقاءات غربية ... عربية
...
فجنوني لك وعليك .. وخجلي منك .. وعشقي إليك يا وطن !!